رئيس التحرير أحمد متولي
 صورة تعبير عن أطفال الشوارع

صورة تعبير عن أطفال الشوارع


موضوع تعبير عن أطفال الشوارع وتأثيرهم على المجتمع

يدرس الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة العديد من القضايا التي يعاني منها المجتمع المصري ومن بينها أطفال الشوارع، لذلك يمكن أن يتضمن امتحان اللغة العربية كتابة موضوع تعبير عن أطفال الشوارع وتأثيرهم على المجتمع ويقدم شبابيك نموذج استرشادي لهم يشتمل على المقدمة والخاتمة والعناصر حتى يمكنهم الاستعانة به لكتابة موضوع متكامل.

عناصر موضوع تعبير عن أطفال الشوارع وتأثيرهم على المجتمع

ظاهرة أطفال الشوارع قضية متشعبة ينجم عنها الكثير من المشكلات الأخرى لذلك يجب أن يتضمن موضوع تعبير عن أطفال الشوارع وتأثيرهم على المجتمع العديد من العناصر التي تناقش القضية من أكثر من جانب، التي تتمثل في:

  • أسباب ظاهرة أطفال الشوارع

  • تأثير ظاهرة أطفال الشوارع على المجتمع

  • كيفية مواجهة ظاهرة أطفال الشوارع والمشكلات الناجمة عنها

مقدمة موضوع تعبير عن أطفال الشوارع 

الأطفال أهم لبنة من اللبنات التي يقوم عليها الوجود البشري ونهوض أي دولة مرهون بمستقبل أطفالها، فهم أمل كل أمة لأنهم شباب وشابات المستقبل ورجال وأمهات الغد، كما أنهم ثمرة كل أسرة ولا تخلو أي نفس سوية من الشعور بحبهم والعطف عليهم، حتى أن أحد الشعراء كتب واصفًا الحب الشديد للأطفال:

إنما أولادنا بيننا    أكبادنا تمشي على الأرض

إن هبت الريح على بعضهم   لأمتنعت عيني عن الغمض

نظرًا إلى تجسيد الأطفال لكل هذه المعاني الجميلة، فلا بد أن نعي جيدًا واجبنا نحو أطفال الشوارع ونسعى جاهدين في محاولة جادة للقضاء على هذه الظاهرة التي تشكل خطورة على المجتمع بالكامل.

موضوع تعبير عن أطفال الشوارع بالعناصر

من الصعب أن نجد تعريف واحد لأطفال الشوارع، لكن يمكن ببساطة أن نقول أن طفل الشارع ما هو إلا مصطلح يُستخدم لوصف هؤلاء الأطفال الذين يعيشون ويعملون في الشوارع، ويجب أن نُدرك جميعًا سواء أفراد أو حكومات أن هذه الظاهرة تتفشى ويزداد خطرها يومًا بعد يوم، فعدد أطفال الشوارع في جميع أنحاء العالم يفوق عدد السكان في مصر والولايات المتحدة، ويوجد حاليًا ملايين الأطفال يعيشون في الشوارع، ويتزايد عددهم على مر السنين بسبب الأزمة الاقتصادية وتفكك الأسرة.

لا يخفى على أحد أن مصر تأتي في مقدمة الدول التي تعاني بشدة من ظاهرة أطفال الشوارع، لا يمكننا مواجهة هذا الخطر الذي بات يُداهمنا إلا بالوقوف على أسبابه أولًا، التي يأتي على رأسها سوء معاملة الوالدين لأبنائهم بالتعذيب والضرب المبرح، متناسين بذلك تعاليم ديننا الحنيف التي تأمرنا بالعطف على الأبناء والأطفال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

»أكثروا من قبلة أولادكم فإن لكم بكل قبلة درجة«

»ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا«

تنجم هذه الظاهرة أيضًا بسبب تشرد عائلات بالكامل ليس لديها منازل خاصة في حالة حدوث اشتباكات وحرق المنزل، أو نتيجة تعرض الطفل، خاصة الفتيات، للتحرش الجنسي من قبل أحد أفراد الأسرة، الفقر المدقع الذي يدفع الأطفال إلى الهروب للمدن للتسول للحصول على الطعام أو العمل لشراء الطعام وأي شيء يريدونه، أو حتى نتيجة انفصال الوالدين أو وفاتهما، أو إدمان الآباء والأمهات للمخدرات وفشلهم في إعالة أسرهم لذلك يشعر الأطفال بالإهمال ويلجأون إلى الشوارع ليشعروا بالانتماء من خلال كونهم محبوبين من قبل آخرين.

لا يمكن الحديث عن أسباب ظاهرة أطفال الشوارع خاصة في مصر، دون أن نشير إلى عمالة الأطفال التي تأتي أيضًا في مقدمة الأسباب، فمستويات المعيشة المتدنية تدفع بعض الأسر إلى استغلال أبنائهم لبيع المناديل الورقية والمواد الرخيصة أو حتى التسول من أجل الحصول على المال، ويفضل الكثير من هؤلاء الأطفال البقاء في الشارع والاحتفاظ بالمال لأنفسهم، هنا يجب أن نوقظ الوازع الديني لدى الأسر الفقيرة خاصة ألا يضحوا بأطفالهم من أجل المال لأن الله يرزقهم، قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:

»ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم«

»أطفال الشوارع قنبلة موقوتة« جملة دارجة دائمًا ما نسمعها في البرامج التلفزيونية أو نقرأها على صفحات الجرائد، هى تعبر بالفعل عن حجم الخطر الذي يواجهه المجتمع بسبب هذه الظاهرة، فهؤلاء الأطفال أكثر ميلا إلى تناول المخدرات وتنتشر بينهم الأمراض والأوبئة والكثير منهم يرتكب جرائم سرقة وقتل بل ربما يتم استغلالهم من قبل أشخاص آخرين لارتكاب جرائم منظمة، كل هذه المشكلات الناجمة عن الظاهرة تجعلنا بالطبع نُدرك حجم مخاطرها.

يجب ألا تقف الحكومات مكتوفة الأيدي أمام هذا الخطر الذي يُداهم المجتمع بأكمله، بل لا بد من أخذ خطوات جادة من أجل معالجة العديد من المشاكل التي يواجهها أطفال الشوارع والحد من الظاهرة، مثل توفير نظام اجتماعي معني برصد أطفال الشوارع المعرضين للخطر وضبطهم، إنشاء مؤسسات اجتماعية تهتم بالتدخل المبكر لحماية الأطفال وأسرهم من جميع أنواع العنف والاستغلال، تنظيم ندوات وحملات توعية حول أساليب التربية الصحيحة للطفل تستهدف الآباء والأمهات.

من المهم أيضَا تطوير برامج مكافحة الفقر، إنشاء مراكز لتأهيل أطفال الشوارع نفسيًا ومهنيًا، إنشاء أماكن رعاية خاصة بهم سواء من قبل الحكومة أو حتى كمؤسسة تطوعية ضمن مؤسسات المجتمع المدني، تفعيل دور الجهات المختصة بحماية الأطفال المتسربين من التعليم أو الذين يتعرضون لعنف أسري وضحايا الأسر المفككة والعاملين في سن مبكرة، غيرها من الحلول الأخرى التي يمكن أن تُحجم من الظاهرة والمخاطر المترتبة عليها قدر الإمكان.

خاتمة موضوع تعبير عن أطفال الشوارع

مواجهة ظاهرة أطفال الشوارع لا تقع على كاهل الحكومة فقط بل يجب أن نتكاتف جميعًا، خاصة أنه لا يوجد أي فرد من أفراد المجتمع بعيد عن هذا الخطر الذي يطال الجميع، ومن ناحية أخرى يحثنا الدين الإسلامي على التعاطف والتراحم فيما بينا، وهؤلاء الأطفال في أمس الحاجة إلى أي شخص يحنو عليهم ويمد لهم يد العون، لنتكمن في النهاية من إنقاذهم وإنقاذ مجتمعنا من مستنقع الدمار إلى رحاب المستقبل المشرق، أفضل ما اختم به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

»لن تؤمنوا حتى تراحموا قالوا: يا رسول الله كلنا رحيم، قال: إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة«

​​​​​​​

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب