التهاب الأذن الوسطى.. الأسباب والأعراض والعلاج
يمكن أن يحدث التهاب الأذن الوسطى في أذن واحدة أو الأذنين معا، وهو أكثر شيوعا في الأطفال، لكن من الممكن أن يُصاب به الأشخاص البالغين أيضا، ورغم أنه لا يشكل خطورة كبيرة، إلا أن إهمال علاجه قد يسبب مضاعفات خطيرة لدرجة تصل إلى التسبب في تلف دائم في سمع الطفل، لذلك يجب استشارة الطبيب بمجرد ملاحظة الأعراض الأولية.
أسباب التهاب الأذن الوسطى
يحدث بسبب فيروس أو بكتيريا تؤدي إلى تراكم السوائل خلف طبلة الأذن، ويمكن أن تنجم هذه الحالة عن الإصابة بالبرد أو الحساسية أو التهاب الجهاز التنفسي، ويتسبب تراكم السوائل في الأذن الوسطى في حدوث آلام وتورم واحمرار، وتُسمى هذه الحالة بالتهاب الأذن الوسطى الحاد، ويتسبب ذلك في عدم اهتزاز طبلة الأذن بشكل صحيح، ما يؤدي عادة إلى مشاكل مؤقتة في السمع.
قناة استاكيوس عبارة عن أنبوب يمتد من منتصف الأذن إلى مؤخرة الحلق، ويحدث التهاب الأذن الوسطى عندما تصبح هذه القناة متورمة أو مصابة بالانسداد، ما يؤدي إلى احتباس السائل في الأذن الوسطى، وهذا السائل المحتبس يمكن أن يُصاب بالعدوى، وتكون قناة استاكيوس في الأطفال الصغار أقصر وأفقية بدرجة أكبر من الأطفال الأكبر سنا والأشخاص البالغين، لذلك تكون أكثر عُرضة للإصابة.
يحدث تورم أو انسداد قناة أستاكيوس لعدة أسباب، مثل:
- الحساسية
- نزلات البرد
- الأنفلونزا
- التهاب الجيوب الأنفية
- اللحمية المصابة بالعدوى
- دخان السجائر
- الرضاعة أثناء الاستلقاء (بالنسبة للأطفال الرضع)
علاج البهاق بالأعشاب.. أسرع الطرق المُجربة للشفاء
عوامل الخطر
توجد بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، هى:
- الأطفال من سن 6 إلى 36 شهر
- استخدام اللهاية للأطفال
- الرضاعة الصناعية بدلا من الطبيعية
- التعرض لدخان السجائر
- التعرض لمستويات عالية من تلوث الهواء
- التعرض لمناخ بارد
- العوامل الجينية
العوامل الموسمية تأتي ضمن عوامل الخطر أيضا، لأن التهابات الأذن تكون أكثر شيوعا خلال فصلي الخريف والشتاء، والأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية قد يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالتهابات الأذن عندما تكون نسبة حبوب اللقاح مرتفعة.
أعراض التهاب الأذن الوسطى
التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال يظهر في عدة أعراض، يجب زيارة الطبيب بمجرد ملاحظتها لتجنب المضاعفات قدر الإمكان، تتمثل هذه الأعراض، في:
- شد الأذن أو فركها
- الحمى
- قلة الشهية
- الأرق عند محاولة النوم
- التهيج وبكاء الطفل المستمر
- عدم الاستجابة للأصوات الهادئة
- القئ أو الإسهال
- ألم الأذن والشعور بالامتلاء فيها
- الصداع وألم الرقبة
- سيلان الأنف
- فقدان التوازن
- فقدان السمع في الحالات المتأخرة
أما عن أعراض التهاب الأذن عند الكبار أو الأشخاص البالغين، فهى تشمل عادة: ألم الأذن، خروج سائل من الأذن، مشكلة في السمع.
