عشان الطفل يسمع الكلام.. متقولش «لأ»
عندما نقول كلمة «لا» في وجه الطفل، لتوجيهه أو تحسين سلوكه، في الغالب لن تأتي النتيجة كما توقعنا. الطفل ممكن يلجأ للعند أو التمرد أو الصراخ الشديد، وفي النهاية هتفقد السيطرة على الوضع أو القدرة على تحسين سلوكه.
الأطفال لا يتعلمون بنفس الطريقة اللي بيتعلم بها الكبار؛ فعقلهم بيعمل ويستجيب بطرق مختلفة. التفكير في الكلام اللي بتوجهه للطفل، بيعتبر جهد كبير جدا بالنسبة لعقله، وممكن ينسى اللي قولته ويكرر نفس السلوك بعدها بدقائق فقط، من غير ما يتعمد إثارة غيظك. أما إذا نهرت الطفل بشده، فمش هيفهم إنك بتنصحه لمصلحته؛ بل سيرى أنك لا تريده أن يفعل ما يحبه، وهيلجأ للعند.
لمعرفة المزيد عن كيفية عمل دماغ الطفل، اقرأ أيضا⇐«دماغ الطفل يتطور بالطريقة دي في سنواته الأولى».
الدراسات بتوضح أن الأطفال الصغار ممكن يسمعوا كلمة «لا» من آبائهم 400 مرة في اليوم. وهو بالتأكيد أمر مزعج لكل من الأطفال والآباء.
لكن هناك بدائل كثيرة عن الصراخ في وجه الطفل أو الضغط عليه، بيقدمها الخبراء التربويين. وكمان هيكون لها دورها في تطوير عقل الطفل واستيعابه للربط بين السلوك الخاطئ وسببه؛ بينقلها لكم «شبابيك» في السطور التالية، وفقا لموقع « the kid counselor» المعني بتقديم نصائح للآباء في التعامل مع أطفالهم.
ارفض بطريقة إيجابية
إذا طلب طفلك الخروج للعب في وقت الغذاء أو المذاكرة أو غيرها؛ فبدلا من أن تقول «لا» وترفض طلبه رفضا حاسما بدون إبداء الأسباب. يمكنك أن تقول لطفلك، نعم يمكنك اللعب بالتأكيد، لكن بعد الغذاء أو بعد إنهاء المذاكرة. هتشجعه بذلك على إنهاء مذاكرته أو غذاءه سريعا. كما سيتعلم الطفل السلوك السليم والربط بين رفضك والسبب المنطقي وراءه.
اقنع الطفل أولا
الأشخاص البالغون بيعتقدوا أن الأطفال مطلوب منهم الطاعة دائما؛ لأن الكبار هم أكثر نضجا ويعرفون الأفضل بالنسبة للطفل.
توجيه الطفل للسلوك الحسن هو أمر جيد تماما. لكن على الآباء أن يتفهموا كيف تعمل دماغ الطفل؛ فالطفل بيستجيب للتوجهات إذا فهم سببها. فهو ليس شخصا بالغا لكي يستنتج بسهولة أن سلوكياته غير صحيحة؛ فهو بيكافح لكي يتعلم ويفهم التوجيهات.
فعلى سبيل المثال إذا كان طفلك بيصدر الكثير من الإزعاج، لا تصرخ في وجهه، بل قل له أن الصوت العالي بيتسبب في عدم قدرتك على التركيز. ومرة في مرة سيفهم الطفل أن سلوكياته تؤثر على الآخرين. وهذه الطريقة هتساعد الطفل على إدراك أن سلوكياته بيكون لها تأثير سلبي على الآخرين، وهيتطور عقله حين يربط بين الفعل ونتيجته.
لمعرفة المزيد حول طبيعة الطفل وكيفية التعامل معه، اقرأ أيضا⇐«طفلك بيكره التعليم؟ الحل عند مونتيسوري».
قدم له بديلا
إعطاء الطفل اختيارات متعددة مقابل رفضك لطلبه، سيجعله يشعر بالسيطرة على الوضع وعدم اللجوء للعند أو التمرد. فعلى سبيل المثال إذا كان طفلك كثير الحركة في المنزل، بدلا من نهره يمكنك أن تخيره بين أنه يلعب في النادي أو مع أصدقاءه. فبدل ما يشعر بتقييدك له ويتسبب في مزيد من الإزعاج، هيشعر طفلك أنك بتدعمه وتشجعيه على اللعب.
استغل طاقته
بعض الأطفال يجدون صعوبة في الإقلاع عن سلوك أو عادة سيئة، لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون بدلا منها. يمكنك اقتراح بدائل لهذا السلوك، فذلك هيساعد الطفل على الفهم واستبدال السلوك السيء بالجيد.
الأطفال معروفون بإصدارهم للضوضاء المستمرة، وهو شيء بيزعج الآباء كثيرا، لكن الأطفال يرونه أمرا طبيعيا. فالأطفال لديهم طاقة زائدة لابد من استغلالها. وحتى لو أرغمت الطفل على الهدوء، فستجدهم يحرك رجله، أو يركل الكرسي. في هذه الحالة حاول أن تستغل طاقة الطفل بدلا من توجيهها بالطريقة الخاطئة. إذا وجدت طفلك يركل المقعد بقدمه لا تنهره يمكنك أن تنبهه بطريقة لطيفة مثل: «كيف يمكننا أن نجعل هذا القدم يتوقف»؟
اقرأ أيضا ⇐ هكذا يتعلم الأطفال»
نبرة صوتك
الأطفال يفهمون الخطأ والصواب من خلال رد فعلنا والطريقة اللي بنخبرهم بها. لذلك يمكنك توجيه طفلك نحو السلوك الصحيح بدون أن تقول له «لا». تكفي نبرة صوتك والطريقة التي تتحدث بها.
وببعض الحسم مع الطرق السابقة سيمكنك استبدال جميع المواقف اللي بتقول فيها «لا» لطفلك بوسائل أخرى تساهم في تحسين سلوكه وتطوير عقله وشخصيته في الاتجاه السليم.