رئيس التحرير أحمد متولي
 ماهي المادة السامة التي انتحر بها 3 أطفال في البحيرة؟.. موجودة في معظم بيوتنا

ماهي المادة السامة التي انتحر بها 3 أطفال في البحيرة؟.. موجودة في معظم بيوتنا

تزداد حالات الوفاة والانتحار بحبوب حفظ الغلال في مصر رغم التحذير المستمر من خطورتها والطلبات الملحة لمنع تداولها بسهولة وإحكام السيطرة على الإتجار فيها.

لم يقف الأمر عند التناول بالخطأ أو الانتحار باستخدام حبوب حفظ الغلال من جانب البالغين بسبب أزمات نفسية أو مشاكل عائلية، فخلال اليومين الماضيين تسببت حبوب حفظ الغلال في مقتل ثلاثة أطفال.

بداية القصة

في يوم الخميس 25 أبريل الجاري، تناولت طالبتان من محافظة البحيرة حبوب الغلة السامة ما أدى لمصرعيهما في الحال.

التحقيقات الأولية كشفت أن الطالبتين اللتين استقبلتهما مستشفى كفر الدوار كجثتين لكل من الطالبة «إ.م.ف» تبلغ من العمر 17 عاما، والطالبة «د.س.ع» تبلغ من العمر 15 عاما، كانتا تمران بحالة نفسية، دفعتهما إلى الانتحار.

وأدى تناول حبوب الغلة إلى توقف عضلة القلب في الجال ووفاة الطالبتين، فيما قالت والدة إحدى الطالبتين أن ابنتها وابنة خالتها تناولا أقراص الغلة السامة عن طريق الخطأ.

الثالثة تلحق بهما

أخت إحدى الفتاتتين قررت اللحاق بشقيقتها وتأكد أن ابنه الـ 12 عام انتحرت حزنا على شقيقتها وابنة خالتها وأمها التي دخلت في نوبة قلبية لسماعها خبر وفاة الفتاتين.

ووردت روايتين في انتحار الشقيقة الصغرى لم يتثنى لنا التأكد من صحة أحدهما، وتقول الرواية الأولى إن «أ.م» 12 سنة تناولت هي الأخرى قرصا من أقراص حفظ الغلة، وتشير رواية ثانية إلى أنها انتحرت بالقفز من نافذة وسقطت جثة هامدة.

نائبة بالبرلمان تتحرك

وتقدمت عضو مجلس النواب عن محافظة البحيرة، أمل زكريا، بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الزراعة، تطلب فيه منع تداول حبوب حفظ الغلال، التي تتسبب في وفاة عدد كبير من الفتيات في المحافظة، لسهولة الوصول إليها، وتستخدمها الفتيات في الانتحار.

ماهي حبوب حفظ الغلال؟

تستخدم تلك الحبة في حفظ الغلال من التسوس، حيث توضع داخل أجولة القمح قبل تشوينه لمنع وصول الحشرات أو السوس إليه.

الاسم العلمي للحبة هو «الألومنيوم فوسفيد»، ويوجد منها 18 منتجا بأسماء تجارية مختلفة، إلا أن تركيبها واحد، واستخدامها واحد.

رئيس قسم الصحة المهنية بالإدارة الصحية في مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، قال في حلقة نقاشية عقدتها المحافظة في يناير الماضي للحديث عن نفس الظاهرة، إن الحبوب عندما تتعرض للرطوبة تقوم بتدمير الخلايا التي تنتج الأكسجين داخل الجسم، ويخرج منها غازات ضارة.

وكشف أن استنشاق الغازات المتصاعدة منها يؤدى إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، ومنها سرطان الرئة والكبد، وتشوهات الأجنة، وتدمير العديد من خلايا المخ والزهايمر والعقم عند الرجال، كما أنها تسبب الوفاة في الحال؛ لسميتها الشديدة، وكانت تستخدم قديما كسم للفئران والثعالب في القرى.

أعداد وفيات كبيرة

رئيسة قسم الطب الشرعى والسموم الإكلينيكية بمستشفيات جامعة المنوفية، الدكتورة صفاء عبد الظاهر، لفتت إلى زيادة حالات الوفاة لهذا السبب منذ بداية عام 2017، ورصدت حينها أن حالات الانتحار بهذه المادة، والواردة إلى مركز السموم الإكلينيكية بالمحافظة فقط بلغت 97 حالة فى بداية العام قبل الماضي، توفي منهم 47 حالة، وأكدت أن هذه المادة السامة لا يوجد ترياق مضاد لها.

في حلقة النقاش حول حبوب حفظ الغلال بالدلنجات كشف المشاركون أن ديسمبر 2018 سجلت المحافظة فيه 7 حالات وفاة لنفس السبب، وبلغ عدد الحالات المنتحرة منذ 2015 إلى 50 حالة انتحار.

أحمد عبده

أحمد عبده

صحفي مصري متخصص في الشأن الطلابي، يكتب تقارير بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام من جامعة الأزهر، ومقيم بمحافظة القاهرة