دار ابن لقمان.. هنا سجَن أهل المنصورة لويس التاسع

دار ابن لقمان.. هنا سجَن أهل المنصورة لويس التاسع

«دار ابن لقمان» المعروفة بمتحف مدينة المنصورة القومي، من أهم الأماكن التي تكشف عن روح النضال والفداء لدى الشعب المصري في العصور المختلفة.

يرجع تاريخ بناء الدار القريبة من شاطئ النيل، إلى عام 975 ميلاديا، مع بداية إنشاء الملك الكامل محمد بن العادل لمدينة المنصورة التي كانت تسمى آنذاك «جزيرة الورد» لأن المياه كانت تحوطها من 3 جوانب.

كانت الدار تقع على شاطئ النيل لكن المد العمراني أبعدها حوالي 500 متر عن الشاطئ في الوقت الحالي ليصبح مكانها في منتصف شارع بورسعيد في الجهة المقابلة لشارع الثورة المعروف بالسكة الجديدة في المنصورة.

وصف دار ابن لقمان

صممت على الطراز الإسلامي، يعلو مدخل الدار نافذة صغيرة تطل على الشارع ويبلغ اتساع المدخل ما يقارب من متر ونصف، وتتكون من طابقين بهما السلاملك وهو للرجال والحرملك وهو للنساء، ويبلغ طول الباب الرئيسي للدار حوالي مترين، وباب آخر صغير طوله 40 سم، الذي أنشئ خصيصا ليدخل منه الملك لويس التاسع حانيا ظهره بعدما تم أسره.

يتكون الطابق الأول من قسمين: الأول عبارة عن غرفتين لكل منهما نافذة تطل على الطريق وكانت مكانا للخيول ولكن تم إغلاقها منذ فترة كبيرة.

صورة فوتوغرافية لدار ابن لقمان

أما القسم الثاني فيتكون من غرفة كبيرة اتخذت كمتحف وقاعة عرض تضم صور المعارك الصليبية والملك لويس بالإضافة إلى تمثال الملكة «شجرة الدر» و«توران شاه» وتمثال للويس التاسع ومجموعة من السكاكين والسيوف والخناجر النحاسية وخوذة للمحاربين المصريين وقميص حديد يستخدم كدرع، وعلى باب القاعة يوجد تمثال كبير لامرأة ترتدي جلبابا ترمز للوحدة العربية.

ويفصل بين القسمين في الطابق الأول صحن متسع سقفه من الخشب البني وبه سلم خشبي يصل للطابق الثاني.

يتكون الطابق الثاني من غرفة واحدة وهي التي أُسر فيها لويس التاسع وأهم ما يُميز تلك الغرفة وجود تمثال بالحجم الطبيعى للملك لويس والأغلال في يده وهو جالس على كرسي خشب وخلفه «الطواشي» وأمامه صنيية طعام ودولاب.


لويس في قبضة أهل المنصورة

تنسب الدار إلى القاضي فخر الدين ابن لقمان، قاضي المنصورة في عهد الدولة الأيوبية.

قاد ملك فرنسا لويس التاسع حملة صليبية عندما تعالت الأصوات منادية بضرورة خروج حملة لاستعادة بيت المقدس من أيدي المسلمين.

وبعدما تسرب خبر وفاة الصالح أيوب تولى «توران شاه» ابنه زمام الأمور وبعد معركة دارت في فارسكور تقدم الصليبون حتى عسكروا في مواجهة قرية جديلة وأصبح البحر الصغير يفصل بين المعسكرين، وبعد اضطرار القوات المصرية الانسحاب إلى مدينة المنصورة في 8 فبراير 1250 دخل الصليبيون المدينة بخيولهم وانتشروا في الشوارع وأزقتها.

حين اقترب الصليبيون من القصر السلطاني أعطى الأمير «بيبرس» إشارة الهجوم، فانقض عليهم المماليك من الشوارع الجانبية، ولم يتمكن الفرسان الصليبيون من المناورة في الأماكن الضيقة، فعمّت الفوضى في صفوفهم وحاولوا الفرار.

وبفضل التعاون بين المماليك والقوات الأيوبية ومجموعات المقاومة الشعبية من المدينة الذين استخدموا الأحجار والأخشاب في رمي الصليبين، تمكن المصريون من أسر لويس التاسع ملك فرنسا وقادوه مكبلا بالأغلال إلى مقر أسره بدار ابن لقمان، بيت القاضى فخر الدين.

وبفضل التعاون بين المماليك والقوات الأيوبية ومجموعات المقاومة الشعبية من المدينة الذين استخدموا الأحجار والأخشاب في رمي الصليبين، تمكن المصريون من أسر لويس التاسع ملك فرنسا وقادوه مكبلا بالأغلال إلى مقر أسره بدار ابن لقمان، بيت القاضى فخر الدين.

تم اختيار الدار مكانا لأسر ملك فرنسا لأنها ألأكثر أمانا، وظل بها شهرا حتى 6 مايو 1250 ثم أطلق سراحه بعد دفع الفدية المتفق عليها.

ومنذ ذلك الوقت، اتخذت مدينة المنصورة اسمها بدلا من «جزيرة الورد» وخلدت المحافظة يوم انتصارها بعيد قومي تحتفل به كل عام في 8 فبراير.

وضع الدار الآن

في عام 1960 افتتح الرئيس جمال عبد الناصر متحف المنصورة القومي في «دار ابن لقمان» تخليدا لذكرى انتصار أبناء المحافظة على الحملة الصليبية.

وفي عام 2010 أغلقت «دار ابن لقمان» لعمل صيانة داخلها، وعقب ثورة يناير 2011 أغلقت لدواعي أمنية إلى أجل غير مسمى، كما تأثر المبنى بسبب حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية نهاية 2013 وتم ترميمه من جديد وتركيب كاميرات مراقبة له، وأعيد افتتاح الدار في 17 أكتوبر 2016.

وصرح وكيل المتحف، عبدالقصود صقر، أن الدار مفتوحة للزيارات السياحية والرحلات الداخلية، وأن المدارس تنظم زيارات دورية للدار.

وأضاف في تصريح لـ«شبابيك» أن سعر التذكرة للطالب جنيه واحد فقط، ولغير الطلاب من المصريين 3 جنيهات، وللعرب 5 جنيهات أما سعر التذكرة للأجانب 10 جنيهات.

تنخفض نسب الإقبال على دار ابن لقمان وتقتصر على بعض زيارات طلاب المدارس في نهاية كل فصل دراسي

وأشار «صقر» إلى وجود كتيبات مجانية لوصف مقتنيات الدار يتم توزيعها على الزائرين لشرح أهميتها التاريخية وما تحتويه.

وأكد وكيل المتحف أن الدار تعاني من قلة الزيارات السياحية وأن معظم الزائرين من طلبة المدارس نهاية كل فصل دراسي، موضحا أن الزيارات تقل بشكل كبير خلال فصل الصيف.

وأرجع أسباب قلة الزائرين إلى عدم معرفة الكثيرين عن أهمية الدار التاريخي، أو علمهم بوجودها من الأساس وكذلك التقصير في الدعاية وعمل الندوات التعريفية بأهميتها.

صورة من داخل الدار تظهر مقتنيات أهل المنصورة من الجنود الفرنسيين