رئيس التحرير أحمد متولي
 استغن عن السكر.. بدائل صحية للحلوى والمشروبات

استغن عن السكر.. بدائل صحية للحلوى والمشروبات

نسمع كثيرا أن تناول السكر ضار بالصحة، لكن أجسامنا تكون دائما في حاجة إلى السكريات، خاصة مع إرهاق العمل أو المذاكرة. فكيف يمكن الموازنة بين هذين الأمرين؟

عند التعامل مع السكريات غالبا ما نقع في مشكلتين أساسيتين، الأولى هي أن أجسامنا قد تخدعنا وتوهمنا بحاجتنا إلى كميات كبيرة جدا من السكر تفوق حاجتنا الحقيقية. والثانية هي المصادر التي نأخذ منها هذه السكريات.

الأطباء والدرسات الأجنبية يؤكدون أن المصادر غير الصحية التي نأخذ منها السكر قد تكون أشد ضررا من تناول السكر نفسه.

ولذلك يقترح الأطباء بدائل أو مصادر صحية لتناول السكريات، سواء إذا كنت تقرر الاستغناء عن تناول السكر تماما في حياتك اليومية، أو الاعتماد على بدائل صحية وآمنة لتحلية المشروبات، بعيدا عن المحليات الصناعية.

«شبابيك» تقدم لكم نصائح من استشاري التغذية والسمنة الدكتور ناصر الصاوي أبو النجا في هذا الحوار:

«شابيك»: هل يمكن الاستغناء عن السكريات تماما؟

«أبو النجا»: السكر الخام يتكون من نوعين من السكريات، سكر الفركتوز وسكر الجلوكوز، أما سكر الفركتوز فيمكن الحصول على النسبة التي يحتاجها الجسم من جميع أنواع الفاكهة، خاصة الفاكهة السكرية، مثل المانجو والعنب وكذلك التفاح والكمثرى.

SouthernBiteFruitSalad-2

أما سكر الجلوكوز فهو متوفر في جميع النشويات الطبيعية، مثل البطاطس والأرز والمكرونة. لذلك يمكن للجسم أخذ ما يحتاجه من السكر من المكونات الطبيعية فقط، دون أن يحدث أي عجز في كمية نسبة السكر في الدم.

السكريات الطبيعية، تعتبر بطيئة الهضم، وهو أمر صحي جدا للجسم، حيث لا تتسبب في رفع مفاجيء لنسبة السكر في الدم، ما يصيب الجسم بالعديد من المتاعب قد تؤدي في النهاية لداء السكري.

أما الحالة الوحيدة التي لا يكون فيها ضرر صحي من تناول السكر الخام، فتكون في حالات الإعياء أو الهبوط الشديد، حيث يحتاج الجسم في هذه الحالة لدفعة قوية من السكر في الدم، ليقاوم هذا الهبوط.

وهذا يفسر لماذا يعطون المريض محلول الجلوكوز في المستشفيات، عند حالات الإغماء. ولمعرفة أضرار تناول السكر الخام، يمكنك قراءة ⇐«تناول السكريات مش هيزود نشاطك.. طيب إزاي؟».

«شبابيك»: إذا هل احتياجنا للسكريات خدعة كبيرة؟

«أبو النجا»: إحساسنا بالحاجة لتناول المزيد من السكريات، يكمن في براعم التذوق المنتشرة في اللسان، والتي تعتاد على تذوق نسبة معينة من السكر، دون أن يعني هذا حاجة الجسم الحقيقية لكل تلك الكمية من السكريات.

ويضيف أن براعم التذوق تعمل بالتعود، فإذا عودناها على كمية كبيرة من السكر، ستطلب كميات كبيرة. وهذا يفسر السبب الذي يجعل بعض الناس لا يشعرون بحلاوة الفاكهة، رغم أنها مليئة بالسكر، ويفسر أيضا الحالة المعاكسة وهو أن بعض الناس إذا أضافوا نصف ملعقة فقط  من السكر على كوب الشاي، يشعرون أنه شديد الحلاوة.

JuiceBarGlasses_1436x650

«شبابيك»: أين الحل؟

«أبو النجا»: تعويد الجسم على تناول كميات أقل من السكر أو الاستغناء عنه تماما والاكتفاء بالمصادر الطبيعية يكمن في التدريج، حتى تعتاد براعم التذوق في اللسان على كمية قليلة من السكر.

فالأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من السكر، قد تصل إلى أربع ملاعق لكوب الشاي الواحد، يجب عليهم أن يقللوا هذه النسبة بالتدريج، حتى يعتاد لسانهم على الإحساس بطعم السكر في الكميات قليلة.

اقرأ أيضا⇐«التوتر مفيد للصحة.. طيب إزاي؟»

«شبابيك»: وماذا عن المحليات الصناعية؟

«أبو النجا»: أضرار المحليات الصناعية تتمثل في تأثيرها على الجهاز العصبي وقد تصل ببعضها إلى الإصابة بالسرطان، فقد أثبتت الأبحاث أن الـ«سكارين» يتسبب في الإصابة بالسرطان، ولذلك تم منع تداوله في الأسواق.

refrescos2

وهناك محليات صناعية أقل ضررا مثل الـ«سكرالوز» والـ«أسبرتام» والتي تستخدم بكثرة في المشروبات الغذائية، لكنها تؤثر على الجهاز العصبي، وتتسبب في الإصابة بالصداع المستمر. كما أن زيادة تناول «السوربيتول» وهو أحد أنواع السكريات الكحولية، والذي يستخدم في بعض أنواع الحلوى واللبان، قد تؤدي للإصابة بالإسهال.

«شبابيك»: هل هناك محليات طبيعية تنصح بها؟

«أبو النجا»: هناك خيارات عديدة للمحليات الطبيعية وهي آمنة وصحية، مثل العسل، والسكر البني، وسكر الفركتوز، وسكر الستيفا.

العسل خيار ممتاز إذا أردنا الاستغناء عن استخدام السكر في حياتنا اليومية. ويختلف عن السكر الخام، في أنه غير مكرر، فبجانب احتوائه على السكريات، يحتوي على ألياف ومكونات نباتية وعناصر غذائية أخرى وفيتامينات، بعكس السكر الخام الخالي من أي مواد غذائية. كما يمكن إضافته إلى العصائر والمشروبات الساخنة، مثل الشاي والقهوة، أو استخدامه في صنع الحلوى.

الفواكه تمتليء بالسكريات الصحية ولا تزيد الوزن بنفس القدر الذي يفعله السكر الخام، فسكر الفركتوز الموجود في الفاكهة، أشد حلاوة من سكر السكروز المستخدم في المطبخ. ولذلك نستخدم نصف الكمية فقط مع الحصول على نفس الطعم. كما أن سكر الفركتوز ممتاز لمرضى السكر، حيث لا يعمل على إنقاص نسبة الإنسولين في الدم.

والسكر البني هو نفس سكر السكروز الذي يستخرج من نبات القصب ولكنه غير مكرر، فيحتفظ بنسبة من الألياف والمياه والعناصر الغذائية وبقايا النبات، والتي تجعله أفضل صحيا، فلا يتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم بنفس القدر الذي يحدثه السكر المكرر.

وسكر ستيفيا يستخرج من نبات بنفس الاسم. وقد بدأت زراعته وإجراء البحوث عليه في معهد البحوث السكرية، مؤخرا، ووجدت التجارب أنه شديد الحلاوة وكمية قليلة جدا منه كافية لتحلية كوب من الشاي، لا تتجاوز ميللي جرام واحد. أما إذا زادت الكمية عن هذا الحد، فقد تسبب شعورا بالمرارة في الحلق. وبدأ استخدام هذا السكر كبديل صحي في أمريكا، لكنه لا يزال غير متوفر بصورة تجارية في مصر.

                    نرشح لك ⇓

1

2         3

4

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال