رئيس التحرير أحمد متولي
 مظاهرات العراق.. هل أصابع السعودية تقطع أذرع إيران؟!

مظاهرات العراق.. هل أصابع السعودية تقطع أذرع إيران؟!


مظاهرات العراق.. هل أصابع السعودية تقطع أذرع إيران؟!

من قلب ساحة التحرير في قلب العاصمة العراقية بغداد، انطلق الصوت العراقي حامل مطالب عجزت الحكومة العراقية عن تنفيذها، بعد أن استفحل هذا العجز وانطوى على تراكمات لا ينفع معها طول انتظار مع عجلة الفساد المسكوت عنه، حسب تعبيرات بعض العراقيين المشاركين في مظاهرات بغداد تحت شعار العراق ينتفض.

مظاهرات العراق 2019

وصل العجز الحكومي في العراق إلى درجة عنف مقنن ضد المشاركين في مظاهرات ساحة التحرير الذين حملوا مطالب كثيرة، تقدمها شعار محاربة الفساد الذي فتح الباب أمام مطالب كثيرة لم يعد كاهل المواطن العراقي قادرا على حملها، فتفجرت من أعماقه ينابيع الغضب التي اتسمت بها مظاهرات العراق في احتجاجات بغداد والبصرة والعمارة وميسان والنجف والعديد من المحافظات الأخرى، التي بدأت تتجاوب ساحتها في وسط وجنوب العراق مع هتافات ساحة التحرير في العاصمة بغداد.

من يمول مظاهرات العراق 2019؟

يقول مراقبون إن مظاهرات العراق 2019 واحتجاجات ساحة التحرير والمحافظات الشيعية أغلقت الطريق أمام تساؤلات معتادة في بلد كالعراق، الذي يشارك في تقرير مصيره معادلات كثيرة منذ وقوعها تحت الاحتلال الأمريكي عام 2003، وبدت فكرة من يمول هذا الحراك الثوري في العراق ضعيفة هذه المرة من خلال سياقات الأداء الثوري للشباب الذي جاء من مناطق عراقية شيعية تحت سيطرة الأحزاب الدينية الحاكمة والمدعومة من إيران.

ماذا يحدث في العراق؟

 مظاهرات العراق 2019 أثبتت بما لا يقبل الشك أن الحراك الثوري العراقي يتجه لكسر القيود والتبعية لصالح عراقية هذا الشعب «صعب المراس» كما يقول المؤرخون، ما يحدث في العراق اليوم وصفه المحللون والمراقبون للشأن العراقي بأنه حراك ثوري، وموجة جديدة سبقتها موجات ثورية في عامي 2013 و2014، لكن المختلف في احتجاجات العراق ينتفض اليوم هو الدرس السابق الذي أجهض الحراك الشعبي من قبل «سلاح الطائفية»، إذ اعتاد حكام العراق منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003 حتى يومنا هذا ربط أي تحرك للتغيير بأنه محاولة من بقايا حزب البعث أو خطة سنية للقضاء على حكم الشيعة تحركها أيادي تتبع السعودية.

ساحة التحرير بغداد

لكن مظاهرات العراق اليوم والحراك الثوري يشير إلى استيعاب العراقيون الدروس السابقة التي أفشلت محاولات الإصلاح والتغيير وإنهاء التبعية، والدلالة هو التعاطف الشعبي المتقارب بين فئات الشعب العراقي مع ما طرحه المتظاهرون في ساحة الحرية بالعاصمة بغداد، بالتزامن  مع الفشل الذريع للحكومة العراقية التي لم تسطع التخلص من تبعيتها، لتشتعل احتجاجات تحت شعار العراق ينتفض في المحافظات الشيعية التي استخدمتها سلطات الحكم من قبل في ضرب الحراك المندلع من المناطق السنية.

أسباب مظاهرات العراق 2019

تفاقمت الأوضاع في العراق بسبب تراكمات كبيرة أوصلت الشعب إلى حالة يأس من التبعية لإيران التي لم تجلب إلى المجتمع العراقي سوى الدمار والفساد، لم تصدر إيران عبر أذرعها في سلطات الحكم والأحزاب الدينية لهذا الشعب سوى الطائفية والدخول في صراعات صفرية، ومن ثم اشتعلت الثورة ضد النفوذ الإيراني من قلب المناطق الشيعية الخاضعة للسيطرة تحت تأثير الأحزاب الدينية.

بدأت إرهاصات الحراك الثوري في العراق تتشكل مع استبعاد أحد المسؤولين البارزين في سلطة الحكم، ثم تلا قرار الاستبعاد مظاهرات خريجي الدراسات العليا للمطالبة بالتعيين في وظائف، مع التعامل الأمني بطريقة وحشية وقمعهم بكل عنف اندلعت شرارة المظاهرات في العراق حتى عمت كل أرجاء المجتمع الشيعي، فالحراك الثوري ليس محسوب على

مظاهرات العراق برمتها اندلعت من داخل البيت الشيعي فلا مجال لوصفها بالمؤامرة السنية على سلطة الحكم في العراق، ولا سبيل لاستخدام الخطاب الطائفي الذي اعتاد حكام العراق منذ الاحتلال تجييش الشيعة به عن طريق الأحزاب الدينية، فلم يحدث حتى الآن في المناطق السنية والكردية أي حراك فعلي الاحتجاجات خرجت من البيت الشيعي المظلوم، وهذا الواقع الذي تواجهه حكومة العراق والنفوذ الإيران هو مكمن الخطورة الذي ربما يقضى قريبا على الأذرع الإيرانية المتحكمة في مقدرات العراق.

أصابع السعودية تقطع أذرع إيران؟!

رغم دلالات الواقع والحقيقة لم تعثر إيران على أي مخرج للأزمة سوى ما أعلنه مجلس خبراء القيادة في إيران بعد ارتفاع عدد قتلى مظاهرات العراق وساحة التحرير إلى قرابة 100 شهيد، إذ زعم أن عناصر مندسة في احتجاجات العراق الأخيرة تلقت تدريبات في معسكرات خاصة بأمريكا والسعودية الذان خططا منذ أكثر من عام لإثارة الاضطرابات والفتن لحصار سلاح المقاومة في العراق.

أحمد كمال متولي

أحمد كمال متولي

رئيس تحرير منصة شبابيك، صحفي سابق بجريدة اليوم السابع، وعضو نقابة الصحفيين المصرية