بهذه الخطوات.. اكسر خوفك وتحدث مع الناس بدون خجل
هل تذكر ذلك الإحساس غير المريح عندما تدخل غرفة مليئة بالغرباء أو تضطر للحديث أمامهم، تشعر أنك لن تتحدث جيدًا فتفضل السكوت وعدم مشاركتهم في الحديث أو أي نشاط يفعلونه؟ في النهاية لن تكون مرتاحًا أيضًا، لأنك تشعر بالعزلة وعدم وجود أصدقاء حولك.
مشكلة الخجل لها أسباب كثيرة جدا، لكن نحن بحاجة قوية للتغلب عليها حتى ننجح في حياتنا الخاصة والمهنية، ونصبح اكثر استقرارًا نفسيًا، فالشعور بالوحدة والعزلة من أكثر الأشياء التي تهدد سلامك النفسي.
افهم السبب
في معظم الأحوال يكون سبب الخجل من الحديث أو التعامل مع الآخرين هو شيء في مظهرك أو شخصيتك، وتشعر أنه يسبب لك الإحراج. وهنا ستقع أمام اختيارين، إما أن تتقبل نفسك كما هي، وتقنعها أن كل الناس لديهم عيوب مثلك، وتتغلب على خجلك.
أما الاختيار الثاني هو تحديد هذه العيوب والعمل على تغييرها حتى تصبح الشخص الذي تريده. أحد هذه الصفات التي ستعمل على تطويرها هي مهاراتك الاجتماعية. فأنت لا تولد خجولًا، ولكنها صفة اكتسبتها بسب بعض المواقف أو بعض الصفات التي لا ترضى عنها. أي شيء مكتسب هو شيء تستطيع التخلص منه مع التدريب.
غير تفكيرك
تخلص من هذه الأفكار السلبية التي تملأ رأسك.. هل سأبدو سخيفًا عندما أتحدث؟ هل سأتلعثم في الكلام؟ هل سيسخرون مني؟
هذه الأفكار غير حقيقية أو منطقية، وناتجة عن الخوف الشديد، وإعطاء أهمية كبيرة جدا لآراء الآخرين. فليس معنى أنك متوتر قليلا أنك ستبدو سخيفًا أو أن الآخرين لن يروا جوانبك الإيجابية الأخرى. كن أكثر واقعية فيما يتعلق بنظرتك لنفسك.
فمشكلة الخجل هي مشكلة تركيز على الذات أكثر من اللازم أو بالأصح تركيز على العيوب. انظر حولك كم من الأشخاص الاجتماعيين لديهم عيوب أيضًا، أحدهم قد يكون غير راضي عن مظهره، أو لديه نقطة ضعف يخفيها عن الآخرين.
تذكر دائمًا أن الناس تراك بعينك أنت، ومن خلال لغة جسدك التي لا تلاحظها. بمعنى أنك إذا لم تبادر وتتعامل مع الآخرين بسبب خجلك، سوف يأخذون انطباعًا عنك بأنك لا تريد التعامل معم وسيبتعدون.
اقرأ أيضًا⇐«4 فيديوهات Tedx تساعدك على الثقة بالنفس»
راقب الآخرين
هذا ليس معناه أن تذهب وتقلدهم فورًا. بل راقب هؤلاء الأشخاص البارعون اجتماعيًا، كيف يتحدثون مع الآخرين، كيف يتصرفون في مواقف معينة. هذا سيعطيك فكرة عن ردود الفعل المناسبة في المواقف التي لم تعتد عليها ولا تعرف كيف تتصرف فيها.
إذا كنت تعرف هؤلاء الأشخاص جيدا، فتحدث معهم واطلب منهم النصيحة، وكون معهم صداقات، فعلاقتك بهم ستجعلك تنفتح على الآخرين، وتكون المزيد من الأصدقاء.
درب نفسك
قف أمام المرآة تخيل أنك أمام حشد من الناس أو تتحدث إلى شخص غريب، وابدأ بالحديث. هذا التمرين سيقلل خوفك من المجهول وتوترك عند الحديث مع شخص لأول مرة. وإذا كنت تتلعثم في الكلام سيدربك على الحديث بصورة صحيحة.
الحديث أمام الآخرين مهارة يكتسبها الإنسان من والديه ومن خبرات وتجارب الحياة منذ الطفولة، وهي ليست شيئًا يولد به الإنسان.. هي كأي شيء آخر نحتاج إلى تعلمه وإتقانه.
علماء النفس والتربية يقولون أن الطفل الذي لا يتحدث معه والديه باستمرار منذ ولادته أو يحكون له القصص ويقرأون له أو يعرضوه للمواقف التي يتعلم فيها التعامل مع الآخرين والتعبير عن نفسه، سينشأ طفلًا انطوائيًا.
مقارنة نفسك بالآخرين في تلك الحالة، مثل مقارنة شخص لم يتعلم لغة أجنبية أو لعبة رياضية معينة، بشخص يتعلمها منذ الطفولة.
اقرأ ايضا⇐«التوتر مفيد للصحة.. طيب إزاي»
واجه
تلك الخطوة التي يتحاشاها الجميع، لكن كل الخطوات السابقة لن تفلح بدونها. إذا أردت أن تكسر حاجز الخجل، ضع نفسك دائمًا في الأماكن التي يوجد بها الناس ويتفاعلون فيها بكثرة، وتجبرك على التفاعل معهم.
الحلقات النقاشية، الأعمال التطوعية، الوظائف التي تتطلب مهارات اجتماعية، توطيد علاقتك بأصدقائك الاجتماعيين والخروج معهم والتعرف على أصدقائهم، كلها أشياء ستجبرك على تدريب نفسك.
لكن في البداية لا تضع توقعات كبيرة، فالمشكلة تزول بالتدريج والتدريب، ولن تخلص منها في يوم وليلة. بعض المحادثات الصغيرة تكفي كبداية. صداقات كثيرة قد بدأت بكلمات ومناقشات صغيرة للغاية. بل أبسط من ذلك لا تسهين بإلقاء السلام على الآخرين، سيعطي لهم انطباعًا باهتمامك بهم ورغبتك في فتح حوار معهم.
واخيراً.. حدد نقاط قوتك
قد لا تكون متحدثًا جيدًا لكنك مستمع جيدًا تستطيع تفهم الآخرين واحتوائهم. أو أي مهارة أخرى. الذكاء هو أن تستغل هذه المهارات لتكون علاقات اجتماعية، عندما يتحدث الآخرين معك ويجدونك مستمعًا جيدًا، سيرغبون في تقوية علاقتهم بك، لأنهم بحاجة لمن يتفهمهم.
عندما تلتحق بنادي وتكون بارعًا في لعبة رياضية، أو تلتحق بورشة موسيقية وأنت بارع في العزف، هذا سيجعلك محط الأنظار وسيحمس الناس للتعرف عليك.
اقرأ أيضا⇐«إزاي تستفيد من الضغط النفسي وتحوله لصالحك»