بهذه النصائح احمي ابنتك من الانحرافات الجنسية.. «علشان متتصدميش»

بهذه النصائح احمي ابنتك من الانحرافات الجنسية.. «علشان متتصدميش»

كثير من الأسر تصيبها الصدمة في بناتهن عند الوصول لسن المراهقة، والخروج من عباءة الأسرة الضيقة لبيئة الصديقات المتحررة، يستقين منها المعلومات عن عوالم الشهوة والمتعة، دون أن تعرف الأسر ما يدور داخل هذه المجموعات الكبيرة، لذا تقع كثير من الفتيات أسيرة لبعض الانحرافات الجنسية.

ما أسباب الانحراف الجنسي للفتاة المراهقة؟

حياة المراهقات محفوفة بالمشاكل، علاقتهن العاطفية، ومعلوماتهن الجنسية، قد تقودهن إلى طريق منحرف، والذي في الغالب يكون نتاجا لخبرات ومواقف سيئة على المستوى الجنسي، كما يقول خبير الطب النفسي دوجلاس توم.

وتتنشر حكايات الشذوذ الجنسي بين الفتيات خصوصا في أعمار المراهقة بشكل كبير، بسبب غياب الوعي تارة، وأخرى بسبب غياب الأسرة وتراجع دور الأمهات، إضافة لدخول كثير من الفتيات على مواقع وشبكات إلكترونية تقدم محتوى جنسي، كما يقول استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز.

الشلة والتقليد الأعمي

فرويز يقول إن كثير من الفتيات يقلدن بعضهن، وتكون مجموعة الصديقات المصدر الأول لتلقي المعلومات الخاصة بالجنس، لذا تكثر الانحرافات بين هذه الفئة، والتي عادة ما تكون في أعمار الثانوية العامة، والأعوام الجامعية الأولى.

عطفا على ما يقوله فرويز انتشر في عام 2013 شكاوى من طالبات المدينة الجامعية التابعة لكلية الدراسات الإسلامية فرع الزقازيق، بعدما اشتكت فتيات من وجود بعض الممارسات الجنسية المنحرفة داخل المدينة.

وصلت الشكاوى للتليفزيون وقتها وعرض برنامج مانشت الذي كان يذاع على قناة أون تي في، القضية إلا أن الفيديوهات تم حذفها من موقع يوتيوب.

أميمة تشك في سلوك ابنتها

السيدة أميمة، «اسم مستعار» تحكي قصتها قائلة، إن سلوك ابنتها البالغة من العمر 18 عامًا تغيرا بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وباتت تشك فيها بسبب علاقتها الغريبة بإحدى صديقاتها.

وتشير السيدة التي طلبت إخفاء هويتها وهي تتحدث مع شبابيك، إلى أن ابنتها في السنة الأولى في الجامعة، وتعيش في المدينة الجامعية، إلا أنها حاليا ترفض أي رقابة من الأسرة عليها وتحاول تقليد كل ما تراه.

وتكمل السيدة أنها لم تعد تسيطر على ابنتها حتى أنها تصطحب صديقاتها معها للمنزل ويجلسون بالساعات في غرفتها بمفردهما، كما أن طريقة كلامهما ليست مريحة، وهو ما دفع الأم بالبحث في هاتفها.

عثرت السيدة في هاتف ابنتها على محادثات هاتفية ونصية مع رجال، وهو ما جعلها تقدم على ضربها بشكل مبرح وحرمانها من الهاتف، لكنها بمجرد خروجها من المنزل لم تعد لمدة ثلاث أيام، اكتشفت الأسرة فيما بعد أنها تعيش في منزل صديقاتها.

إحصائيات صادمة

وتعد مصر من أكثر الدول التي يدخل منها زوار لمواقع الفيديوهات الإباحية، حيث نشر موقع Postober نقلًا عن موقع PornMD، المتخصص في رصد محركات البحث في المواقع الإباحية، أن 6 دول عربية وإسلامية من ضمن الدول العشرة الأكثر بحثا عن الإباحية وهم «باكستان، مصر، المغرب، السعودية، تركيا، الفلبين».

وقال الموقع إن أكثر الفيديوهات التي يشاهدها زوار هذه المواقع هي فيديوهات المثلية الجنسية بين النساء، 29% من زوار أحد هذه المواقع الشهيرة أعمارهم من 18 إلى 24 سنة، وأكثر الكلمات بحثًا بينهم أفلام المثلية الجنسية بين النساء، كما أن 67% من إجمالي الزيارات للموقع كانت من أجهزة الهاتف المحمول.

