هل يجوز إقامة الصلاة أمام المساجد حال إغلاقها؟ الأزهر يجيب
علق مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على الصور المنتشرة التي ظهر فيها مسلمون يؤدون الصلاة أمام أبواب المساجد في جماعة أثناء إغلاقها تفاديا لانتشار فيروس كورونا.
هل يجوز إقامة الصلاة أمام المساجد؟
وأكد مركز الأزهر أن الشَّريعة الإسلاميَّة تميَّزت بالمُرونة واليُسر، ورفع الحَرَج، وإنَّ تعليقَ صلوات الجُمَع والجماعات وغلقَ المساجد حال انتشار الوباء جائزٌ؛ بل ربما صار واجبًا إذا زاد وتفشَّى.
وأضاف أنَّ إعمار المساجد والمُحافظة على صلوات الجماعة في الظُّروف الطبيعيَّة دينٌ يُثاب المرء عليه؛ فإن احترام قرار غلق المساجد وتعليق الجماعات بها وقت الوباء دينٌ كذلك يُثاب المرء عليه، ومخالفته إثمٌ كبيرٌ وإنْ وقعت الصَّلاة صحيحة؛ لِمَا للتَّجمُّعات في هذه الآونة من خُطورة قد تؤدِّي إلى إلحاق الضَّرر بالنَّفس، أو الغير.
كيفية أداء أذان الجمعة.. الأوقاف تعلن صيغة الأذان
وأكدت لجنة الفتاوى الالكترونية بالمركز أن الاجتماع لصلاة الجَمَاعة في هذه الآونة أَمَام المساجد المُغلَقَة أو المحلات التِّجارية لا يجوز شرعًا، واحترام قرار تعليق صلوات الجماعة طاعةٌ يُثاب المرءُ عليها.
واستشهدت لجنة الفتاوى بما ورد عن نَافِعٍ، قَالَ: أَذَّنَ ابْنُ عُمَرَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ بِضَجْنَانَ (جبل قرب مكة)، ثُمَّ قَالَ: صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ، ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِهِ: «أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ» فِي اللَّيْلَةِ البَارِدَةِ، أَوِ المَطِيرَةِ فِي السَّفَرِ. [متفق عليه]
وأكدت لجنة الفتاوى أنَّ خوف تفشي الوباء لا شك أعظم وأولى؛ فحِفْظ النَّفس من مقاصد الشَّريعة الإسلامية الكُلِّيّة والضَّروريَّة، وهو مقصد مُقدَّم بلا شك على إقامة الجُمَع والجماعات.
وفي ختام فتواه، يُؤكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية فتواه السَّابقة بحُرمَة مُخالفة الإرشادات الطِّبيَّة، والتَّعليمات الوقائية التي تَصدُر عن الهيئات المُختصَّة؛ لمَا في المُخالفة من تعريضِ النَّفسِ والغير لمواطنِ الضَّرر والهلاك