إلى «إبليس» و«سقف الحجرة».. هذه أغرب إهداءات الأدباء المصريين
في أغلب الأعمال الروائية، يهدي الأديب عمله إلى أحد المقربين إليه من الأصدقاء والأهل، اعترافًا بالفضل والحب وتخليدًا لصاحب الإهداء، ولكن في بعض الأحيان يهدي المؤلف كتابه إلى ما لا يتوقعه القارئ.
من «سقف الحجرة» إلى «إبليس» نفسه تنوعت إهداءات الكتب العجيبة والطريفة وغير المتوقعة. تعرف على أغرب الإهداءات في هذا التقرير من «شبابيك».
يوسف السباعي.. إلى نفسه
إلى خير من استحق الإهداء
إلى أحب الناس إلى نفسي
وأقربهم إلى قلـــــــــــبـي
إلى يوسف الســــباعي
ولو قــــــــــلت غير هذا
لكنت شيخ المنافقين
من أرض النفــــــاق
أهدى الأديب الراحل يوسف السباعي إحدى أشهر رواياته إلى نفسه، ويبرر هذا الفعل الغريب بأن الرواية تنتقد المجتمع المنافق وبالتالي يجب أن يبدأ بنفسه ويصارح الناس بالحقيقة دون نفاق، فهو يعشق نفسه رغم كل الكلام عن التواضع والإيثار.
يضيف «السباعي» أن الشعوب اعتادت تكريم المبدعين والعباقرة بعد رحيلهم، فهم لا يعرفون قيمة الشخص إلا حين يموت، ولذا فقد قرر تكريم نفسه حيًا، بل قال للناس صراحة: قولوا عن يوسف السباعي أنه عبقري الآن واكتبوا على قبره حين يموت هنا يرقد أكبر حمار.
طه حسين.. إلى الكسالى
إلى الذين لا يعملون ويؤذي نفوسهم أن يعمل الناس
كان عميد الأدب العربي طه حسين يشعر بالتشابه الكبير بينه والشاعر والفيلسوف الغابر أبي العلاء المعري، فكلاهما حُرم من نعمة البصر ويعيشان في سجن واحد، ولهذا اختار أن يكون موضوع رسالته في الدكتوراة عنه بالذات.
لكنه حين كتب عمله «مع أبي العلاء في سجنه» لم يذكر «المعري» في الإهداء، وإنما ذكر الكسالى من الناس، هؤلاء الذين لا يعملون ويؤذيهم أن يعمل الآخرون، ولعله أراد توجيه رسالة لكل من يعيب على عمله ونشاطه رغم عاهته.
إبراهيم محمد الجمل.. إلى إبليس نفسه
إهداء إلى إبليس.. الشيطان الرجيم: حربًا عليك.. وتحذيرًا منك.. وكشفا لخططك.. وإفسادا لعملك.. أهديك هذا الكتاب
هذه المرة عكس الكاتب الآية تمامًا، فهو لم يهدِ العمل إلى شخص يحبه أو حتى قريب منه، بل أهدى كتاب «مملكة إبليس: التنظيم الإداري للدولة الإبليسية» إلى العدو الذي يحذر الناس منه، إلى الشيطان الرجيم إبليس اللعين، في صورة لإعلان الحرب عليه.
يدور كتاب إبراهيم محمد الجمل حول الشياطين وكل شيء عنهم، أسمائهم، ووظائفهم، وطرقهم في إغواء البشر بمختلف أنواعهم، فهناك طرق لإغواء الرؤساء والملوك، وأخرى لإغواء أهل العلم والمحامين والفنانين وغيرهم.
المؤلف إبراهيم محمد الجمل ولد في محافظة المنوفية وتخرج من الأزهر الشريف، وله إسهامات عديدة في مجاله، أشهرها كتابه «طموح جارية» عن الملكة شجرة الدر، الذي يدرسه طلبة الصف الثالث الإعدادي.
أحمد العايدي.. سقف الحجرة
في روايته الأولى «أن تكون عباس العبد» يُهدي أحمد العايدي الكتاب إلى أساتذته من الأدباء سواء الأجانب منهم أو العرب، ثم يختم الإهداء بجملة «وإلى سقف حجرتي الذي احتواني عندما تحرك العالم بضع سنتيمترات إلى الأمام»
ربما يقصد «العايدي» مجرد امتنانه لحجرته وسقفها الذي ينظر إليه حين يفكر، لكن الرواية نفسها تحتوي قدرًا كبيرًا من الصور والتشبيهات العجيبة والعبثية مثل هذا، لدرجة أن بطل القصة يقول للقارئ «معًا سنذوق الخبال رشفة بعد رشفة».
الرواية تتحدث عن جيل الألفية وما يلاقيه من سلبيات المجتمع في صورة حكاية قصيرة مليئة بالتعقيدات النفسية، وحققت نجاحًا جماهيريًا ونقديًا كبيرًا ثم ترجمت إلى 7 لغات حية.
حسن الجندي.. إلى صوت ما
«إلى الصوت الذي كان يحدثني أثناء كتابة هذه الثلاثية أشكرك لأنك توقفت عند انتهائها»
يعتبر حسن الجندي من أبرز الكتّاب الشباب في أدب الرعب، بتحقيقه جماهيرية واسعة بين الشباب بمجمل أعماله، وخاصة ثلاثيته «مخطوطة ابن إسحاق» التي تناولت عالم الجن بشكل صريح لم تسبقه فيه أية رواية أخرى.
بشكل عام، تحكي الرواية عن مخطوطات قديمة وكتابات بلغات شيطانية، ومغامرات بين عائلات الجن، لهذا أراد «الجندي» الإشارة إلى صوت غامض يحدثه أثناء الكتابة كأنه قادم من عالم الرواية وبالتالي يشكره في الإهداء حين توقف عن الحديث إليه مع كتابة الجزء الأخير من الرواية.