صورة معبرة عن التنمر

صورة معبرة عن التنمر


موضوع تعبير عن التنمر واحترام الآخر كامل الفقرات

تناولت وسائل الإعلام المختلفة العديد من الأحداث حول التنمر وشغلت هذه القضية الرأي العام لفترة طويلة حتى الآن، لذلك من المتوقع أن يتضمن امتحان اللغة العربية في المراحل التعليمية المختلفة خاصة الثانوية العامة أو الإعدادية كتابة موضوع تعبير عن التنمر واحترام الاخر، نوضح نموذج استرشادي يمكن لأي طالب الاستعانة به لكتابة موضوع متكامل يتضمن استشهادات عن التنمر.

عناصر موضوع تعبير عن التنمر واحترام الآخر

كتابة موضوع تعبير عن التنمر واحترام الاخر متكامل يستلزم كتابة مقدمة وعناصر وخاتمة، وتتمثل العناصر التي يمكن أن يتضمنها الموضوع في:

  • معنى التنمر وأنواعه

  • أسباب التنمر

  • الآثار السلبية للتنمر

  • الإسلام ينبذ التنمر ويحثنا على احترام الآخر

  • كيفية مواجهة التنمر

مقدمة موضوع تعبير عن التنمر واحترام الآخر

»لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم« آية قرآنية كريمة تؤكد أن جميع البشر باختلاف أشكالهم وألوانهم وأعراقهم مخلوقين في أحسن شكل وأجمل صورة، ما يؤكد أن التنمر سلوك مذموم وبعيد كل البُعد عن الخُلق الذي يجب أن يتحلى به المسلم، ومن هنا وجب علينا التوعية بهذا السلوك السيئ وآثاره السلبية والتأكيد على ضرورة التصدي له قدر الإمكان.

تعبير عن التنمر واحترام الآخرين

بداية يمكنني تعريف التنمر على أنه استقواء شخص أو أكثر على أي شخص أخر ومضايقته جسديًا أو معنويًا، فهناك أكثر من نوع للتنمر يمكن أن يكون جسديًا أي عندما يحاول المتنمر إيذاء شخص ما جسديًا أو تعذيبه أو حتى لمسه دون موافقته، أو لفظيًا بالسخرية من الشخص أو الاعتداء عليه لفظيًا، أو نفسيًا كقيام شخص أو مجموعة أشخاص بالثرثرة عن شخص آخر أو استبعاده من أن يكون فردًا من المجموعة وهنا يجب ألا ننسى أن ديننا الحنيف نهى عن ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

»إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنين دون صاحبهما فإن ذلك يُحزنه«

مع انتشار الانترنت أصبحنا نرى على وسائل التواصل الاجتماعي قيام البعض بإهانة أو إيذاء شخص ما عن طريق كتابة تعليقات سيئة ومهينة عنه في مجموعة عامة ما يجعله يشعر بالحرج، وقد يتم نشر معلومات شخصية أو صورًا أو مقاطع فيديو لتشويه الصورة العامة لهذا الشخص، لنجد أنفسنا أمام نوع جديد من التنمر وهو ما يُعرف بالتنمر الالكتروني، الذي بات يهدد الكثير منا دون تفرقة.

التصدي للتنمر يستلزم الوقوف على أسبابه أولًا، التي يرجع معظمها إلى عوامل تربوية ونفسية، كخلل في أسلوب التنشئة الأسرية للأبناء منذ طفولتهم، التعامل مع المواقف الصعبة في المنزل بسلوك خاطئ كالتهميش والضرب، النشأة في عائلة تستخدم أسلوب الصراخ أو إطلاق الألقاب والسخرية كشيء عادي وطبيعي، ولا يجب أن ننسى بالطبع دور وسائل الإعلام في تعزيز هذا السلوك المذموم بسبب مشاهد العنف التي يتم بثها.

يلجأ بعض الأشخاص إلى التنمر بهدف لفت الانتباه إليهم أو كوسيلة للتعبير عن مشاعر الغيرة لديهم أو التنفيس عن الإحباط الذي يعيشونه نتيجة ظرف ما، لذلك كثيرًا ما نسمع عن حوادث تنمر في المدرسة أو أماكن العمل، فربما يكون السبب في ذلك الغيرة التي يكنها بعض الأشخاص لزملائهم.

لا يجب النظر إلى التنمر باعتباره سلوك غير مسؤول له آثار وقتية تزول بانتهاء الموقف أو الحدث، بل لا بد من الانتباه إلى خطورته والآثار السلبية المترتبة عليه، فقد يؤدي إلى مشاكل نفسية وسلوكية، كالاكتئاب والانطوائية والقلق، على المدى الطويل للشخص الذي تعرض للتنمر (الضحية) وربما يتحول بمرور الوقت إلى متنمر هو الأخر أو شخص عدواني يميل إلى القيام بأفعال وسلوكيات تؤذي الآخرين وإذا اشتد التنمر وتكرر كثيرًا قد يدفع بعض الضحايا إلى الانتحار، وكل ذلك يؤثر بصورة سلبية على الأمن والاستقرار بين أفراد المجتمع.

التنمر يتنافى تمامًا مع مبدأ احترام الآخر الذي يغرسه الدين الإسلامي فينا منذ الصغر، فالقرآن الكريم والسنة النبوية بهما الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تنهى عن السخرية من الآخرين وتحث على احترام الغير، والأدلة على ذلك كثيرة، قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:

»يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم« (سورة الحجرات، 11)

».. ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين«

التنمر ينطوي على أشكال مختلفة من الترويع سواء جسدية أو نفسية، هذا ما حرمه ديننا الحنيف أيضًا، جاءت السنة النبوية تأمرنا بعدم ترويع أي شخص حتى يعيش الجميع في سلام وأمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

» لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا«

» من أشار إلى أخيه بحديدة - أي وجه نحوه سلاحًا مازحًا أو جادًا - فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه«

لا يمكننا أن نواجه التنمر ونتصدى له بأن نشجب وندين ونستنكر هذا السلوك المذموم والسيء في وسائل الإعلام فقط، بل لا بد من سن قوانين وتشريعات رادعة تُجرم هذا الفعل وتعرض المتنمر للحبس والغرامة، وقف بث أي أعمال بها عنف في وسائل الإعلام، تفعيل دور الأخصائي النفسي والاجتماعي داخل المدارس والجامعات لمنع حدوث التنمر بين الطلاب من الأساس أو التدخل الفوري في حالة حدوثه بالفعل، تقوية الوازع الديني لدى الأبناء منذ الصغر، تنظيم دورات تدريبية وندوات لنبذ العنف الأسري.

يمكننا مواجهة آثار التنمر أيضًا عن طريق إنشاء مركز للتأهيل النفسي لضحايا التنمر وتقويم سلوك المتنمرين أو استحداث قسم خاص بهم في المراكز والجهات المعنية الموجودة بالفعل كالمؤسسات المهتمة بالأسرة والطفل، إطلاق حملات توعية بشكل دوري لنبذ التنمر وتعزيز ثقافة احترام الأخر سواء عبر وسائل الإعلام أو ميدانية في المدارس والجامعات وأماكن العمل مثلًا.

خاتمة موضوع تعبير عن التنمر واحترام الآخر

ختامًا أؤكد إذا كنا كمجتمع بحاجة إلى النمو والتطور علينا أن نعمل بشكل جماعي للتصدي للتنمر حتى يعيش الجميع في أمان، ولنضع دائمًا نصب أعيننا تعاليم ديننا الحنيف الذي ساوى بين الجميع فلم يُفضل الله سبحانه وتعالى شخص على أخر إلا بالتقوى، قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:

» يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم«

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب