كلمة الرئيس السيسي في المولد النبوي الشريف 2020
يوضح موقع شبابيك لقرائه في مصر والعالم العربي، نص كلمة الرئيس السيسي في المولد النبوي الشريف 2020.
وكان رئيس الجمهورية، الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد شهد اليوم الأربعاء 28 أكتوبر 2020، احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، وشيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور، أحمد الطيب، ومفتى الديار المصرية، الدكتور شوقي علام.
وألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف 2020، أكد فيها على تعاليم الرسول الكريم والديانة الإسلامية السمحة.
كلمة الرئيس السيسي في المولد النبوي الشريف 2020
وجاء في نص كلمة الرئيس السيسي في المولد النبوي الشريف 2020، الرسائل التالية :-
« فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، العلماء والأئمة الأجلاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحتفل اليوم معاً بذكرى مولد نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي أرسى بالحكمة والموعظة الحسنة دعائم وأسس عظيمة وخالدة للإنسانية جمعاء.
وأتوجه بالتهنئة لشعب مصر الكريم.. ولكافة الشعوب العربية والإسلامية.. بمناسبة هذه الذكرى العطرة، وأدعو الله سبحانه وتعالى، أن يعيدها على الشعب المصري، وعلى الأمتين العربية والإسلامية، وعلى العالم أجمع بالخير واليمن والبركات.
الحضور الكريم، إن احتفالنا اليوم بذكرى مولد سيد الخلق ونبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم)، يستدعي كل معاني الرحمة في ديننا الحنيف، ويذكرنا بأن شريعة الإسلام السمحة قد قامت على البناء لا الهدم.
كلمة شيخ الأزهر لايف بمناسبة المولد النبوي
وذلك تبياناً لقول الله تعالى “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ”، بكل ما تحمله كلمة العالمين من معاني العموم والشمول والسعة، فمقاصد الأديان قائمة على تحقيق مصالح البلاد ومنفعة العباد من خلال السماحة واليسر، وليس التطرف والتشدد والعسر.
من هنا؛ ستظل قضية الوعي الرشيد وفهم صحيح الدين من أولويات المرحلة الراهنة في مواجهة أهل الشر الذين يحرفون معاني النصوص ويخرجونها من سياقها، ويفسرونها وفق أهدافهم أو يعتمدون على تفسيرات خاطئة لها.
مما يتطلب الاستمرار في المهمة والمسئولية الثقيلة التي يقوم بها علماء الدين لتصحيح المفاهيم الخاطئة وتصويبها، لنحمي المجتمع والدولة من مخططات التخريب، وليدرك العالم أجمع سماحة الدين الإسلامي العظيم الذي يتأسس على الرحمة والتسامح والتعايش السلمي بين الناس جميعاً.
ومما لا شك فيه أن بناء الوعي الرشيد، يتطلب تضافر كافة المؤسسات الدينية والتربوية والثقافية والإعلامية للإسهام في بناء الشخصية القوية السوية والقادرة على مواجهة التحديات والتمييز بين الحق والباطل، وبين الوعي السديد والوعي الزائف، وبين الحقائق والشائعات.
وإنني إذ أقدر الدور الذي تقوم به مؤسسات الدولة الدينية في نشر الفكر المستنير وتصحيح المفاهيم الخاطئة، فإنني أؤكد أننا في حاجة إلى مضاعفة الجهد المبذول من جميع مؤسسات ومنظومة بناء الوعي، للوصول إلى جميع شرائح المجتمع في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ أمتنا ومنطقتنا والعالم من حولنا.
وأؤكد لكم أن الدولة لن تألو جهدا في دعم الأئمة وفي توفير المناخ المناسب لأدائهم للدور المرجو منهم في المرحلة الحالية من تاريخ مصر لدعم الخطاب الديني الوسطي المستنير.
الحضور الكريم، لقد وهبنا الله سبحانه وتعالى نعمة العقل.. التي ميز بها الانسان وشرفه على سائر مخلوقاته، ودعانا من خلال تلك النعمة العظيمة إلى البحث والتدبر في ملكوت السماوات والأرض، وما يحتويه من دقة في الصنع .. وإبداع في الخلق .. وإحكام في النظام.
وفرض علينا أن نصون هذه النعمة المميزة والمنحة الفريدة، ونهانا عن أن نسيئ إليها بخرافات وأوهام أو أن نتبع أفكارا هدامة، بتعصب أعمى أو بانصياع يسلب الإرادة والقدرة على التفكير والإبداع والعمل والإنتاج.
