أكلات ما تتنسيش.. مطاعم تربعت على عرش الإسكندرية

كتبت: مي مصطفى:

تشتهر الإسكندرية وخاصة منطقة وسط البلد بعدد كبير من المطاعم والمقاهي القديمة التي يعود بعضها للعصر الملكي، ولم تفلح السنين في تغيير معالمها ولا تقلل من شهرتها.

ظلت هذه المطاعم والمقاهي صامدة أمام زحف محلات الطعام والمشروبات اللانهائي، واحتفظت بجمهورها المعتاد، وذاع صيتها حتى لأبناء المحافظات الأخرى ليسألوا عنها بالاسم عند قدومهم للإسكندرية.

سانتا لوتشيا

في «سانتا لوتشيا» أنت على موعد مع أجواء الخمسينات الإيطالية، فوسط كل الصخب والفوضى التي تشهدها منطقة وسط البلد، لازال هناك هذا المطعم صاحب الـ84 عاما يستقبلك بموظفيه في «الحلة الإسموكن» والقفاز الأبيض كي يعرضوا عليك أخذ معطفك وإعادته لك وقت الخروج.

يعلم مرتادو المطعم جيدا أنه غير مسموح بالدخول إلا بالملابس الرسمية، ثم تستمتع بتصميم المطعم الراقي المكون من طابقين والطاولات المزينة بالورود والشموع إلى جانب إمكانية الاستمتاع بعشاء مميز على أنغام عازف البيانو كل يوم فى التاسعة مساءً.

وبذلك من الطبيعي أن تجد إدارة المطعم تتفاخر بأنه حظي من قبل بقدوم أفراد من الأسرة المالكة لتناول الطعام به وبعدها كثيرا ما زاره سياسيون ورؤساء أحزاب في الفترة ما بعد الثورة.

أما عن قائمة الطعام، فهي تضم أطباقا متنوعة من الأسماك واللحوم والدجاج إلى جانب أنواع المكرونة الإيطالية «الباستا»، ويعتبر «Osso bucco» أحد أشهر الأطباق التي لا تجدها إلا في «سانتا لوتشيا» وهو عبارة عن لحم موزة بقري مطهو مع الميبرمبوا والصلصة والزعفران الأسباني، بالإضافة إلى الحلوى المميزة متمثلة فى أطباق مثل كيك  chocolate rhapsody علما أن أقل ثمن تقديم الخدمة للفرد الواحد يصل إلى 150 جنيها.

ديليس

يرجع تاريخ الحلواني الفرنسي «ديليس» لعام 1922 مما أدخله ضمن قائمة المطاعم التراثية بالإسكندرية حيث تزين أركانه صور كعكة زفاف الملك فاروق والملكة فريدة (التي تم خبزها في نفس المكان) وكعكة حفل تتويجه ملكا لمصر، وقد ظل «ديليس» محافظا على مكانته ونشاطه في تقديم كافة أنواع الحلويات والمخبوزات حتى قرر من عدة سنوات تخصيص جزء منهم ليكون مطعم يقدم مختلف الأكلات، ليشمل المكان الآن (مطعم وحلواني)، إلا أن المطعم لم يستطع حتى الآن تحقيق نفس لمكانة أو الشهرة التي حققها الحلواني.

في «ديليس» لابد أن تجد نفسك محتارا في اختيار طلبك ما بين التورتات والـ«التارت» بكافة أنواعه ومكوناته، وكذلك الآيس كريم والمشروبات الكوكتيل التي اخترعها «ديليس» ووضع لها أسماء من ابتكاره لتكون علامة مميزة له من طراز «كوكتيل محمد علي»، أو «عصير كليوباترا»، بخلاف ارتباط العديد من موظفي مجمع بنوك وسط البلد حتى الآن بتناول إفطارهم من مخبوزات وقهوة في المحل كل صباح بعدما أصبح طقسا معتادا لدى البعض منذ سنوات حتى الآن.

ورغم أن «ديليس» كان من النماذج النادرة التي استطاعت أن تضيف لنشاطها جزء كمطعم، إلا أن العكس حدث مع مطاعم أخرى حولت نشاطها إلى كافيتريات والتي يعود عمر بعضها إلى أكثر من 70 عاما، إلا يبدو أن زيادة عدد المطاعم المنتشرة بوسط الإسكندرية دفع أغلبها إلى تحويل نشاطه إلى كافيتريات، خاصة أن ذلك يعتبر مربحا أكثر خلال فصل الصيف الذي يزداد فيه المصيفين، وعلى رأس المطاعم التي غيرت نشاطها (مطعم عمر الخيام) بمواجهة ميدان محطة الرمل، و(مطعم نصار) بمواجهة كورنيش البحر مباشر والذي تحول هو الآخر إلى «كوفي شوب».

بينما كان الوضع مختلفا قليلا فيما يخص مطعم «بسترودس» اليوناني والذي قرر صاحبه بيع أكثر من نصف مساحته إلى مالك جديد حول نشاطه إلى مطعم فاخر وأطلق عليه اسم «مطعم أبو السيد» بينما ظل جزء من المكان الأصلي يحمل اسم مقهى «بسترودس» بشارع صفية زغلول، وظل محافظا على مكانته وشهرته بين أهالي الإسكندرية.

ألبان سويسرا

يعتقد الكثيرون أن «ألبان سويسرا» هو مطعم فاخر، بحكم شهرته وذيع صيته حتى خارج الإسكندرية، ولا يعلمون أن المحل في الأصل ما هو إلا محل بقالة عادي، وحتى الآن هو كذلك ولكن ما اختلف في الأمر هو قرار الإدارة بوضع عدد من الطاولات القليلة بداخله لتقديم وجبات الفطار، كما يزيد الإقبال عليه خلال شهر رمضان خاصة في وجبة السحور.

كُتب لمطعم «ألبان سويسرا» الذي يقع في شارع بورسعيد بكامب شيزار، أن يدخل لقائمة أشهر محلات الطعام فقط من خلال فكرة ابتكرها صاحب المحل قديما، وهي تقديم ساندوتشات لرواده في شكل وجبات (جبنة مقلية، أو سجق بالجبنة، أو تونة بالجبنة) إلى أن تحول عرض الوجات السريعة إلى طلبات يتلقاها المحل يوميا من رواده حتى قرر تخصيص مكان لتقديم الطلبات ومن وقتها ذاع صيته بتقديم كافة الأطعمة والساندوتشات «بالجبنة السويسرية» ولذا ظل الإقبال عليه في أوقات الصباح والمساء أكبر من وقت الغذاء.

وتعتبر أشهر وجبات تميز بها «ألبان سويسرا» هي «أي حاجة بالجبنة» خاصة لو كانت الجبنة سايحة، ومنها (مشكل الجبنة، سجق بالجبنة، جمبري بالجبنة، لانشون فراخ بالجبنة)، بخلاف طبق الحلو الدسم (طبق القشدة بالعسل بالحلاوة والنوتيلا).

قدورة للسمك

في «قدورة» تجد أمامك الفرصة متاحة لسماع كلمة «دة السمك لسة بيلعب»، فعادة ما يتباهى جميع مطاعم السمك في منطقة بحري بوجودهم بجانب حلقة السمك ومكان تواجد الصيادين وهو ما يضمن لهم الحصول على سمك طازج يوميا لتقديمه لزبائنهم، ولو أن وجودك داخل قدورة يمنحك فرصة للخروج من خيارات السمك المقلي والمشوي المعتاد لتجرب أطباقا جديدة من الجندوفلي والسبيط المقلي والكابوريا والاستاكوزا وشوربة الجمبري.

مطاعم الأكلات الشعبية

وبما أن الإسكندرية تضم بين أحيائها كافة الطبقات والأذواق منذ نشأتها، فليس من الغريب أن يكون من بين قائمة المطاعم الشهيرة عدد من المطاعم الشعبية حاول الحفاظ على روحه وطبيعته –وربما جمهوره- منذ عشرات السنوات حى الآن.

محمد أحمد للفول والفلافل

وتأتي على رأس الأكلات الشعبية الفول والطعمية، وطالما ذكر الفول والفلافل "بالإسكندراني" فلابد أن نذكر مطعم محمد أحمد بوسط البلد، الذي أُسس عام 1957، في شارع شكور المتفرع من شارع سعد زغلول، والذي بدأ وقتها بمساحة صغيرة كأي محل يبيع الفول والفلافل فقط، حتى تحول لأهم مطعم يقدر الإفطار لموظفي وأهالي منطقة وسط البلد كل صباح، بعد أن زادت مساحته واستطاع أصحابه توفير ترابيزات بداخله وقائمة متنوعة من الطلبات، منها (الباذنجان والمسقعة والشكشوكة والبيض والبصارة)، ولكن يظل الفول الإسكندراني بالثوم والسّجق هو طبقه الأشهر.

قد يعجبك أيضا:  «الجارديان»: أحلى فلافل فى العالم بالإسكندرية

كبدة أولاد الفلاح

«وحياتك عايزين 30 نص».. من الطبيعي سماع مثل تلك الجملة وأنت تجلس داخل أحد فروع مطاعم «الفلاح» أو «كبدة أولاد الفلاح»، حيث أن المطعم اشتهر منذ سنوات بتقديم ساندوتشات الكبدة فقط داخل عيش «فينو» مقطع لنصفين، ولذا يتم تدوين الطلبات بـ«النص» وليس بالساندوتش.

أما من حيث أرقام الساندوتشات فلا داعي للدهشة، فعادة ما يكون جمهور «الفلاح» مجموعات من الشباب ونفسهم مفتوحة، ولا بديل بالطبع عن وجود مخلل وبطاطس مقلية بجانب الكبدة.

كما أصبح من العادي خلال أشهر الصيف تحديدا أن تجد مجموعات خارج المطعم تنتظر خلو ترابيزة للدخول دون ملل أو ضجر.

وجدير بالذكر أنه لا يوجد أي فرع آخر للمطعم باستثناء الواقع بشارع السلطان حسين بوسط المدينة، بينما أي مطعم آخر يحمل اسم «الفلاح» فهو غير تابع له.

.

جندل للسمك

تشتهر الإسكندرية بكثرة وتعدد مطاعم السمك بها، وكذلك تستهر بغلو الأسعار فيها، وربما كانت النقطة الأخيرة هي السبب في تميز مطعم «حودة جندل» بمنطقة الأزاريطة، عن أي مطعم آخر متخصص في السمك والمأكولات البحرية لأنه يعتبر أرخص مطعم سمك في المدينة، بخلاف أنه لا يعتبر مطعم بالمعنى المتعارف عليه، فـ«حمادة» ما هو إلا محل لبيع وشوي الأسماك زاد عدد زبائنه بمرور الزمن، حتى قرر صاحبه تقديم وجبات لرواده عن طريق وضع صف من الطاولات والكراسي على الرصيف المواجه له، وبعدما لم يعد هذا الرصيف كافيا، قام ملاك المحل بشراء شقة بالعقار الماوجه لمكان المطعم وضعوا بها أكثر من 10 ترابيزات لتتحول الشقة إلى مطعم تابع لـ"جندل" يضطر زبائنه لحجز أماكنهم فيه تيفونيا قبل القدوم لضمان وجود مكان لهم.