الميكروب السبحي.. الأعراض والعلاج ومدى الخطورة
مضاعفات التهاب الأذن الوسطى
معظم التهابات الأذن لا تسبب مضاعفات طويلة الأجل، إلا أن حدوثها مرارا وتكرارا يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة:
- ضعف السمع: يعد فقدان السمع الخفيف الذي يحدث ويختفي أمرا شائعا عند الإصابة بعدوى الأذن، لكنه عادة يتحسن بعد انتهاء الإصابة، لكن في حالة حدوث بعض الأضرار الدائمة في طبلة الأذن أو غيرها من هياكل الأذن الوسطى، قد يحدث فقدان السمع الدائم.
- التأخر في النطق أو التطور، إذا كان ضعف السمع مؤقتا أو دائما عند الرضع والأطفال الصغار، فقد يتعرضون لتأخر في النطق والمهارات الاجتماعية والتنموية.
- انتشار العدوى، إلى الأنسجة القريبة، يسبب حالة تسمى التهاب الخشاء، وهو نتوء عظمي خلف الأذن، ويمكن أن تؤدي هذه العدوى إلى تلف العظم وتشكيل الخراجات المليئة بالقيح، ونادرا ما تنتشر التهابات الأذن الوسطى الخطيرة إلى أنسجة أخرى في الجمجمة، مسببة الالتهاب السحائي.
- تمزق طبلة الأذن، معظم حالات تمزق طبلة الأذن تلتئم خلال 72 ساعة، لكن في بعض الحالات تكون هناك حاجة إلى التدخل الجراحي.
طريقة تشخيص التهاب الأذن الوسطى
يمكن أن يستخدم الطبيب واحدة أو أكثر من طرق التشخيص، هى:
- منظار الأذن: للنظر في أذن المريض والتأكد من ما إذا كان يوجد احمرار أو تورم أو دم أو صديد أو سائل في الأذن الوسطى أو ثقب في طبلة الأذن.
- اختبار قياس الطبل: يستخدم الطبيب أداة صغيرة لقياس ضغط الهواء في أذن الطفل، وتحديد ما إذا كان قد يوجد تمزق في طبلة الأذن.
- قياس الانعكاس الصوتي: يستخدم الطبيب في هذا الاختبار أداة صغيرة تصدر صوتا بالقرب من أذن الطفل، لتحديد ما إذا كان هناك سائل في الأذن من خلال الاستماع إلى الصوت المنعكس منها.
- اختبار السمع: لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني من فقدان السمع.
الالتهاب الخلوي.. الأسباب والأعراض والخطورة والعلاج
علاج التهاب الأذن الوسطى
في الغالب يمكن علاج التهاب الأذن الوسطى، خاصة الحاد، دون استخدام المضادات الحيوية، يوصي عادة باستخدام العلاج المنزلي والأدوية التي تساعد في تخفيف الألم قبل محاولة استخدام المضادات الحيوية، لتجنب الإفراط فيها وتقليل خطر ردود الفعل السلبية منها.
من العلاجات المنزلية التي يمكن اللجوء إليها لتخفيف الألم:
- وضع منشفة مبللة دافئة على الأذن المصابة
- تناول مسكنات الألم، مثل: اسيتامينوفين
يمكن أن يصف الطبيب أيضا قطرات الأذن، ومسكنات الألم الأخرى، لتخفيف الألم، إذا لم تختف الأعراض بعد بضعة أيام من العلاج في المنزل يمكن أن يصف الطبيب المضادات الحيوية.
بعض الحالات تستدعي التدخل الجراحي، خاصة في حالة عدم الاستجابة للعلاج الدوائي أو إذا كان الطفل يعاني من التهابات الأذن المتكررة، وتشمل خيارات الجراحة:
- إزالة اللحمية: يلجأ الطبيب إلى إزالتها جراحيا إذا كانت كبيرة أو مصابة بالعدوى، وكان الطفل يعاني من التهابات الأذن المتكررة.
- أنابيب الأذن: يتم عمل شق جراحي بسيط، لإزالة السائل من الأذن الوسطى، مع تركيب أنابيب تهوية صغيرة.
من الصعب علاج العدوى المزمنة التي تؤدي إلى ثقب أو تمزق في طبلة الأذن، وتسمى التهاب الأذن الوسطى القيحي المزمن، لكن غالبا يتم اللجوء إلى المضادات الحيوية، التي تكون في شكل قطرات.