رئيس التحرير أحمد متولي
 الذئبة الحمراء.. هل تسبب الوفاة؟

الذئبة الحمراء.. هل تسبب الوفاة؟

مرض الذئبة الحمراء هو أكثر أنواع مرض الذئبة شيوعا، يسبب التهابا واسعا يمكن أن يشتمل على أنسجة وأجهزة متعددة، ومعرفة العلامات أو الأعراض المصاحبة لمرض الذئبة الحمراء يساعد في التشخيص المبكر واتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة التي تساعد في السيطرة على المرض قدر الإمكان.

أسباب الذئبة الحمراء 

السبب الدقيق لمرض الذئبة الحمراء لا يزال مجهول، إلا أن الاختلافات أو الطفرات في جينات معينة يمكن أن تزيد من خطر إصابة الشخص به، غالبا تتضمن الطفرات الوراثية أو الجينية التي ربطها الباحثون بهذا المرض بجينات تنظم وظيفة المناعة في الجسم.

عدة عوامل أخرى يمكن أن تزيد من خطر إصابة شخص ما بمرض الذئبة الحمراء، والنساء أكثر عُرضة للإصابة بمرض الذئبة 10 مرات من الرجال، وفقا للكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم.

تشمل العوامل الأخرى التي يمكن أن تسهم في الإصابة بهذا المرض:

  • الهرمونات الجنسية
  • التعرض للمواد الكيميائية السامة، الأشعة فوق البنفسجية، بعض الأدوية.
  • العدوى الفيروسية
  • النظام الغذائي
  • الإجهاد البدني أو العاطفي
  • الضغط العصبي

قد تعاني النساء من أعراض أكثر حدة أثناء الحمل والحيض، وهذه الملاحظات جعلت بعض الأطباء يعتقدون أن هرمون الاستروجين الأنثوي قد يلعب دورا في التسبب في مرض الذئبة الحمراء، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لإثبات هذه النظرية.

أعراض الذئبة الحمراء المبكرة

يمكن أن تختلف الأعراض وتتغير مع مرور الوقت، وتشمل الأعراض المبكرة الشائعة ما يلي:

  • التعب الشديد
  • ألم المفاصل
  • تورم المفاصل
  • الصداع
  • طفح جلدي على الخدين والأنف والبقع الحمراء الصغيرة
  • تساقط الشعر
  • فقر الدم
  • مشاكل تخثر الدم
  • تحول الأصابع إلى اللون الأبيض أو الأزرق، والشعور بوخز عند البرودة، وهو ما يُعرف باسم ظاهرة رينود.

إلى جانب الأعراض السابقة، يمكن أن يعاني المريض من عرض أو أكثر من أعراض أخرى، مثل: فقدان الوزن، حساسية الشمس، الصداع، مشاكل في الرؤية، الغثيان أو القئ، صعوبة في التنفس.

يمكن أن تتراوح الأعراض السابقة من خفيفة إلى شديدة، وقد يعاني الأشخاص أيضا من أعراض تؤثر على الكليتين أو الرئتين أو القلب أو المخ، ويمكن أن يؤثر مرض الذئبة الحمراء على كل عضو في الجسم تقريبا، لذلك قد تختلف الأعراض على نطاق واسع من شخص لآخر.

الذئبة الحمراء والزواج

وفقا لإحدى الدراسات التي أُجريت، لم يكن مرض الذئبة الحمراء عائقا أمام الزواج أو سببا رئيسيًا للطلاق، حيث كان 40٪ من المبحوثين متزوجين بعد ظهور مرض الذئبة الحمراء و 12.5٪ لديهم تاريخ طلاق. باختصار يمكن لمرضى الذئبة الحمراء العمل بشكل جيد اجتماعيا لكن من الضروري إدراك الصعوبات وتقديم الدعم اللازم لهم.

هل مرض الذئبة الحمراء يسبب الوفاة؟

يعاني ما بين ثلث ونصف المصابين بالذئبة من التهاب يصيب الكليتين، ما يؤدي إلى حالة تسمى التهاب الكلية الذئبي، وبدون علاج، يمكن أن تتطور هذه الحالة إلى فشل كلوي في نهاية المرحلة، وهو حالة تهدد الحياة.

حتى وقت قريب، كان السبب الأكثر شيوعا للوفاة بين المصابين بمرض الذئبة هو الفشل الكلوي، ولكن مع وجود علاجات أفضل كالغسيل الكلوي أو زرع الكلى، انخفض معدل الوفيات الناجمة عن أمراض الكلى انخفاضا حادا، ولكن لا يزال الفشل الكلوي قاتلا لدى بعض المصابين بمرض الذئبة.

مع تراجع الوفيات الناجمة عن أمراض الكلى، ظهرت النوبات القلبية وأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بمرض الذئبة، كأسباب رئيسية للوفاة المبكرة لدى المصابين بهذا المرض.

لتجنب مثل هذه المخاطر قدر الإمكان، من المهم للأشخاص الذين يعانون من مرض الذئبة تقليل عوامل الخطر لأمراض القلب، عن طريق ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، التحكم في الوزن، اتباع نظام غذائي صحي منخفض الكوليسترول، وتناول أدوية لخفض نسبته إذا لزم الأمر، عدم التدخين.

تحاليل الذئبة الحمراء

يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني للتحقق من وجود علامات وأعراض مرض الذئبة الحمراء، لكن لا يوجد اختبار واحد يمكن الاعتماد عليه لتشخيص المرض، بل يوجد أكثر من اختبار، وتتمثل تحاليل الذئبة الحمراء في:

  • اختبارات الدم، مثل اختبارات الأجسام المضادة وتعداد الدم الكامل
  • تحليل البول
  • الأشعة السينية للصدر

من الممكن أن يحيل الطبيب المعالج المريض إلى طبيب أمراض روماتيزمية، وهو طبيب متخصص في علاج اضطرابات المفاصل والأنسجة الرخوة وأمراض المناعة الذاتية.

علاج الذئبة الحمراء

لا يوجد علاج يقضي على مرض الذئبة الحمراء نهائيا، لكن الهدف منه هو تخفيف الأعراض وتجنب حدوث مضاعفات قدر الإمكان، لذلك فهو يختلف حسب درجة حدة الأعراض والأجزاء المصابة من الجسم بالمرض، وقد تشمل العلاجات الموصوفة ما يلي:

  • الأدوية المضادة للالتهابات، لألم المفاصل والتصلب.
  • كريمات الستيرويد للطفح الجلدي.
  • الستيرويدات القشرية، لتقليل الاستجابة المناعية.
  • الأدوية المضادة لملاريا الجلد ومشاكل المفاصل.
  • الأدوية المثبطة للمناعة، مثل الآزوثيوبرين والسيكلوسبورين.

تعمل هذه الأدوية على تقليل الالتهابات أو نشاط الجهاز المناعي أو تلف الجسم الناتج عن مرض الذئبة الحمراء، ويصف الأطباء في بعض الأحيان مجموعة من الأدوية المختلفة، للسيطرة على المرض.

إلى جانب الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، يجب على المريض اتباع نظام غذائي صحي للمساعدة في السيطرة على أعراض المرض قدر الإمكان، ومن النصائح الغذائية التي يمكن تقديمها لمرضى الذئبة الحمراء، ما يلي:

  • الحد من تناول الصوديوم
  • الحد من الدهون المشبعة وغير المشبعة
  • شراء الأغذية الطازجة قدر الإمكان
  • تجنب الأطعمة المعلبة والوجبات الجاهزة
  • تناول أجزاء أصغر من البروتينات الحيوانية
  • تناول المزيد من البروتينات النباتية، مثل المكسرات والفاصوليا
  • تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، كالموز والبطاطس وخبز القمح الكامل
  • تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من الفوسفور، مثل الفواكه والخضروات الطازجة.

الأشخاص المصابين بمرض الذئبة الحمراء يعانون من زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، لذلك من المهم اتباع نظام غذائي صحي يقلل من عوامل الخطر الأخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة.

​​​​​​​

المصدر

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب