خطبة عن الدروس المستفادة من الهجرة النبوية الشريفة مكتوبة
هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة حدث جلل تحتفي به الأمة الإسلامية من شتى الأرجاء سنويًا، وتلقى في هذه المناسبة خطبة عن الدروس المستفادة من الهجرة النبوية الشريفة في مختلف المساجد بالتزامن مع موعد اقترابها.
ويحرص الخطباء كل عام على إلقاء الخطب في رأس السنة الهجرية، ولعل من أقربها خطبة عن الدروس المستفادة من الهجرة النبوية وموعدها غرة شهر محرم، أول الشهور الهجرية.
خطبة عن ليلة القدر قصيرة جميلة
خطبة عن الدروس المستفادة من الهجرة النبوية
ونلقي الضوء في السطور الآتية على خطبة عن الدروس المستفادة من الهجرة النبوية لنشرها في كل مكان بمصر والعالم الإسلامي والعربي، بل والعالمي أيضًا، والتي تتنوع في محتواها وطريقة إلقائها من خطيب لآخر.
وأول خطبة عن الدروس المستفادة من الهجرة النبوية تقول: الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ به مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بعد.. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" إن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها المسلمون: إن الهجرة حدث تاريخ عظيم ينبغي ألا يمر علينا مرور الكرام، بل من أجل أن نأخذ منه الدروس المستفادة من الهجرة النبوية، فلقد هاجر النبي من مكة المكرمة إلى المدينة النبوية بعد أن لقي من الضيق والأذى والبلاء ما لا تتحمله الجبال الرواسي، وفقد النصير العزيز من أقاربه وأهله كأبي طالب والسيدة خديجة، وأمره الله حينئذ بالصبر والهجرة فقال في سورة الأحقاف: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ".
لقد تآمر المشركون على الرسول، وقرروا أن يقتلوه لكن الله نجاه حماه وأيده ونصره فقال في سورة يس: وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ" وحينما وصل إلى غار ثور تتبع المشركون أثره إلى أن وصلوا إليه، فقال أبو بكر الصديق لرسول الله وهو يتسمع أصواتهم: "ونظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا".
خطبة عن رمضان قصيرة ومكتوبة
خطبة عن الهجرة النبوية الشريفة
ومن الدروس المستفادة من الهجرة النبوية الشريفة حفظ الله لنبيه وتأييده له، وهو ما اتضح عندما أحاط به المشركون من كل جانب، فجعل الله له من بينهم مخرجًا، وهذا يدل على أن المسلم متى امتثل لأوامر الله وانتهى عن نواهيه، ووقف على حدوده وعدم تجاوزه لها، حفظه الله في الدنيا وبعد موته، وفي دينه وأهله وماله.
وينبغي على المسلمين اليوم ألا يتواكلوا وينتظروا خرق النواميس الكونية؛ ليتحقق لهم النصر، بل لابد من الاستفادة من جميع الوسائل المتاحة، ومن ثم التوكل واليقين والثقة بالله ليأتي النصر والفرج، وقد دل على ذلك استعداد الرسول الكريم للهجرة الاستعداد الكامل، والاستعانة بالخبرة ومعرفة الطرق والخروج خفية وتسمع الأخبار ونحوها قال تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ".
وثاني الدروس المستفادة من هجرة النبي أنها دلت على فضل المسجد ودوره في التربية والتعليم، توحيد الكلمة، ورص الصف، ويتبين ذلك من أن أول ما قام به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد دخوله المدينة المنورة هو بناء المسجد، ومشاركة الصحابة رضوان الله عليهم في البناء، وعلينا أن نفعِّل دور المسجد اليوم بالاهتمام بصلاة الجماعة، وتسوية الصفوف، والقيام بواجب الدعوة وتفقد أحوال المرضى والمساكين والمحتاجين، والتأليف بين المتخاصمين والمتباعدين.
الدروس المستفادة من الهجرة النبوية
ومن الدروس المستفادة من الهجرة النبوية إن الأخوة الإيمانية القائمة على أساس العقيدة الصافية سبب في بناء المجتمع وتحصينه من الآفات والتصدع، ويتجلى ذلك من الهجرة النبوية بعقد الإخاء الذي جمع المهاجرين والأنصار قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، فحري بنا أن تنوحد كلمتنا، ونجمع أمتنا على الحق، وأن ننبذ التعصب للقبيلة أو الجنسية أو النسب أو اللون أو العرق أو المذهب، وأن نكون كما قال نبينا الكريم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، فلا تنتهي العلاقات الأخوية بين المصلين بمجرد الخروج من الصلاة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، والصلاة والسلام على حبيبنا محمد- صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه أجمعين.