حدوتة قبل النوم.. بوابة سلطان السحر والأخلاق النبيلة
«كان يا مكان في سالف العصر والزمان كان هناك..»، من منا لم تستمع أذنيه لتلك الكلمات التي لطالما كانت وراءها من الحواديت والقصص عالما يجعلنا ننام بخيال ممزوج بدفء لا مثيل له.
الحدوتة خير وسيلة لعالم آمن لطفلك، عالم مليء بالقيم والمباديء الجميلة التي تربينا عليها.
الخبير التربوي الدكتور كمال مغيث يقول إن كل إنسان بحاجة إلي ثقافة لاشباع خياله واعمال عقله وتنمية وجدانه، وكذلك الطفل فهو يستطيع أن يكون ثقافته الخاصة وأفكاره عن طريق الحواديت والقصص بالاضافة إلى تنمية الخيال لديه فهي تتيح فرصة كبيرة للتقريب بين الطفل ووالديه.
ويضيف «مغيث» أن سبب اندثار عادة قراءة الحواديت قبل النوم هي انشغال الأهل عن أولادهم وانتشار الكارتون والانترنت، مشيرا إلي انه لا غني عن الصوت البشري الحميم الذي يحبه الطفل المتمثل في والديه، مؤكدا أهمية جعلها عادة يوميا يتعود عليها الطفل.
«خلي حمادة يلعب».. هكذا يتعلم الأطفال
كيف تختارين حدوتة طفلك؟
حدوتة قبل النوم هدفها أن تهديء طفلك لكي ينام، أنتِ أكثر الناس علماً بما يضايق طفلك، لذا اختاري له حكاية مفرحة لتساعده على الاسترخاء والهدوء، حتى لا تصيبه الكوابيس، أو أن يكون نومه غير مريح.
اختاري الحكايات الملائمة لسن طفلك، فللأطفال الصغار اختاري كتابا ليس به كلمات كثيرة، لكن به صور كثيرة لتشد انتباهه، وللأطفال الأكبر سناً دعيهم ينتقون الكتب وساعديهم في انتقائها لتختاري القصة الجيدة التي ستشد انتباههم، واختاري الحكايات التي بها من القيم والمباديء ما يقوم سلوك الطفل.
شعور الأطفال بالحزن مفيد.. تعرف على الأسباب
حواديت زمان حدوتة سيندريلا، التي تحكي عن فتاة توفي أبوها وأمها وباتت تسكن مع زوجة أبيها التي تسيء معاملتها حتي جاءها الأمير وخلصها مما تعيش فيه.
حدوتة الشاطر حسن، والتي تتحدث عن فتى فقير يدعى حسن يعمل صياداً وذات يومٍ وهو سائر على شاطئ البحر رأى فتاة حسناء تلبس أحس الثياب وأغلاه، فانبهر بملابسها ومن معها من الناس يتوددون إليها وينتظرون رهن إشارتها لتلبية أوامرها.
وبعد مرور الأيام والشهور فجأة انقطعت هذه الفتاة ولم يشاهدها الفتى، فقرر البحث عنها.
حدوتة الأمير الضفدع، والتي تتحدث عن الأمير الشاب الذي سحرته الساحرة الشريرة وحولته إلى ضفدع واحتاج إلي قبلة من الأميرة كي يرجع أميرا مرة أخرى.
حدوتة الأرنب والسحلفاة، والتي تحكي عن سباق بين الأرنب و السحلفاء وتفيد الحدوتة في إعلاء قيمة الصبر والاجتهاد.
حكاية هنونة وأمنا الغولة، والتي تحكي عن مغامرات فتاة تدعي «هنا» في أثناء ذهابها لجلب منخل من أمنا الغولة.
كتاب الصور المتحركة.. أسلوب جديد لتعليم الأطفال
حكاوي الأمهات
أميمة، 39 عاما، وأم لثلاثة أطفال، تقول: «أحرص على قراءة الحواديت لاطفالي مباشرة قبل النوم خاصة قصص الأنبياء لتعليمهم الأخلاق التي كان يتميز بها الانبياء».
أما هالة، 30 عاما، أم لطفلة، تقول: «عندما أنجبت أول طفلة لي كنت حريصة علي قراءة حواديت قبل النوم لها اقتداء بأمي التي كانت دائما تروي لي القصص التي مازلت اتذكرها إلي الآن وهي تضمني بين يديها لاستمع باهتمام ولذللك عندما رزقني الله بطفتلي حرصت علي فعل نفس الشيء معها».
