رئيس التحرير أحمد متولي
 أهلا بكم في «جحيم أجيري».. قذائف المكسيكي تتساقط على برج العرب

أهلا بكم في «جحيم أجيري».. قذائف المكسيكي تتساقط على برج العرب

«اجعلوهم يبكون.. اجعلوهم يتمنون أنهم لم يصبحوا لاعبي كرة» مقولة منسوبة للمدرب المكسيكي خافيير أجيري ظهرت كراماتها سريعا في ظهوره الأول بمقعد القيادة الفنية لمنتخب مصر أمام النيجر في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2019.

سداسية مثيرة قدمت أجيري للمصريين في حلة القائد المنقذ، وأعادت البسمة إلى شفاه أهل النيل بعد 3 سنوات من العطش الكروي على يد الأرجنتيني هيكتور كوبر، الذي رغم إنجازاته الرقمية القياسية، فعل كل شئ لإجبار المصريين على عدم مشاهدة مباريات منتخب بلادهم. فما الذي حدث في الليلة الأولى للمكسيكي في برج العرب، هنا نرصد أول قطرات الغيث.

صحيح أن منتخب النيجر هو أضعف منتخبات القارة الأفريقية، حيث يقع في المركز الـ103 في أحدث تصنيفات الفيفا، لكن المباراة شهدت العديد من الإيجابيات أعطتنا بصيصا من الأمل لانتظار ما سيقدمه المدرب الثائر خافيير أجيرى.

«اجعلوهم يبكون.. اجعلوهم يتمنون أنهم لم يصبحوا لاعبي كرة» مقولة منسوبة للمدرب المكسيكي خافيير أجيري ظهرت كراماتها سريعا في ظهوره الأول بمقعد القيادة الفنية لمنتخب مصر

ماذا نعرف عن «جحيم أجيري»؟

«لدينا لاعبين جيدين. إذا كانت الكرة معنا على الفريق كله أن يهاجم وإذا فقدناها علينا الدفاع لاسترجاعها سريعا. عندما نملك الكرة علينا إحراز الأهداف» هذه هي فلسفة المكسيكي كما جاءت على لسانه بكل وضوح دون مواربة.

«لدينا لاعبين جيدين. إذا كانت الكرة معنا على الفريق كله أن يهاجم وإذا فقدناها علينا الدفاع لاسترجاعها سريعا. عندما نملك الكرة علينا إحراز الأهداف» هذه هي فلسفة المكسيكي كما جاءت على لسانه بكل وضوح دون مواربة.

خططيا، المكسيكي يلعب 4-3-3، تتغير في المباراة بمرونة شديدة، كما شاهدنا أمس طريقة وقوف الرباعي الدفاعي وتحول الأظهرة إلى أجنحة طائرة في الهجمات، فأحرز أيمن أشرف هدفا من صناعته، وصنع أحمد المحمدي الهدف الخامس لمحمد صلاح.

علي غزال.. اكتشاف الرحالة

بعد 4 سنوات من اللعب في الظل والتنقل بين الدوريات الأوروبية، عاد علي غزال للظهور مع الفراعنة تحت قيادة المسكيكي في مركزه المفضل وهو ملء الفراغ بين الدفاع وخط الوسط.

أدى غزال المطلوب منه في خطة 3-3-1-3  التي بدأ بها الفريق كرأس لمثلث تتكون قاعدته من طارق حامد ومحمد النني، وهو ما استحق الإشادة من المدرب الذي منحه لقب رجل المباراة.

لاعب «فانكوفر وايتكابس» الأمريكي يتميز بالتمريرات الدقيقة والرؤية العميقة للملعب، ظهر هذا في مناسبات مختلفة، أبرزها لقطة الهدف الأول التي مررها للنني في عمق الملعب ليضرب بها 3 لاعبين من الفريق الضيف.

يحسب لأجيري، إعادة المدافع الأسمر للحياة بعد استبعاده طوال فترة الأرجنتيني كوبر، رغم حاجته الفنية لقائد في خط الوسط في ظل عدم الاعتماد على حسام غالي الذي اعتزل نهاية الموسم الماضي.

النسخة الجديدة من النني

لأول مرة منذ فترة طويلة، يلعب محمد النني، لاعب خط وسط أرسنال الإنجليزي، دون أن يسمع صافرات الاستهجان ضده سواء كانت ممن يتواجدون في المدرجات أو أمام الشاشات، والفضل يعود إلى أجيري في منحه حرية إدارة التدوير للأمام فقط وصناعة الفرص لزملائه.

النسخة القديمة للنني في عهد كوبر، كانت ملتزمة بالركض أمتارا طويلة خلف وأمام الكرة، ما جعله يفقد أهم مميزاته وهو التمرير للأطراف الطائرة ومقابلة الخصوم في ملعبهم قبل أن يخترقوا عمق فريقه.

مركز النني الآن اللاعب «البوكس تو بوكس» الذي يدافع ويهاجم في آن واحد، وهو المركز الذي يمنحه الحركة والظهور أمام منطقة جزاء المنافسين، كما فعل في لقطة الهدف السادس الذي أحرزه في مباراة النيجر.

لأول مرة منذ فترة طويلة، يلعب محمد النني، لاعب خط وسط أرسنال الإنجليزي، دون أن يسمع صافرات الاستهجان ضده سواء كانت ممن يتواجدون في المدرجات أو أمام الشاشات.

أبناء محسن

تقاسم أبناء محسن، مروان وصلاح، قيادة هجوم منتخب الفراعنة في ثوبه الجديد مع خافيير أجيري أمام النيجر. مباراة شهدت تسجيل المهاجمين لأول مرة منذ زمن طويل في عهد الأرجنتيني كوبر.

لك أن تتخيل أن التصفيات الختامية المؤهلة لكأس العالم والمونديال نفسه وبطولة أمم أفريقيا بالجابون، لم تشهد تسجيل المهاجمين لأهداف. لكن أجيري لم يحتج وقتا لإظهار اعتماده على رأس الحربة الهداف في فريقه، وهو ما ظهر في تسجيل مروان الهدف الأول في  الشوط الأول وإحراز صلاح محسن الهدف الرابع في الشوط الثاني.

الفرصة تبدو سانحة الآن للإعلان عن مهاجم مصر الأول وهو الفتى المتوهج مع الأهلي صلاح محسن، فالمباريات الأخيرة أثبتت جودته وقدرته على قيادة هجوم الشياطين الحمر والفراعنة بعد فترة عجاف طويلة.

وداعا للعواجيز؟

لم يستدعِ المكسيكي كلا من أحمد فتحي ومحمد عبدالشافي وعبدالله السعيد، الأكثر مشاركة في تشكيلة كوبر، كما غاب علي جبر لأول مرة منذ فترة طويلة، في حين منح الفرصة لباهر المحمدي وأيمن أشرف، ما يعني أننا بصدد تقليل أعمار المنتخب والاستغناء عن الوجوه القديمة التي شغلت هذه الأماكن لسنوات طويلة. كما أثبت اللقاء الأول قدرة الفريق على صناعة اللعب بدون السعيد الذي لطالما اعتبره الجميع بدون بديل للاعب رقم 10  في مصر. 

لكن الإجاية على هذا السؤال لن تتضح قبل المعسكرين المقبلين للمنتخب استعدادا لاستكمال الطريق إلى أمم أفريقيا 2019.

أحمد البرديني

أحمد البرديني

صحفي مهتم بشؤون المجتمع والرياضة