سلوكيات جيل Z الشرائية.. أسرار تسويق منتجك لهم بنجاح
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، مطلع نوفمبر 2025، تقريرا يغوص في أعماق السلوكيات الاقتصادية والشرائية لجيل Z.
ويستعرض التقرير، الذي حمل عنوان «جيل زد والاقتصاد المرن»، السمات المميزة لهذا الجيل، مقدما تحليلا لكيفية تفاعلهم مع الأسواق، وتأثيرهم المتنامي على مستقبل العمل، وكيف يمكن للشركات أن تخاطبهم بنجاح.
ويعرّف التقرير «جيل Z بأنه الشريحة السكانية المولودة بين عامي 1997 و2012، وهو الجيل الذي يقع بين جيل الألفية وجيل ألفا.
ويطلق على أفراد هذا الجيل لقب «الرقميين الأصليين»، كونهم أول جيل نشأ منذ طفولته في عالم مشبع بالإنترنت والتكنولوجيا الحديثة، وهو ما دفعهم ليكونوا أذكياء ماليا، مع ميل واضح للتوفير والاستثمار.
ويمتلك هذا الجيل خصائص نفسية واجتماعية فريدة؛ إذ يعتبرون أكثر عرضة للشعور بالقلق، وينظرون إلى السفر كضرورة حياتية وليس مجرد رفاهية.
التسويق الإلكتروني سهل.. المواقع دي هتخليك من الآخر
ما هو سلوك التسوق لدى الجيل Z؟
يظهر جيل Z سلوكيات تسوق فريدة تعتبر نتاجا مباشرا لنشأتهم كأول جيل رقمي حقيقي، ويختلف أسلوبهم في الشراء جذريا عن الأجيال السابقة، حيث تتداخل العوامل الرقمية والاجتماعية والمالية في تحديد قراراتهم.
وتعَد الجودة معيارا أساسيا لا يقبل المساومة لدى هذا الجيل، فوفقا لاستطلاع رأي أجرته شركة «نيلسن» لصالح «أمريكان إكسبريس» في كندا، أكد 63% من جيل Z أنهم يفضلون الشراء من علامات تجارية تقدم منتجات عالية الجودة.
كما يلعب التأثير الاجتماعي، سواء من الأقران أو من المؤثرين الرقميين، دورا محوريا في قراراتهم، حيث أشار 45% من أفراد هذا الجيل أنهم ينفقون أكثر إذا كان أصدقاؤهم يتسوقون من العلامة التجارية نفسها.
وتمتد هذه الدائرة لتشمل التأثير العام لوسائل التواصل الاجتماعي، التي تؤثر على قرارات الشراء لدى 28% من الفئة العمرية بين 13 و17 عاما، وترتفع النسبة إلى 39% لدى الفئة العمرية بين 18 و23 عاما.
ويتجاوز هذا التأثير مجرد التفاعل مع الأصدقاء، ليصل إلى الاعتماد الكبير على المؤثرين وصناع المحتوى.
وسلط التقرير الضوء على دراسة حديثة لمنصة مافلي تعود لعام 2024، أشارت أن المؤثرين أصبح لهم تأثير هائل على قرارات الشراء، خصوصا بين الأجيال الشابة.
ويظهر جيل Z استجابة غير مسبوقة لتوصيات المؤثرين؛ فبينما أشار 28% من إجمالي المستهلكين من كل الأجيال أنهم اشتروا هدايا خلال العام الماضي بناء على توصية من مؤثر، قفزت هذه النسبة إلى 52% لدى جيل Z، مقارنة بـ 36% فقط لدى جيل الألفية.
وتكشف الدراسة أن الثقة هي العامل الحاسم؛ حيث يثق 34% من المشاركين في توصيات المؤثرين المحليين أو الصغار وتصل هذه الثقة إلى 58% بين أفراد جيل Z وقد شملت هذه الدراسة أكثر من 1000 مستهلك أمريكي.
ويبرز هذا التأثير بشكل خاص في مواسم التسوق الكبرى، حيث أفاد 56% من المشاركين أن جزءا من مشترياتهم خلال العطلات كان لمنتجات شاهدوا ترويجها عبر مؤثرين.
كما يعتمد جيل Z بشكل خاص على ترشيحات الهدايا وتوصيات المؤثرين كمصدر للإلهام عند الشراء، حيث استخدم 47% منهم ترشيحات الهدايا.
ورغم هذا التأثر الملحوظ بالمحتوى التسويقي، فإن قرارات الشراء لدى جيل Z لا تكون فورية أو متهورة.
وأوضح التقرير أن معظم المستهلكين يحتاجون إلى رؤية الإعلان مرتين أو 3 قبل اتخاذ القرار، بينما يحتاج 23% من جيل Z إلى مشاهدته 4 أو 5 مرات قبل الإقدام على الشراء.
وأشار التقرير أن 81% منهم يقضون ساعة واحدة على الأقل يوميا على منصات التواصل الاجتماعي، بينما يقضي أكثر من نصفهم 3 ساعات أو أكثر.
ويفضل هذا الجيل المحتوى القصير الذي لا يتعدى بضع دقائق، مثل المقاطع المنشورة عبر «TikTok» و«Instagram Reels» و«YouTube Shorts»، مما يعكس أسلوبهم السريع في استهلاك المحتوى البصري.
زود دخلك.. دليلك لتعلم واحتراف التسويق الإلكتروني
ما هي عادات الإنفاق لدى الجيل Z؟
يتمتع جيل Z بوعي سعري مرتفع بشكل لافت، ويحرص أفراده على تحقيق أقصى قيمة ممكنة مقابل المال الذي ينفقونه.
وعلى الرغم من اهتمامهم البالغ بالجودة والتميز، إلا أن السعر يظل عاملا حاسما في قراراتهم النهائية.
وفقا لبيانات عام 2024، أشار 32% من جيل Z إلى تفضيلهم شراء المنتج الأرخص سعرا، كما أكد 37% منهم حرصهم الدائم على البحث عن العروض والتخفيضات قبل إتمام عمليات الشراء.
ويدعم هذا التوجه نحو إدارة التدفقات المالية انتشار خدمات اشترِ الآن وادفع لاحقا بين أفراد هذا الجيل.
وأوضح التقرير أن أكثر من 44% من المشترين الرقميين فوق سن 14 سنة يستخدمون هذه الخدمات، والتي شهد الإقبال عليها نموا هائلا بلغ نحو 6 أضعاف خلال 5 سنوات.
وفيما يتعلق بالإنفاق على المحتوى الرقمي، يُظهر جيل Z استعدادا واضحا للدفع مقابل الخدمات التي تقدم قيمة ترفيهية عالية.
وأشارت بيانات عام 2025 أن 67.6% منهم مشتركون في خدمات بث الموسيقى المدفوعة.
وفي المقابل، يعكس هذا الجيل تراجعا حادا في جاذبية المحتوى التقليدي؛ حيث لا يهتم سوى أقل من 16% منهم بالصحف أو الاشتراكات في المجلات أو الكتب الإلكترونية.
هتخليك حوت التسويق.. 5 خطوات بسيطة تجعل منك مبدعا
ما هي القدرة الشرائية لجيل Z؟
تقدّر القوة الشرائية المباشرة لجيل Z بأكثر من 400 مليار دولار أمريكي عالميا، لكن هذه القوة لا يمكن فهمها بمعزل عن الحالة النفسية والاقتصادية المعقدة التي يعيشها هذا الجيل/ فسلوكهم المالي ليس مدفوعا بالرفاهية، بل بالقلق العميق تجاه المستقبل.
ويعد جيل Z أحدث الموظفين في بيئة العمل المعاصرة، ولهم تأثير كبير على المشهد العام لسوق العمل.
ويشكل العديد من أولوياتهم، مثل الشفافية والتوازن، سياسات الشركات والممارسات التنظيمية بما يصب في مصلحة جميع الأجيال.
وسلط التقرير الضوء على استطلاع لمنصة «Edu Birdie» أُجري في فبراير 2024، كشف عن مستويات قلق مرتفعة لدى هذا الجيل؛ حيث يشعر 26% منهم بقلق كبير إذا لم يجدوا وظيفة تلهمهم، ويخشى 32% من عدم تحقيق كامل إمكاناتهم، بينما يقلق 9% من عدم إحداث تأثير إيجابي على العالم.
وينبع هذا القلق المهني من مخاوف اقتصادية عميقة، حيث أشار التقرير أن خوف جيل Z قد يكون ناتجا عن الأخبار المقلقة بشأن التضخم، والبطالة، وموجات تسريح الموظفين، ونتيجة لذلك، يولون أهمية قصوى لصحتهم المالية وأمنهم الوظيفي.
ويضع هذا الجيل المال كأولوية قصوى، ففي الاستطلاع أقر 33% منهم أن التحدي الأبرز أمامهم هو التعامل مع الضغوطات المالية والديون، كما أشار 21% أن عدم اليقين حيال المستقبل وسوق العمل يشكل أصعب تحد لهم.
وتظهر الأرقام أن 55% من أفراد الجيل يضعون الاستقرار المالي في مقدمة أولوياتهم، و31% يعتبرون جني المزيد من المال أهم شيء، ويصل القلق المالي ذروته، حيث يخشى 55% من جيل Z من عدم بلوغ الاستقرار المالي «مطلقا».
وتصل أهمية المال بالنسبة لجيل Z لدرجة أنهم مستعدون للتضحية بالكثير مقابل راتب أعلى؛ بما في ذلك التضحية بالعمل من المنزل (41%)، والهوايات (37%)، والحياة الاجتماعية (34%)، بل وحتى العلاقات الشخصية (19%).
ورغم هذا التركيز المادي، يحاول جيل Z الموازنة مع قيمه الشخصية، فبيانات «Edu Birdie» أظهرت أن 62% يعتبرون الأسرة والعلاقات أولوية قصوى، ويشعر 26% بالقلق من عدم التمتع بالحياة على نحو كامل.