العرقسوس من مقابر الملوك للشارع!
في طريقك للعمل أو الدراسة أو الفسح، تسمع أصوات "صاجات" بائع العرقسوس الكبيرة النحاسية تدق في الشارع لتلتفت وترى إبريق زجاجي ضخم يحمل عرقسوس بارد تعوم على سطحه كرات من الثلج، ليسيل لعابك وتجري إليه تطلب كوبا أو أكثر، لكن هل تعرف ما معنى العرقسوس وما أصله وفنه في مصر؟
يسمونه "عرق السوس" أو "نبات السوس"، وهو نبات حلو موجود في مصر وسوريا وآسيا ووسط أوروبا، يمكن مضغه بمذاقه السكري اللذيذ.
في مقبرة الملوك
اكتشف المصريون والبابليون زمان نبات العرقسوس، وعملوا منه العصير، ومضغوه، وخلطوه بالأدوية المرة، وعشقه الملوك والشعب، أما في مقبرة الملك توت عنخ أمون كان العرقسوس رفيقه الذي دفن معه، حيث دفن الفراعنة كل الأشياء التي يحبها المتوفي ليتناولها عندما يبعث من جديد في العالم الآخر.
في الفن
لأن العرقسوس مشروب شعبي وجزء من حياتنا اليومية، تحول إلى أغنية للفنان عمر الجيزاوي بعنوان "يا عرقسوس شفا وخمير...يا اللي الليمون منك يغير"
في الشارع
تجد شخص متخصص في بيع العرقسوس يدور في الشوارع بملابسه التقليدية نوعا ما، فبعد أن كان بائع العرقسوس زمان يرتدي ملابس مخصصة مزخرفة، وطربوش على رأسه، ويحمل إناء نحاسي قديم، أصبح الآن -مع تغيرالزمن- يرتدي ملابس عادية إلى حد ما وطاقية، وتحول الإناء النحاسي إلى زجاجي إلا أنه مازال يحتفظ بـ "الصاجات" النحاسية حتى اليوم.
وتختلف الأقاويل أن ملابس بائع العرقسوس قديما ترجع إلى الاستايل التركي، بينما يرى البعض أنها تراث مصري أصيل.
في كتب الطب
دخل العرقسوس كتب الطب لفوائده وعلاجه لأمراض كثيرة، فمفعوله أشبه بمفعول الكوريتزون بعيدا عن زيادة الوزن وسوء الهضم وغيرها من الآثار الجانبية، فهو يعالج قرحة المعدة وأمراض الصدر والسعال، ويقوي جهاز المناعة ويفتح الشهية، لكن لا ينصح الأطباء بالإكثار منه في حالات مرضى القلب والكبد والضغط وللمرأة الحامل.. فإذا قلت أن العرقسوس مشروب لذيذ وبارد، فهو أيضا مشروب صحي له تاريخ وفن.