رئيس التحرير أحمد متولي
 أعراض السكر عند الأطفال.. الأسباب والعلاج وخطورة التجاهل

أعراض السكر عند الأطفال.. الأسباب والعلاج وخطورة التجاهل

يمكن أن يُصاب الأطفال بمرض السكري مثل الكبار، خاصة النوع الأول، ومعرفة أعراض السكر عند الاطفال، تعتبر أولى وأهم الخطوات التي تساعد في اكتشافه، وبمجرد ملاحظتها يجب التوجه إلى الطبيب على الفور لإجراء الفحص واتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة، ويوضح هذا التقرير كيفية اكتشاف مرض السكر عند الاطفال، للمساعدة في تجنب المضاعفات قدر الإمكان.

أسباب السكر عند الأطفال

يُصاب الأطفال بمرض السكر من النوع الأول عندما يتعذر على البنكرياس إنتاج الأنسولين، لا يمكن للسكر أن ينتقل من الدم إلى الخلايا بدون الأنسولين، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، والسكر من النوع الثاني أقل شيوعا في الأطفال، ولكن يمكن أن يحدث عندما لا يعمل الأنسولين بشكل صحيح.

السبب الدقيق لمرض السكري من النوع الأول غير معروف، ولكن معظم المصابين به يكون لديهم خلل في جهاز المناعة في الجسم، الذي يحارب عادة البكتيريا والفيروسات الضارة، يجعله يُهاجم عن طريق الخطأ الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، وتلعب العوامل الوراثية والعوامل البيئية دورا في هذه العملية، وتتمثل عوامل الخطر في:

  • تاريخ العائلة، إصابة أحد الوالدين أو الأشقاء بمرض السكر من النوع الأول يجعل الطفل أكثر عُرضة للإصابة بالمرض.
  • العوامل الجينية، وجود بعض الجينات يُزيد من خطر الإصابة بالنوع الأول من السكر.
  • بعض الفيروسات، التعرض لها قد يؤدي إلى تدمير المناعة الذاتية لخلايا معينة.
  • النظام الغذائي، حيث تم الربط بين تناول حليب البقر في وقت مبكر وبين زيادة خطر الإصابة بمرض السكر من النوع الأول، كما أن توقيت إدخال الحبوب قد يؤثر أيضا على إصابة الطفل بمرض السكر من النوع الأول.

أما إصابة الأطفال بمرض السكري من النوع الثاني، فهى ترتبط بزيادة الوزن، فالأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم احتمال متزايد لمقاومة الأنسولين، كما أن العوامل الوراثية تلعب دور أيضا في الإصابة به.

أعراض السكر عند الأطفال

ملاحظة أعراض السكر عند الاطفال في بداية ظهورها، يساعد بدرجة كبيرة في السيطرة على المرض ويسهم في حماية الطفل المصاب من الكثير من المضاعفات، وتتمثل أعراض السكر من النوع الأول في:

  • زيادة العطش
  • التبول المتكرر
  • الجوع الشديد
  • فقدان الوزن
  • رائحة الفم الكريهة
  • انخفاض الأداء في المدرسة
  • عدم وضوح الرؤية، في الحالات الشديدة

اعراض مرض السكر عند البنات، تشمل أيضا احتمالية الإصابة بعدوى الخميرة، غالبا يكون فقدان الوزن من الأعراض الشائعة قبل التشخيص.

لا تختلف اعراض السكر عند الاطفال في النوع الثاني كثيرا عن الأعراض السابقة، حيث تتمثل في:

  • التبول مرات كثيرة، خاصة في الليل
  • زيادة العطش
  • فقدان الوزن غير المبرر
  • الحكة حول الأعضاء التناسلية، في حالة الإصابة بعدوى الخميرة
  • بطء الشفاء من الجروح
  • عدم وضوح الرؤية، حيث تصبح عدسة العين جافة

تميل أعراض مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال إلى التطور بسرعة خلال بضعة أسابيع، في حين أن أعراض النوع الثاني تتطور ببطء أكثر. قد يستغرق الأمر أشهر أو سنوات لتشخيص الحالة.