كما أن رسالة الإسلام التي تلقيناها من الرسول الكريم جاءت انتصاراً للحرية… حرية الإيمان والاختيار والاعتقاد، وحرية الفكر إلا أن تلك الحريات لم تأتِ مطْلقة حتى لا تحولها أهواء النفس البشرية إلى فوضى تبيح التخريب والتدمير.
كلمة شيخ الأزهر الشريف في المولد النبوي الشريف 2020
كما أن تلك الحريات ينبغي أن تقف عند حدود حريات الآخرين، تحترم الجميع ولا تخرج عن المنظومة المُحكمة التي خلق الله الكون في إطارها، فما قد يعتبر قيداً على الحريات إنما يصون بالمقابل الحقوق في مواجهة الآخرين، وإن تبرير التطرف تحت ستار الدين هو أبعد ما يكون عن الدين، بل إنه مُحرَم ومُجرَم، ولا يتعدى كونه أداةً لتحقيق مصالح ضيقة ومآرب شخصية.
ودعونا نتفق على أن هذا التطرف لا يمكن قصره على دين بعينه… ففي جميع الديانات، وبكل أسف، يوجد المتطرفون الذين يسعون لإذكاء روح الفتنة، وإشعال نار الغضب والكراهية، وهي الأفكار التي لا تثمر إلا عن تغذية خطاب التناحر والحض على التباعد والفرقة.
حتى أن سيرة النبي العطرة لم تسلم من ذلك التطرف، وأؤكد للجميع أن مكانة سيد الخلق النبي العظيم في قلوب ووجدان المسلمين في كل أنحاء العالم لا يمكن أن يمسها قول أو فعل.
كما أؤكد الرفض القاطع لأي أعمال عنف أو إرهاب تصدر من أي طرف تحت شعار الدفاع عن الدين أو الرموز الدينية المقدسة، فجوهر الدين هو التسامح، ولنستلهم معاً في هذا الإطار الدروس والعبر من سيرة نبينا - صلى الله عليه وسلم - الذي أرسله ربه (عز وجل) ليتمم مكارم الأخلاق، فرسخ - صلى الله عليه وسلم - أسس التعايش وقبول الآخر والإيمان بالتنوع، فلا إكراه في الدين.
وختاماً، فلنجعل من ذكرى مولده - صلى الله عليه وسلم - نبراسًا يضئ لنا الطريق، لنعمر، ونحقق المفهوم الحقيقي للرحمة في مواجهة جماعات القتل والتخريب، ولنجعل من وطننا صورة مشرقة لفهم وتطبيق صحيح الدين وتحقيق مقاصد الشرع الحنيف، حتى نبعث برسالة من مصر مهد التاريخ والحضارة الإنسانية تؤكد سماحة الأديان وتجعلها سبيلاً لسلام العالم وتراحم البشرية جمعاء..وكل عام وأنتم بخير، ومصر الغالية في تقدم ورفعة».
واستكمل الرئيس السيسي كلمته بقوله: «نؤمن بكافة الديانات الأخرى، لا يستطيع مسلم كان من كان أن يقول أنه كامل الإيمان إلا إذ أقر واعترف من صميم قلبه بكل الرسل كلهم.
وأتصور أن الجميع يدرك ذلك، هذه من الحقائق المتواجدة في دينا، لأن الرسل هم المختارون من الله، من اختاره الله نحني هذا الاختيار ونقبله ونؤمن به».
وأضاف الرئيس السيسي :«الإساءة للانبياء للرسل هو استهانة بقيم دينية رفيعة، وجرح مشاعر الملايين حتى لو كانت الصورة المقدمة هي صورة التطرف، ياتري في مليار ونص من المسلمين تفتكروا كام في المائة متطرفين».
وأشار إلى بقوله :«لايمكن أن اتصور ان يحمل المسلمين بمفاسد وشرور فئة قليلة انحرفت، أرجو أن يصل الأمر لكل من يهتم بالوعي والفهم، ومن يهتم بحقوق الناس، نحن لنا حقوق، ونطلب ألا تجرح شعورنا ولا تؤذى قيمنا».
وتحدث قائلا :«الحقيقة الأمر يتطلب من الجميع التوقف والتدبر في الأمور جميعها، لا اوجه أي إساءة لأي أحد الأمر يتطلب مراجعة مع النفس للجميع، مش بتكلم عن مصر وعن الدنيا كلها، كفى إذاءً لنا، وإلى كل المسلمين إذ كنت تحب النبي محمد» صلى الله عليه وسلم «، فعليك التأدب بأدبه، وتخلق بخلقه».