ما يفعله المسيحيون في الكنائس ليلة عيد الميلاد

ما يفعله المسيحيون في الكنائس ليلة عيد الميلاد

يحتفل الأقباط الأرثوذكس في مصر بعيد الميلاد المجيد في يوم 29 كيهك من كل عام حسب التقويم القبطي، الموافق 25 ديسمبر وفقًا للتقويم الروماني الذي سُمي بعد ذلك بالميلادي.

هذا العيد مخصص لإحياء ذكرى ميلاد السيد المسيح من والدته العذراء مريم، وتنقسم طقوس الاحتفال الدينية بالعيد حسب الكنيسة الأرثوذكسية إلى 4 أقسام كالتالي:

برمون العيد

البرمون في العقيدة المسيحية يعني الاستعداد للعيد، ويكون في عيدي الغطاس والميلاد فقط، وفيه يصوم الأقباط للمساء ولا يأكلون السمك.

تسبحة نصف الليل (خاصة بالبرمون)

تُتلى سبعة من الأشعار والتراتيل الدينية الخاصة بتمجيد المسيح والعذراء وبقية الرموز المقدسة، وهي المُسماة «إبصاليات» نسبة للآلة الموسيقية «أبصالمو» وعددها 7 بحسب أيام الأسبوع.

هذه الأشعار تهدف لتعظيم المسيح فقط بلا أي طلب، وبعد كل تسبحة يُتلى ما يُسمى بالطرح، وهو شرح ما قيل من أشعار وتمجيد، وأصبح الآن يقال باللغة العربية.

قُداس البرمون

الصلوات في العقيدة المسيحية تُسمى بالقُداس وتعني الاشتراك في الشكر والتسبيح للرب، وفي عيد الميلاد يُضاف إلى القُداس مشاركات الحاضرين وقولهم «آمين» فيما يُعرف بالمردات.

عشية عيد الميلاد

تُقال إبصالية أخرى في عشية العيد وتكون خاصة باليوم السابق له، فلو كان العيد يوم الخميس تُقال إبصالية الأربعاء، وتكتمل العشية بقراءة الطرح الخاص بالعيد، مع سيرة أحد القديسين والتي تُسمى «ميمر».

لماذا يحتفل به البعض يوم 7 يناير؟

تحدد عيد الميلاد المجيد في مجمع نيقية عام 325 من الميلاد، وذلك بحسب الآية الواردة في إنجيل يوحنا «ينبغي أن ذلك المسيح يزيد وأني أنا أنقص» بمعنى أن الميلاد يأتي في أطول ليلة وأقصر نهار أي 25 ديسمبر، لأن مجيء المسيح فيما بعد سيجعل النهار أطول والليل أقصر.

في عام 1582 من الميلاد، لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر لا يوافق الوصف المذكور في الآية، فأمر البابا «جريجوري» وقتها بحذف 10 أيام من التقويم الميلادي حتى يتماشى الوصف مع اليوم، ومن بعدها ظهر تعديل آخر بحذف 3 أيام كل 400 سنة حتى يظل يوم 25 ديسمبر في موقعه الفلكي. لم تعمل مصر بهذا التعديل إلا بعد دخول الإنجليز في أوائل القرن العشرين، فأصبح 7 يناير موافقًا لعيد الميلاد.

قصة شجرة الميلاد

لا يوجد ربط في الكتاب المُقدس بين ميلاد المسيح وشجرة عيد الميلاد الشهيرة، ولكن التحليل الأقرب يرى أن الشجرة تعود لقصة القديس بونفياسيوس الذي ذهب ليبشر إحدى القبائل الوثنية بالدين المسيحي.

وجد القديس أن القبيلة ربطت طفلاً لإحدى أشجار البلوط كأضحية لإله الغابات «ثور» وكانوا على وشك ذبح الطفل، لكن القديس أسرع بقطع الشجرة لينقذ الطفل ثم خطب في الناس أن الدين جاء ليخلص لا ليهلك.

وقال لهم «تستخدمون أخشاب هذه الشجرة البسيطة لبناء بيوتكم.. فلتجعلون المسيح هو حجر الزاوية في منازلكم، فهو يهِب حياتكم الاخضرار الذي لا يذبل، لتجعلوا المسيح هو نوركم الدائم، أغصانها تمتد في كل الاتجاهات لتعانِق الناس، وأعلى الشجرة يشير إلى السماء، فليكن المسيح هو راحتكم ونوركم».

المصدر

  • * موقع الأنبا تكلاهيمانوت القبطي الأرثوذكسي.. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مصر

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة