رئيس التحرير أحمد متولي
 الالتهاب الخلوي.. الأسباب والأعراض والخطورة والعلاج

الالتهاب الخلوي.. الأسباب والأعراض والخطورة والعلاج

الجسم عُرضة للكثير من الالتهابات، التي تتفاوت حدتها وخطورتها من حالة لأخرى وحسب السبب، ومن بين تلك الالتهابات التي يمكن الإصابة بها ما يُعرف بالالتهاب الخلوي، فما هو الالتهاب الخلوي وما هى أسبابه وأعراضه؟ نُجيب عن هذا التساؤلات وغيرها في هذا المقال.

ما هو الالتهاب الخلوي؟

الالتهاب الخلوي عبارة عن عدوى جلدية بكتيرية شائعة وفي بعض الأحيان تكون مؤلمة، قد يظهر في البداية كمنطقة حمراء متورمة ويشعر المريض أنها ساخنة وحساسة للمس، ويمكن أن ينتشر الاحمرار والتورم بسرعة.

غالبا يؤثر على الجلد في الجزء السفلي من الساقين، لكن العدوى يمكن أن تحدث في أي مكان في الجسم أو الوجه، وعادة يكون الالتهاب الخلوي على سطح الجلد لكنه قد يؤثر أيضا على الأنسجة الموجودة تحته، ويمكن أن تنتشر العدوى إلى الغدد الليمفاوية ومجرى الدم.

أسباب الالتهاب الخلوي

يحدث الالتهاب الخلوي عندما تدخل أنواع معينة من البكتيريا الجلد، مثل بكتيريا المكورات العنقودية والمكورات العقدية، عن طريق جرح أو قطع أو خدش فيه. تتمثل عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة به، في:

  • العمر: من المرجح أن يحدث التهاب النسيج الخلوي أثناء أو بعد منتصف العمر.
  • السمنة: الالتهاب الخلوي أكثر شيوعا بين الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
  • مشاكل الساق: يمكن أن يؤدي التورم (الوذمة) والتقرح إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى.
  • التهاب النسيج الخلوي السابق: تشير الأبحاث إلى أن أي شخص أصيب بالتهاب النسيج الخلوي من قبل لديه فرصة تتراوح بين 8 إلى 20٪ من الإصابة، ويمكن أن تتكرر العدوى عدة مرات في غضون عام.
  • مشاكل الجلد الأخرى: جدري الماء، الأكزيما، الخراجات، وغيرها من المشاكل الجلدية يمكن أن تزيد من خطر دخول البكتيريا إلى الجسم.
  • حالات أخرى: الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد أو الكلى لديهم مخاطر أكبر للإصابة بالالتهاب الخلوي.
  • مرض السكري: إذا كان الشخص غير قادر على إدارة مرض السكري بشكل فعال، يمكن أن تؤدي مشاكل في الجهاز المناعي أو الدورة الدموية أو كليهما إلى تقرحات جلدية.
  • ضعف الجهاز المناعي: قد يُصاب الأشخاص بهذا الالتهاب إذا كانوا أكبر سنا، أو مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز، أو إذا كانوا يخضعون للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.
  • مشاكل الدورة الدموية: الأشخاص الذين يعانون من ضعف الدورة الدموية لديهم خطر أعلى من انتشار العدوى إلى طبقات أعمق من الجلد.

​​​​​​​

أعراض الالتهاب الخلوي

  • الألم في المنطقة المصابة
  • احمرار أو التهاب الجلد
  • جلد مشدود ومتورم
  • طفح جلدي ينتشر بسرعة
  • شعور بالدفء في المنطقة المصابة
  • خراج مع صديد
  • الحمى
  • تقشر الجلد أو ظهور بقع وبثور

من الممكن أن تظهر أعراض أكثر خطورة، مثل: الارتعاش، الشعور بالمرض أو الإعياء، الدوخة، الدوار، آلام العضلات، التعرق، وفي حالة انتشاره من المحتمل أن تظهر بعض الأعراض الأخرى، مثل: النعاس، الكسل أو الفتور، البثور.

الالتهاب الخلوي لمرضى السكر

ارتفاع نسبة السكر في الدم بسبب مرض السكري غير المنضبط يمكن أن يُضعف الجهاز المناعي، ويجعل الشخص أكثر عُرضة للعدوى والإصابة بالالتهاب الخلوي، كما أن ضعف تدفق الدم في الساقين يزيد أيضا من الخطر.

الأشخاص المصابون بالسكري هم أكثر عُرضة للإصابة بالقرح في الساقين والقدمين، ويمكن أن تدخل البكتيريا التي تسبب التهاب النسيج الخلوي من خلال هذه القروح وتسبب العدوى.

لتجنب ذلك قدر الإمكان، يُنصح مرضى السكر بالحفاظ على نظافة القدمين، واستخدام مرطب لمنع الشقوق، مع ضرورة التحقق من القدمين كل يوم بحثا عن علامات العدوى.

هل الالتهاب الخلوي خطير؟

في حالات نادرة، يمكن أن تحدث مضاعفات خطيرة، مثل:

  • التورم الدائم: بدون علاج، قد يُصاب الشخص بتورم دائم في المنطقة المصابة.
  • عدوى الدم والتعفن: هذه الحالة المهددة للحياة تنتج عن دخول البكتيريا إلى مجرى الدم، وتتطلب علاجا سريعا.

تشمل أعراض التعفن: الحمى ونبض القلب السريع، والتنفس السريع، وانخفاض ضغط الدم، والدوخة عند الوقوف، وانخفاض تدفق البول، والجلد الذي تفوح منه رائحة العرق، وغيرها من الأعراض.

  • العدوى في مناطق أخرى: في حالات نادرة جدا، تنتشر البكتيريا التي تسبب التهاب النسيج الخلوي في أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك العضلات أو العظام أو صمامات القلب، إذا حدث ذلك فإن الشخص يحتاج إلى علاج فوري.

تشخيص الالتهاب الخلوي

من المحتمل أن يكون الطبيب قادرا على تشخيص الالتهاب الخلوي بمجرد النظر إلى الجلد، واعتمادا على شدة الأعراض قد يلجأ الطبيب إلى مراقبة المنطقة المصابة لبضعة أيام، لمعرفة إذا كان الاحمرار أو التورم ينتشر، ويمكن أن يطلب إجراء بعض الاختبارات مثل:

  • اختبارات الدم.
  • أخذ مسحة أو خزعة لمعرفة نوع البكتيريا الموجودة.

علاج الالتهاب الخلوي

يتضمن علاج الالتهاب الخلوي أخذ المضادات الحيوية عن طريق الفم لمدة 5 إلى 14 يوما، وقد يصف الطبيب أيضا مسكنات الألم، وحتى في حالة اختفاء الأعراض لا بد من تناول جرعة المضادات الحيوية المحددة، للقضاء على جميع البكتيريا نهائيا.

يجب أن يزول الالتهاب خلال 7 إلى 10 أيام بعد البدء في تناول المضادات الحيوية، لكن قد يحتاج المريض إلى علاج أطول إذا كانت العدوى شديدة بسبب حالة مزمنة أو ضعف الجهاز المناعي، ويجب الاتصال بالطبيب على الفور في حالة:

  • عدم الشعور بتحسن في غضون ثلاثة أيام بعد بدء المضادات الحيوية.
  • زيادة الأعراض سوءا
  • الإصابة بالحمى

يحتاج بعض المرضى إلى تلقي العلاج في المستشفى، في حالة:

  • ارتفاع درجة الحرارة
  • القئ
  • انخفاض ضغط الدم
  • تكرار إصابتهم بالالتهاب الخلوي
  • عدم استجابتهم للعلاج الحالي
  • زيادة حدة الأعراض
  • ضعف الجهاز المناعي بسبب أمراض أخرى

في المستشفى، يتلقى معظم المصابين بهذا النوع من العدوى العلاج بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد، أي بالتنقيط الذي ينقل الدواء عن طريق الوريد في الذراع.

المصدر

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب