مواقيت صلاة المسلمين

مواقيت صلاة المسلمين

تختلف مواقيت الصلاة من مكان لآخر ومنطقة لأخرى، لأنها تعتمد في الأساس على ظواهر فلكية ترتبط بحركة الشمس، لذلك يتولى الفلكيون مسؤولية حساب مواقيت صلاة المسلمين، حيث يضعوا قوانين ومعادلات لحسابها، وفي الوقت نفسه يأخذوا في اعتبارهم ما تراه العين من علامات تشير إلى موعد كل صلاة، ومعه يصبح تحديد وقت الصلاة بالأمر السهل على عموم المسلمين دون الحاجة إلى تطبيقات أو ساعات.

توقيت صلاة الفجر

يبدأ وقت صلاة الفجر عند انتهاء الليل الشرعي باتفاق المذاهب الأربعة، أي برؤية البياض الذي يسمى (الفجر الصادق) في نقطة من خط الأفق الظاهري في الشرق، وينتهي وقت صلاة الفجر في نهاية الليل الشمسي، أي عندما تتم رؤية طلوع الجانب الأمامي العلوي للشمس من خط الأفق الظاهري.

في حالة تحديد مواقيت الصلاة بالنسبة لدوران الشمس حول الأرض، تكون بداية الفجر، عند وجود الشمس تحت الأفق الشرقي بمقدار 18 درجة، ونهايته عند وصول الحافة العليا للشمس إلى الأفق الشرقي.

جديد بالذكر أن الأرصاد العلمية الحديثة تؤكد أن الزاوية 18 أو 19 درجة، كلاهما صحيح لتحديد بداية ظهور الفجر الصادق، كما أكدت أن الأرصاد التي أثبتت غير ذلك اعتمدت على دراسات غير كاملة، أو أن من أجروها لم يكونوا على دراية كافية بطبيعة الفجر الصادق، أو إنها أُجريت في ظروف غير مثالية.

وفقا لجمهور الفقهاء، يدخل وقت صلاة الفجر بطلوع الفجر الصادق، وهو البياض الممتد في الأفق من الشمال إلى الجنوب، وينتهي بطلوع الشمس، إلا أنه في مذهب الحنفية يُستحب تأخير الفجر عن أول وقته، إلا أنه لا يؤخر لدرجة الشك في ما إذا كان أُقيمت الصلاة في وقتها أم في وقت طلوع الشمس.

يرى جمهور الفقهاء أن التغليس: أي أداء صلاة الفجر بغلس (الغلس يعني وجود بقايا لظلام الليل)، أفضل من الإسفار بها، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: أفضلا الأعمال الصلاة في أول وقتها، وقال الحنفية: نُدِب تأخير الفجر إلى الإسفار (الإسفار هو الوقت الذي يظهر فيه طرف النهار)

وفقا لذلك، فإن الذي يؤخر الصلاة عن أول طلوع الفجر إلى الاسفار تكون صلاته صحيحة وليست باطلة ولا شئ فيها، إلا أن ذلك يؤثر على الصيام، فلو تأخر الصائم بعد طلوع الفجر الصادق بدقيقة واحدة صيامه يكون باطل وعليه القضاء والكفارة إذا كان متعمدًا.

توقيت صلاة الظهر

يؤخذ وقت صلاة الظهر الظاهري لمن يرون الشمس، ويبدأ هذا الوقت المرئي عندما ينفصل الجانب الخلفي للشمس عن محل الزوال الظاهري، أي أن بداية الظهر تكون بعبور مركز الشمس لمستوى الزوال، فبعدها مباشرة تبدأ الظلال في الزيادة، وتنحرف ناحية جهة الشرق.

من الناحية الفقهية، يكون بداية وقت صلاة الظهر عند زوال الشمس عندما يصير ظل الشيء مثله بالإضافة إلى فيئ الزوال، وتكون نهاية وقت صلاة الظهر عند جمهور الفقهاء، كالشافعية والحنابلة، عندما يصير ظل كل شئ مثله ما عدا فيئ الزوال، وفي مذهب أبي حنيفة عندما يصير ظل الشيء مثليه بالإضافة إلى فيئ الزوال.

بيًنت السنة النبوية توقيت صلاة الظهر والصلوات الأخرى، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر وقت العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يغيب الشفق، ووقت العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس).

توقيت صلاة العصر

يبدأ وقت صلاة العصر عند وجود الشمس على ارتفاع يسمح بوجود ظل للجسم الرأسي يساوي ارتفاعه بعد استبعاد الظل الزوالي له، أي أنه يبدأ بعد انتهاء وقت صلاة الظهر ويستمر حتى يرى غروب الجانب الخلفي للشمس من خط الأفق الظاهري للمكان الذي يتواجد فيه الشخص الذي يقوم بالرصد.

وفقا لهذا التوقيت، فإنه يُكره تأجيل صلاة العصر إلى وقت اصفرار الشمس، أي عندما يقترب الطرف الأسفل من الجهة الأمامية من خط الأفق الظاهري مقدار طول الرمح.

وفقا لجمهور الفقهاء، يبدأ وقت صلاة العصر عندما يصبح طول الظل يساوي طول الشاخص مع إضافة فيء الزوال إليه، إلا أن الإمام أبو حنيفة رأى أنه يبدأ عندما يصبح طول الظل يساوي مثلي طول الشاخص مع إضافة فيء الزوال له، إلا أن عدد من الفقهاء ردوا عليه وأكدوا أن الرأي الأول هو الأكثر صحة.

توقيت صلاة المغرب

تكون بداية المغرب عند وصول الحافة العليا للشمس إلى الأفق الغربي، وذلك عند تحديده اعتمادا على دوران الشمس حول الأرض، أي أن وقت صلاة المغرب يبدأ عند غروب الشمس الظاهري، لكن يتم الاعتماد على الأوقات الشرعية في الأماكن التي يصعب فيها رؤية طلوع وغروب الشمس الظاهرين.

يتحقق وقت الطلوع الشرعي للشمس بظهور ضيائها في الصباح على أعلى قمة، أما غروبها المرئي الشرعي يتحقق برؤية ذهاب ضيائها في المساء من تلك القمة.

يستمر وقت صلاة المغرب حتى دخول وقت صلاة العشاء، لكن من المستحب تبكيرها، فهو سنة، ويُحرم تأخيرها إلى بعد نزول الجانب الخلفي للشمس تحت خط الأفق الظاهري إلى الارتفاع بعشر درجات، إلا في بعض الحالات: مثل المرض، والسفر.

توقيت صلاة العشاء

تبدأ العشاء بوجود الشمس أسفل الأفق الغربي بمقدار 18 درجة، أي أن وقت صلاتها يبدأ عند غياب الحمرة على خط الأفق الظاهري في المغرب.

غياب الحمرة هو وقت نزول الجانب العلوي للشمس إلى الارتفاع بـ17 درجة تحت الأفق السطحي. يرى بعض أصحاب المذهب الشافعي أن آخر وقت لصلاة العشاء هو منتصف الليل الشرعي، وبالتالي يكون غير جائز بالنسبة لهم أن يصلي المرء العشاء بعد منتصف الليل الشرعي، وهذا مكروه بالنسبة للأحناف، وأداء صلاة العشاء بعد ثلث الليل يعتبر إثم عند المالكية، لكن يمكن أن يصليها المرء حتى آخر الليل الشرعي.

يمكن القول أن هناك إجماع بين الفقهاء حول موعد صلاة العشاء، وهو اختفاء اللون الأبيض من الشفق الفلكي، أي بمجرد حلول سواد الليل، إلا أنهم اختلفوا فقط في تسمية هذه اللحظة، حيث أطلق البعض عليها الشفق الأحمر، وهو لا يُقصد به اللون الأحمر لأنه لا يظهر في معظم أيام السنة وفي الكثير من المناطق، في حين أن البعض الآخر أطلق عليها الشفق الأبيض، وذلك حتى يُفهم أن اللون الأحمر هو المقصود.

وفقا لهذا التوضيح، فإن اعتماد الدول الإسلامية على تحديد بداية صلاة العشاء عند الزاوية 17 أو 18 صحيح في الحالتين، وإن كان الأفضل الزاوية 18 ولكن في الوقت نفسه الزاوية 17 ليست خاطئة.

المصدر

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب