روسيا الأفضل في التعليم العالي.. فما قصتها؟
رغم الصورة النمطية الجامدة والسائدة عن روسيا، إلا أنها تعتبر من أفضل الدول في التعليم في التعليم العالي. فاهتمام روسيا بالعملية التعليمية يرجع إلى عصور قديمة، أضافت كل منها قيمة وراء أخرى، وجعلت من الجامعات الروسية مقصدا للطلاب حول العالم.
الجامعات الروسية استطاعت المنافسة عالميا في كافة المجالات، كالطب، والعلوم، والتكنولوجيا، والفنون، والأدب. حتى وصلت روسيا إلى المرتبة الخامسة بين أفضل الدول في التعليم، وفقا لتقرير أعده موقع الـ«eblogfa»، والذي يضع الولايات المتحدة في المرتبة الـ18.
وفي هذا التقرير يقدم لك «شبابيك» بعضا من ملامح التعليم في روسيا، والأسباب التي جعلتها تتفوق عالميا.
لماذا تفوقت روسيا؟
روسيا من أعلى دول العالم في عدد المتعلمين، حيث تبلغ نسبة من يستطيعون القراءة والكتابة 98% من المواطنين. ويرجع هذا لصرامة التقاليد الروسية في جعل التعليم إلزاميا للجميع، وتقديم محتوى تعليمي عالي الجودة لجميع المواطنين بغض النظر عن طبقاتهم الاجتماعية.
هذا ما يجعل التعليم في روسيا مصدر جذب للطلاب حول العالم، خاصة قدرة جامعاتها على المنافسة عالميا في التعليم العالي وتقديم المنح الدراسية، مثل جامعة سانت بطرسبرج في موسكو.
اقرأ أيضا⇐«مش أمريكا ولا فرنسا.. تعرف على أفضل الدول في التعليم».
أصالة التعليم في روسيا تنبع من تقاليد قديمة قدست التعليم ووضعته في مكانة مرموقة للغاية. فمنذ القرن الـ11 عرفت روسيا مصطلح «المدارس»، والتي لم تكن مكانا تدرس فيه علوم العصر فقط، بل أيضا مراكز ثقافية لترجمة أعمال المفكرين الكبار. كما عرفت روسيا المدارس المختصة في محو الأمية، منذ بداية القرن الـ19.
تعليم الأطفال
على الرغم من المحتوى العلمي القيم الذي تقدمه المدارس الروسية، إلا أنها في تعليم الأطفال خصوصا لا تزال تتبع الطرق التقليدية. فبينما يصف البعض التعليم العالي في روسيا بأنه الأفضل على الإطلاق؛ إلا أنهم يرجعون سبب كونها في المرتبة الخامسة عالميا وليس الأولى؛ إلى عدم استثمارهم في تعليم الأطفال بنفس المستوى الذي يتم في التعليم الجامعي.
لا تزال بعض المدارس في روسيا تعتبر الصرامة والقسوة وسيلة لتقويم الطفل، ففي حين تجعل دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة من تعليم الأطفال مشروعا وأساسا ينطلق منه تقدم البلاد في كافة المجالات، حتى وصل الأمر إلى تنافسهم في تقديم تعليم مرح للأطفال يحببهم في الذهاب إلى المدرسة.
اقرأ أيضا⇐«بالتعليم المرح اليابان في الصدارة.. طيب إزاي؟».
العلوم التكنولوجية
المشاكل الحالية في روسيا، والصورة النمطية السائدة عنها في الصحافة، لم تمنع روسيا من أن تظل في نفس قوتها العلمية. فإنجازاتها السابقة في علوم الفضاء والإنتاج الحربي رسخت جذور قوية من العمل الجاد في مشاريع معقدة خاصة بتكنولوجيا المعلومات.
ويقدم التعليم العالي في روسيا أساسا قويا في علوم الرياضيات والنظريات الفيزيائية. ومؤخرا بدأ الرواد في مجال التكنولوجيا ينظرون لروسيا باعتبارها شريكا قويا في مشاريعهم العالمية.
اقرأ أيضا⇐«تعرف على أسوأ الدول في التعليم.. مفاجأة: مصر مش منهم».
أما السبب الرئيسي الذي يجعل من المبرمجين الروس الأفضل عالميا، هو الأساس العلمي القوي الذي يتلقونه في الجامعات، ولا يؤهلهم لسوق العمل أو الإبداع فقط، بل إتاحة جميع الأدوات أمامهم لإنتاج أحدث الإصدارات في التكنولوجيا. وقد استطاع الطلاب الروس في السنوات الأخيرة المنافسة في مجالات التقنية والبرمجة عالميا.
الآداب والفنون
عندما تذكر روسيا نذكر روائع الموسيقى والأدب العالمي. ولا شك في هذا فالموسيقى والأدب كانا جزأين أساسيين من مناهج المدارس الروسية منذ القرن الرابع عشر. وحتى اليوم تعرف الجامعات الروسية بتفوقها في الآداب، حيث تدرس روائع الأدب الروسي لبوشكين، وديستيوفيسكي، وتوليستوي. وهناك أيضا جامعات ومعاهد عليا لدراسة الموسيقى والبالية، والتي يقصدها الطلاب حول العالم لدراسة روائع الموسيقى العالمية لتشايكوفيسكي، وسيرجي رخمانينوف. وأيضا لمن يريد دراسة البالية بأعلى مستويات الاحتراف.
المصادر