التجاهل يؤدي إلى مضاعفات

تجاهل  أعراض السكر عند الاطفال يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض متأخرة أو مضاعفات خطيرة تهدد الحياة، وبشكل عام تتمثل المضاعفات المحتملة، في:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية
  • تلف الأعصاب
  • تلف الكلى
  • مشاكل بالعين، مثل إعتام عدسة العين، وزيادة خطر الإصابة بالزرق، إتلاف الأوعية الدموية للشبكية.
  • الأمراض الجلدية، كالالتهابات البكتيرية والفطرية والحكة.
  • هشاشة العظام

المضاعفات المرتبطة بمشاكل العين وتلف الأعصاب، تتقدم بشكل أسرع عند الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الثاني مقارنة بالأطفال المصابين بالمرض من النوع الأولى.

كيفية اكتشاف مرض السكر عند الأطفال؟

لا بد من مراجعة الطبيب على الفور لإجراء الفحص اللازم، عند ملاحظة أعراض السكر عند الاطفال، ومن التحاليل والفحوصات اللازمة في هذه الحالة:

  • اختبار السكر العشوائي، تؤخذ عينة من الدم لقياس مستوى السكر، وإذا كانت النتيجة 200 ملليجرام لكل ديسيلتر أو أعلى، فهى تشير في هذه الحالة إلى إصابة الطفل بالمرض.
  • اختبار الهيموجلوبين السكري (A1C)، يشير إلى متوسط مستوى السكر في دم الطفل خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية، إذا كانت النتيجة 6.5% أو أعلى في اختبارين منفصلين، فإن ذلك يشير إلى الإصابة بالسكري.
  • اختبار السكر الصائم، تؤخذ عينة دم من الطفل بعد صيامه طوال الليل، وإذا كانت النتيجة 126 ملليجرام/ ديسيلتر أو أعلى، فهذا يُشير إلى الإصابة بمرض السكر من النوع الأول.
  • اختبارات الدم للتحقق من وجود أجسام مضادة شائعة في مرض السكري من النوع الأول.
  • اختبارات البول للتحقق من وجود الكيتونات، ما يشير أيضا إلى مرض السكري من النوع الأول أكثر من الثاني.

توصي جمعية السكري الأمريكية (ADA) بإجراء اختبار للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات والذين لا يعانون من أعراض مرض السكري ولكن لديهم زيادة الوزن (أكثر من 85% لمؤشر كتلة الجسم أو أكثر من 120% الوزن المثالي بالنسبة للطول)، وذلك إذا كان لديهم اثنين من عوامل الخطر التالية:

  • تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في الدرجة الأولى أو الثانية من الأقارب.
  • علامات مقاومة الأنسولين
  • إذا كانت الأم مصابو بمرض السكر أو سكري الحمل أثناء حملها في الطفل.

علاج السكر عند الأطفال

علاج مرض السكري من النوع الأول يستمر مدى الحياة ويشمل: مراقبة نسبة السكر في الدم واستخدام الأنسولين، مع ضرورة تناول الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وعندما ينمو ويكبر الطفل، ستتغير خطة علاجه.

بالنسبة للنوع الثاني، يمكن السيطرة عليه من خلال تغيير النظام الغذائي ليكون صحي أكثر، ممارسة المزيد من التمارين، الحفاظ على الوزن الصحي.

أما عن الوقاية، فمن الصعب منع إصابة الطفل بمرض السكر من النوع الأول، ولكن يمكن مراعاة بعض الأمور لتقليل فرصة إصابته بالنوع الثاني:

  • الحفاظ على وزن صحي
  • النشاط البدني
  • الحد من الأطعمة والمشروبات السكرية

المصدر

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب