رئيس التحرير أحمد متولي
 قصة سيدنا محمد كاملة

قصة سيدنا محمد كاملة


قصة سيدنا محمد مختصرة للأطفال مكتوبة

القيم والمبادئ الأخلاقية التي يجب غرسها في الأطفال منذ الصغر موجودة في قصص الأنبياء، لذلك نستعرض قصة سيدنا محمد مختصرة للأطفال مكتوبة لتعليمهم أخلاق سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، حتى يسيروا على نهجه في الكبر وفي تعاملاتهم المختلفة مع الناس.

طفولة النبي صلى الله عليه وسلم

ولد سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام، عام الفيل سنة 570 ميلاديا في مكة بعد وفاة والده عبد الله بن عبد المطلب قبل ستة أشهر من ولادته، حين ولدته رأت أمه آمنة نورًا يخرج منها أضاءت منه قصور الشام، كانت حليمة السعدية هى مرضعة النبي، صلى الله عليه وسلم.

توفيت والدته آمنة بنت وهب وهو لا يزال صغيرا في السابعة من عمره، لذلك اعتنى به جده عبد المطلب لكنه توفى أيضًا بعد عامين، أي عندما كان النبي محمد في سن التاسعة، بعد وفاة جده اعتنى به عمه أبو طالب وكان داعمًا له لسنوات طويلة.

زواج النبي من خديجة

مرت الأعوام حتى كبر محمد، صلى الله عليه وسلم، وصار شابًا ولم يشارك في أعمال أهل الجاهلية أبدًا، فلم يركع لصنم ولم يأكل من اللحم الذي كان يُذبح لتلك الأصنام، عُرف في مكة أنه الصادق الأمين، حتى أن الكثير من زعماء قريش كانوا يضعون أموالهم عنده، ومنهم من كان يعطيه ماله ليتاجر به ويعطيه على ذلك جزءًا من الربح.

كان في مكة امرأة عاقلة اسمها خديجة بنت خويلد، كانت امرأة غنية تتاجر بمالها وتزوجت من قبل برجل غني فمات وترك لها مالًا كثيرًا ثم تزوجت برجل آخر فمات وترك لها مالًا وفيرًا، عندما سمعت عن أمانة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، طلبت منه أن يتاجر بمال لها فوافق.

أعجبت السيدة خديجة بأخلاق النبي، صلى الله عليه وسلم، وأمانته الشديدة وتمنت أن يكون زوجًا لها، كانت تبلغ من العمر أربعين عامًا وهو لا يزال في سن الخامسة والعشرين من عمره، وعندما علم صلى الله عليه وسلم رغبتها هذه من صديقتها نفيسة بنت منبه، وافق على الزواج منها.

بداية النبوة

مرت السنوات حتى بلغ سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام، أربعين عامًا من عمره، وفي عام 610 م ذهب إلى جبل حراء بالقرب من مكة ليتعبد لربه ويتأمل في بديع خلق الله، أثناء جلوسه في كهف على الجبل نزل عليه الوحي (سيدنا جبريل) لأول مرة، قال له: اقرأ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أنا بقارىء"، فقد كان النبي أميًا لا يقرأ ولا يكتب، فجذبه الملك وضمه بقوة مرة أخرى وقال له: اقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أنا بقارىء"

جذبه الملك للمرة الثالثة وضمه بقوة حتى تعب النبي، صلى الله عليه وسلم، من ذلك تعبًا شديدًا فقال له الملك: «اقرأ باسم ربك الذي خلق (1) خلق الإنسان من علق (2) اقرأ وربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم (4) علم الإنسان ما لم يعلم»

عاد الملك إلى السماء مرة أخرى وأسرع محمد، صلى الله عليه وسلم، إلى منزل زوجته خديجة وهو يقول: «زملوني زملوني»، فقامت لتغطيه وتهدىء من روعه، ثم أخبرها النبي صلى الله عليه وسلم بما حدث، فقالت له "كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل "الضعيف واليتيم"، وتكسب المعدوم، وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الحق"

نزل على النبي (ص) الوحي مرات أخرى يأمره بنشر تعاليم دين الإسلام ودعوة الناس جميعًا إلى عبادة الله، عز وجل، وترك عبادة الأصنام، بدأت الدعوة إلى الإسلام سرًا استمرت هذه المرحلة السرية ما يقرب من ثلاثة سنوات.

نزل الوحي يكلف النبي (ص) أن يجهر بدعوته وعندما بدأ سيدنا محمد (ص) في نشر تعاليم الدين الإسلامي علانية واجه عداوة شديدة من قبل الكثير من أهل مكة الذين كانوا يعبدون الأصنام، لكن هناك أيضًا أشخاص آمنوا به. عاقب زعماء مكة كل من اتبع النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وعذبوه وأعدموا بعضهم، وآذوا النبي كثيرًا وحاولوا قتله إلا أن الله سبحانه وتعالى نجاه منهم، ليستمر في نشر تعاليم الدين الإسلامي في كل مكان.

الهجرة من مكة إلى المدينة

بعد أن انتهى سيدنا محمد من نشر دعوته في مكة، التي رفض أهلها هذا الدين العظيم، هاجر إلى المدينة التي استقبلت النبي، صلى الله عليه وسلم، وأتباعه ورحبوا به في مدينتهم ووافقوا على اعتناق الإسلام، لذلك هاجر أصحاب وأتباع الرسول إلى المدينة المنورة سرًا.

بقى محمد (ص) في مكة حتى غادر جميع قومه بأمان، تآمر عليه عمه أبو لهب لقتله أثناء نومه واجتمع المشركون أمام داره يراقبونه حتى إذا نام انقضوا عليه وقتلوه، إلا أن الله سبحانه وتعالى ألقى النوم على هؤلاء المتآمرين فناموا جميعًا، ثم خرج النبي (ص) أمامهم بعد أن أخذ حفنة من التراب ووضعها فوق رؤسهم، وهو يتلو قوله تعالى:

"وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون"

غادر النبي دون أن يراه أحد من المشركين، عندما اقتحموا منزله وجدوا ابن عمه "علي"، رضي الله عنه، ينام في فراشه، ذهب أبو لهب وفرسانه إلى الصحراء للبحث عن محمد وصديقه أبو بكر.

اختبىء النبي، صلى الله عليه وسلم، وصديقه في غار ثور، وكان المشركون يتتبعون آثار أقدامهما، وبحثوا عنهما في كل مكان حتى وصلوا إلى الغار الذي كانا فيه، فنظر أبو بكر إلى أقدام المشركين فقال: يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم، يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما.

حفظ الله نبيه وأعمى أبصار المشركين عن رؤيته وصاحبه رغم أنهم كانوا على بُعد أمتار قليلة منهما، مكثا في الغار ثلاثة أيام وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتي بالطعام إليهما، شقت نطاقها نصفين فجعلت الطعام في أحدهما وربطت وسطها بالآخر.

سار النبي (ص) حتى نزل بقباء القريبة من المدينة المنورة، أسس مسجد قباء وهو أول مسجد أُسس بعد النبوة، ووصل محمد وأبو بكر إلى المدينة المنورة ورحب الأنصار والمهاجرون به،تم استدعاء المسلمين في جميع أنحاء المدينة المنورة للتجمع في مسجد صلى فيه محمد (ص).

الحروب

سمع مشركو قريش في مكة أن المسلمين في المدينة يريدون القتال ضد أهل مكة الذين أحرقوا منازلهم وسرقوا ممتلكاتهم، فأرسلوا جيشًا من ألف محارب لمواجهة المسلمين، التقيا في بدر ولكن المشركين هُزموا وقُتل أبو جهل.

خسر المسلمون المعركة الثانية في أُحد، بعد عام واحد من القتال في بدر، حيث تلقى جيش مكة مساعدة خارجية ولم يستمع الرماة المسلمون إلى تعليمات النبي (ص) واستغل خالد بن الوليد ذلك بذكاء، وقُتل حمزة أخر عم لمحمد (ص)، بعدما ألقى عبد من مكة رمحًا في صدره أصيب النبي (ص) نفسه.

في عام 627 قاد أبو سفيان قريش وحلفائها لمهاجمة المدينة نفسها، إلا أنهم لم يتمكنوا من عبور الخندق الذي حفره المسلمون حول المدينة المنورة وبعد عدة أسابيع تفكك التحالف وعادوا إلى ديارهم ثانية، انتصر أهل المدينة، بعد ذلك اعتنق أبو سفيان الإسلام.

الهدنة مع مكة

بعد أن فشل المشركون في مكة في السيطرة على المدينة، أصبح المسلمون أقوى لذلك قرر المشركون التوقيع على هدنة مع المسلمين، بالتوقف عن القتال مع بعضهم لمدة عشر سنوات، استغل المسلمون هذه الفرصة للتحدث مع الناس في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية عن الدين الإسلامي وبالفعل في غضون 3 سنوات غير الكثير من الناس ديانتهم إلى الإسلام.

لم تدم هذه الهدنة طويلًا فبعد ثلاث سنوات هاجمت مجموعة صغيرة من الفرسان من مكة معسكرًا للمسلمين وقتلت عددًا قليلًا منهم، سمع المسلمون في المدينة بذلك فألغيت الهدنة.

في عام 630 أصبح معظم الناس في شبه الجزيرة العربية مسلمين، أصبحوا جزءًا من جيش سيدنا محمد الكبير للاستيلاء على مكة، عندما وصل المسلمون إلى مكة ذهبوا نحو الكعبة، صرخ بلال بن رباح بصوت عال قائلًا لأهل مكة: «كل من ألقى السلاح آمن، كل من في بيت أبو سفيان آمن، كل من خلف الأبواب المغلقة آمن»

قام النبي (ص) وأتباعه بكسر جميع الأصنام الموجودة حول الكعبة، سامح صلى الله عليه وسلم جميع أهل مكة، وفي النهاية صعد بلال إلى قمة الكعبة ودعا للصلاة، كان هذا انتصار كبير لسيدنا محمد في نشر الإسلام في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية.

وفاته

في 8 يونيو من 632 م، مرض سيدنا محمد (ص) مرضًا شديدًا حتى توفى ودُفن في حجرة زوجته عائشة بالمدينة المنورة حيث يوجد المسجد النبوي، وذهب صديقه أبو بكر إلى المسجد النبوي وصرخ في الناس: »من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت»

على الرغم من وفاة محمد (ص)، سرعان ما انتشر الإسلام في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بعد قرون استمر في الانتشار حتى وصل إلى إفريقيا وآسيا وأوروبا، أصبح أحد أكبر وأسرع الديانات نموًا في العالم.

المصدر

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب