عن اللاعب الراحل محمد عبدالوهاب والجبهة اليسرى التي تفتقد قدمه

عن اللاعب الراحل محمد عبدالوهاب والجبهة اليسرى التي تفتقد قدمه


محمد عبدالوهاب.. الذي رحل بالجبهة اليسرى

لم تتوقف مصائب الكرة المصرية عند فقدان لاعبها المهاري الخلوق محمد عبدالوهاب، فبعد  رحيله عام 2006 لا تزال الجبهة اليسرى تبكي فراقه، وتبدو عاجزة عن إنتاج لاعب بمواصفاته، رغم محاولة كثيرين لملء هذا المكان.

رحلته قصيرة لم تزد عن 10 سنوات في المستطيل الأخضر، لكن عبدالوهاب «1983-2006» ترك بصمته، وحضورا لا ينقع، فخلال مشواره أحرز7 بطولات مع الأهلى «2 دوري مصري– 2 سوبر مصري– كأس مصر مرة – دوري أبطال أفريقيا مرة – السوبر الأفريقي، كما حقق ثلاث بطولات مع المنتخبات، كأس أفريقيا للشباب 2003، وكأس العالم العسكرية 2005 وكان هداف البطولة برصيد 3 أهداف، وكأس أمم أفريقيا 2006».

وفي الموسمين اللذين قضاهما في الأهلي، شارك عبدالوهاب في 36 مباراة، سجل 6 أهداف وصنع 4 آخرين.

هنا نستعرض أبرز اللاعبين الذين حاولوا شغل مركز محمد عبدالوهاب في الأهلي ومنتخب مصر.

طارق السعيد

لم تتوقف مصائب الكرة المصرية عند فقدان لاعبها المهاري الخلوق محمد عبدالوهاب، فبعد مرور 12 عاما على رحيله لا تزال الجبهة اليسرى تبكي فراقه، وتبدو عاجزة عن إنتاج لاعب بمواصفاته، رغم محاولة كثيرين لملء هذا المكان.

في الأسبوع الأخير من أغسطس بالعام 2006، الذي غادرنا فيه عبدالوهاب، شاءت الأقدار أن يكتب للوافد الجديد من الزمالك طارق السعيد فرصة اللعب أساسيا خلال مباراة الصفاقسي في دوري أبطال أفريقيا.  صنع السعيد هدفا للأنجولي فلافيفو في مباراة انتهت بفوز المارد الأحمر 2/1، ظن الجميع أن الأهلي لن يحزن كثيرا في ظل البدائل المتاحة.

السعيد، الذي دافع عن قمصان الزمالك لسنوات عديدة في مركز الجناح الأعسر برفقة طارق السيد، وجد نفسه يقطع 100 «ياردة» كاملة من أجل إقناع الخواجة البرتغالي مانويل جوزيه.

لم يكمل السعيد موسمين مع الشياطين الحمر، لكنه ساهم في احتكارهم البطولات المحلية والأفريقية في هذه الفترة. «ريفالدو المصري» كان مميزا على الصعيد الهجومي في المرواغات وإرسال العرضيات المتقنة، لكنه لم يمتلك سرعة عبدالوهاب أو قوة تسديداته، فراح ضحية المقارنات مع اللاعب الراحل والظهير القصير أحمد شديد قناوي. حاول كثيرا لكنه وجد نفسه في النهاية خارج جدران القلعة الحمراء.

سيد معوض

«سيد معوض عليه رجل بتشوف وبتتكلم» هكذا كان يتغزل المعلق المخضرم ميمي الشربيني في سيد معوض، لاعب الإسماعيلي والأهلي السابق. لسيد جولات بيسراه خلف الخطوط الدفاعية للخصم، سواء كان بقميص الدراويش أو الشياطين الحمر.

سيد من اللاعبين الأفذاذ الذين حاولوا تعويض رحيل محمد عبدالوهاب، فامتاز بإرسال العرضيات السريعة المتقنة على رؤس المهاجمين، إذ يعد هو الأقرب في تكنكيك اللعب إلى اللاعب الراحل. كلاهما يمتازان بالمهارة والسرعة ويتشابهان في الطول أيضا، إلا أن معوض يختلف في الوزن الزائد في منطقة الأرداف.

سيد كان جرئيا مثل عبدالوهاب في الاختراق إلى عمق الملعب والتسديد من على حدود المنطقة، لذا حفر اسمه في ذاكرة الجماهير الأهلاوية التي اندهشت من خبر الاستغناء عنه في موسم 2014/2015.

لم يسجل معوض أهدافا كثيرة بقميص الشياطين الحمر، نظرا لتفوق عبدالوهاب في الكرات الثابتة «فاولات اـ18» التي تخصص لها الراحل في حضور محمد أبوتريكة، وهو ما جعل أهدافه ماركة مسجل باسمه، خصوصا أنه كان يمثل حلا سحريا لمانويل جوزيه لإنهاء المباريات المعقدة.

محمد عبدالشافي

نموذج مجتهد آخر من اللاعبين أصحاب القدم اليسرى الذين حاولوا ملء فراغ عبدالوهاب مع منتخب مصر.

يلعب «شيفو» ابن نادي غزل المحلة أساسيا مع منتخب الفراعنة منذ بطولة كأس الأمم الأفريقية 2010، حين كان يرتدي قميص الزمالك. يتميز بالسرعة والمهارة واختراق الملعب، وهو ما ساعده على التألق في رحلة الاحتراف بالدوري السعودي.

قدم عبدالشافي مستويات جيدة مع الزمالك ومنتخب مصر، توجه بالانضمام لكتيبة هيكتور كوبر في المشاركة الثالثة لمصر بكأس العالم 2018.

«شيفو» يتميز بالتسديد القوي من منطقة الجزاء، لكن يبقى تفوق الراحل عبدالوهاب في الضربات الثابتة التي يتفوق بها على جميع من لعبوا في هذا المركز منذ 2006 حتى الآن.

12 سنة مرت على رحيل محمد عبدالوهاب، حاول خلالها الكثير تعويض الغياب الفني للاعب كان يسير على خطى روبرتو كارلوس البرازيلي، لكن القدر حرم الكرة المصرية من الموهبة الأصل والصورة أيضا.

أحمد البرديني

أحمد البرديني

صحفي مهتم بشؤون المجتمع والرياضة