واجبات الأسرة مع البنت المراهقة

بالعودة لشبكات التواصل الاجتماعي التي تعج بعشرات الحكايات التي قدمتها أمهات عن بناتهن اللاتي يمارسن بعض الانحرافات الجنسية، جاءت ردود الفعل الهجومية كثيرة، متهمة الأسرة وتحديدا الأم بأنها تتحمل العبء الأكبر، لكن بعضهن قدم نصائح لتفادي مثل هذه السلوكيات.

  • زيارة طبيب نفسي

نصحت السيدات الأم التي ضبطت ابنتها تمارس الشذوذ مع صديقتها بأن تذهب بها إلى أحد الأطباء النفسيين، وأن تحاول التقرب منها، إضافة لضرورة تحسين الأب لسلوكه معها، لأنها تحتاج لراجل في حياتها، إضافة لوقف العنف تماما في التعامل معها.

  • صداقة واجبة

النصائح السابقة يؤيدها الدكتور جمال فرويز، ويشير إلى ضرورة وجود صداقة قوية بين الأسرة والبنت لاسيما في عمر المراهقة، مشيرا إلى أن أي مشكلة يمكن أن تحل بسهولة طالما هناك تواصل بين الأسرة وأولادها في عمر المراهقة.

  • غياب الثقافة الجنسية

كما أن غياب الثقافة الجنسية لدى كثير من الأسر، وتعاملهم مع هذه القضية على أنها من المحرمات له أثر كبير على الفتيات، لأنها تحاول البحث للرد عن استفساراتها في أماكن أخرى.

ويشير إلى أن بسبب تجاهل الأسرة لتعريف أبنائها وهم في سن البلوغ بالتطورات التي حدثت لهم، بشكل سوي، ولا نقول أن يتحدثوا معهم بشكل خارج عن الحدود، لكن أن تعرف البنت ما هي الدورة الشهرية، وكيف تتم عملية الإنجاب عموما، حتى لا يجرهم ذلك للانحرافات وتقليد الغير.

يقول الباحث في علم الاجتماع بجامعة عين شمس، طارق غربالي، إن معدلات التقليد بين الفتيات تكون كبيرة جدا، حتى أنهم في حالة رواية الانحرافات تقدم بعضهن على التقليد أيضا، وربما يأخذهن الحديث عن الجنس لحب الاستطلاع والتجربة خصوصا إذا ما رفعن شعار أنه لن يحدث ضرر.

ويشير إلى أن الأفكار المتطرفة سواء في السياسة أو الجنس أو غيرها من المنحنيات عادة ما تنتشر في البيئات المنغلقة، كما هو الحال في المدن الجامعية، وسكن المغتربات، وهنا تكون معدلات التقليد متساوية في الإيجابي والسلبي.

  • على الأم التقرب من ابنتها

في الإطار نفسه تنصح الدكتورة هايدي السعيد، وهي مستشارة إرشاد نفسي، بضرورة أن تتقرب الأمهات من بناتهن في مرحلة المراهقة، خصوصا أن هذه المرحلة تلاحظ فيها البنت أنها أصحبت أنثي، ويحدث لها بعض التغيرات الجسمانية، علاوة على التغيرات النفسية والانفعالية.

وتصف السعيد هذه المرحلة بأنها تشبه النفق المظلم، لذا تحتاج الفتاة لمن ينير لها الطريق حتى تعبر للناحية الأخرى من الرشد، لتكون قادرة على مواجهة المشكلات التي تقابلها بنفسها.

وتطالب الخبيرة النفسية الأمهات بأن يكن صديقات لبناتهن، وإذا ما أرادت الفتاة أن تحكي لها عن موقف حتى لو كان سيئا فعليها أن تستمتع منها، وأن تمتدح أخلاقها ثم تنتقد الموقف الذي تراه سلبي أو خارج عن السياق، وتنصحها بالابتعاد عن ذلك.

  • رقابة هادئة تقوم على الصداقة

وتشير إلى أن التعامل مع المراهق يكون بالتفاهم، وشرح الحياة، والعمل الدائم على تحسين أخلاقه عن طريق تطعيمه بأمور توقظ ضميره وتعرفه الطريق الصحيح.

وبالمثل يقول جمال فرويز إن الأسرة يجب ان تمارس دور من الرقابة على الأبناء لكن بدون تعنت، يكون قائم على الصداقة، وأن تضع كل أسرة خطة لأبنائها، وألا تتعامل مع الأمر بطريقة رد الفعل، والمواجهة بعد حدوث المصيبة.

عبدالغني دياب

عبدالغني دياب

صحفي مصري متخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية