أين كان مقر الأسرة 23؟ وما علاقتها بالملوك الكهنة؟
شهدت مصر خلال الفترة الإنتقالية الثالثة (828-712 ق.م) حالة من التراجع السياسي والتفكك، حيث تنافست عدة أسر حاكمة على السلطة، وكان للكهنة في الجنوب نفوذ قوي على مجريات الحكم.
ويكشف موقع شبابيك خلال السطور التالية أين كان مقر الأسرة 23 وما علاقتها بالملوك الكهنة، وهو ما لا يعرفه الكثيرون عن تاريخ مصر.
مقر الأسرة 23
برزت الأسرة الثالثة والعشرون، التي اتخذت مدينة تانيس (صان الحجر) في شرق الدلتا مقرا لحكمها.
كانت مدينة تانيس واحدة من أهم المدن المصرية القديمة، حيث ازدهرت خلال عصر الدولة الحديثة، لكنها نالت أهمية خاصة في عصر الأسرات المتأخرة، إذ أصبحت مقرا للحكم لبعض الملوك الذين حاولوا فرض سيطرتهم وسط الأوضاع المضطربة التي شهدتها البلاد.
ورغم كونها عاصمة للأسرة الثالثة والعشرين، فإنها لم تحظ بنفس التأثير الذي تمتعت به طيبة في الجنوب، حيث كان الكهنة يفرضون سلطتهم على الشؤون السياسية والدينية.
الصراع على الحكم
لم تكن الأسرة 2 تحكم مصر بأكملها، بل كانت سلطتها مقتصرة إلى حد كبير على أجزاء من الدلتا، حيث تنافست مع ملوك الأسرة 22، فضلا عن بروز زعامات محلية أخرى في طيبة وأماكن متفرقة.
وشهدت هذه الفترة صراعا بين الملوك والكهنة الذين كانوا يسيطرون على معابد الجنوب، لا سيما معبد آمون في طيبة، الذي أصبح مركزا للحكم الديني وأحد أهم القوى الفاعلة في المشهد السياسي.
النفوذ الكنهوتي وتأثيره
خلال هذه الفترة، لعب الكهنة دورا محوريا في تحديد من يحكم، وكان بعضهم يتقلد ألقابا ملكية رغم عدم انتمائهم لسلالات الفراعنة التقليدية.
وفي كثير من الأحيان، كان ملوك الأسرة 23 يعتمدون على التحالفات مع الكهنة أو قادة الجيش لتثبيت حكمهم، وهو ما جعل سلطتهم هشة مقارنة بالحكام الأقوياء الذين سبقوهم.
نهاية الأسرة 23
مع تزايد الاضطرابات الداخلية، وضعف السيطرة على البلاد، تراجعت مكانة الأسرة 23 تدريجيا، حتى تمكن الملك باي نجم الأول أحد حكام الجنوب، من توحيد أجزاء واسعة من مصر تحت راية الأسرة 25، التي جاءت من النوبة وسيطرت على الحكم، لتبدأ مرحلة جديدة من التاريخ المصري القديم.