رئيس التحرير أحمد متولي
 بعد تحذيرات مترو الأنفاق.. المصريون يفضلون الانتحار بهذه الطرق وفي هذه الأماكن

بعد تحذيرات مترو الأنفاق.. المصريون يفضلون الانتحار بهذه الطرق وفي هذه الأماكن

«لسنا جهة انتحار.. مصالح الناس أهم» هكذا علق أحمد عبدالهادي، المتحدث باسم شركة مترو الأنفاق، على تزايد حالات انتحار الشباب أسفل عجلات قطارات القاهرة الكبرى، موجها رسالته إلى «المحبطين» بالبحث عن وجهة أخرى يلقون فيها نهايتهم.

جاء التصريح أثناء تعليقه على محاولة موظف بالمصرية للاتصالات الانتحار، الأحد 2 سبتمبر 2018، برمي نفسه أسفل عجلات المترو بمحطة جمال عبد الناصر، وتسببه في تعطيل الحركة لمدة 15 دقيقة.

رصد «شبابيك» إقدام 17 شخصا على الانتحار أسفل عجلات القطار في محطات مختلفة بمترو القاهرة الكبرى، أغلبها من نصيب الشباب الذين تترواح أعمارهم بين الـ18 و25 عاما. وهي الشريحة الأكثر رغبة في التخلص من حياتها تحت تأثيرات نفسية واقتصادية واجتماعية.

حديث عبدالهادي أثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبره مغردون كثر كلاما مستفزا ولا يعبر عن مآسي الراغبين في الانتحار، لكن الحديث يعكس أكثر بعض الحقائق المتعلقة بأرقام محاولات الانتحار أسفل عجلات القطارات.

الانتحار أسفل المترو من 2011

فبحسب إحصائية، رصدها «شبابيك» أقدم 17 شخصا على الانتحار أسفل عجلات القطار في محطات مختلفة بمترو القاهرة الكبرى، أغلبها من نصيب الشباب الذين تترواح أعمارهم بين الـ18 و25 عاما. وهي الشريحة الأكثر رغبة في التخلص من حياتها تحت تأثيرات نفسية واقتصادية واجتماعية.

هنا نرصد أبرز الحالات التي أقدمت على الانتحار بدءا من 2011 حتى حالة موظف المصرية للاتصالات:

19 يونيو 2011 لقي شاب مصرعه دهسا أسفل عجلات قطار مترو الأنفاق، بعدما ألقى بجسده أسفل مترو الأنفاق بمحطة كوبري القبة فتحّل إلى أشلاء فى الحال.

2يناير 2015 لقي شاب مصرعه بعدما قام بإلقاء نفسه أمام قطار مترو الأنفاق بمحطة جمال عبدالناصر، ما أدى إلى مصرعه على الفور.

3مايو 2015 لقي شاب بنفسه أسفل عجلات مترو محطة غمرة، أثناء وصول مقدمة القطار إلى المكان الموجود به، ما أسفر عن وفاته فى الحال.

22 يناير 2016 انتحر شاب فى منتصف الثلاثينيات من عمره، بمحطة مترو «العتبة» بخط «شبرا- المنيب»، حيث ألقى بنفسه تحت عجلات عربة مترو الأنفاق.

23 يناير 2016 ألقى شاب يبلغ من العمر 28 عامًا نفسه تحت عجلات عربات مترو الأنفاق بمحطة «المظلات»، ولقي الشاب مصرعه فى الحال.

24 يناير 2016 ألقى شاب  يبلغ من العمر 27 عاما بنفسه أيضا تحت عجلات مترو محطة «فيصل»، تهتك جسده بشكل كامل إثر مرور عجلات مترو الأنفاق فوقه.

مارس 2016 قام شاب مجهول الهوية مرتديًا شوال بإلقاء نفسه تحت عجلات قضبان مترو حدائق المعادى، ليلقي مصرعه على الفور.

8 أبريل 2016 دهس مترو الأنفاق أحد المواطنين بمحطة مترو أحمد عرابى، بعد إلقاء نفسه أمام عجلاته.

9نوفمبر 2016 انتحر شاب بعدما ألقى بنفسه أمام القطار بمحطة مترو المظلات، وتم فصل التيار لحين رفع الجثة عن الرصيف.

10 مارس 2017 لقيت سيدة مصرعها أثناء عبورها من السكة والقضبان بمحطة مترو طرة الأسمنت؛ وذلك لعدم استخدامها كوبري عبور المشاة داخل المحطة.

11مارس 2017 توفيت فتاة تحت عجلات القطار بمحطة مترو الدقي وتبلغ من العمر 16 عاما، بعدما ألقت بنفسها تحت عجلات المترو بعد اختلافها مع والديها على رصيف المحطة.

12مايو 2017 أقدم رجل سبعيني على الانتحار تحت عجلات قطار مترو الأنفاق، بعد أن شعر بأنه عبء على أولاده، لمعاناتهم من احتياجاته ومتطلبات حياته اليومية بعد وفاة زوجته وأم أولاده، بحسب رسالة تركها لأولاده.

13مايو 2018 أقدم مريض نفسي على الانتحار أسفل عجلات مترو الأنفاق، بمحطة مترو غمرة، ولقي مصرعه على الفور بعد القفز أمام قطار أثناء دخوله المحطة، وتبيَّن أن المتوفى مضطرب نفسيا.

14 يوليو 2018 أقدمت طالبة، في مقتبل العقد الثاني من العمر، على الانتحار، بإلقاء نفسها أسفل عجلات مترو الأنفاق، بمحطة «الزهراء».

15يوليو 2018 أقدم شاب على الانتحار بإلقاء نفسه أمام قطار بمحطة مترو المرج القديمة، حيث تلقت غرفة عمليات شرطة النقل، بلاغًا من الخدمات الأمنية بمحطة مترو المرج، مفاده قيام شخص لا يحمل أي أوراق بإلقاء نفسه أمام القطار، ما أدى إلى مصرعه.

16يوليو 2018 لقى شاب مصرعه منتحرا بإلقاء نفسه أمام قطار مترو الأنفاق، بمحطة أحمد عرابي، في الخط الأول «حلوان- المرج». وتوقفت حركة القطارات على الخط الأول لدقائق؛ بعد انتحار الشاب.

3 آلاف محاولة سنويا

الأرقام لا تكذب، فمترو الأنفاق، رغم قسوته، أحد الوجهات التي يفضلها البعض، لكنه ليس الوجهة الأولى لهم، حيث تقع 88 حالة انتحار سنويا من بين كل 100 ألف مصري، وفقا لما تكشفه أحدث الإحصاءات المتاحة على الموقع الالكتروني لمنظمة الصحة العالمية، علماً أن عدد سكان مصر يبلغ 100 مليون نسمة، وبينت المنظمة في تقرير سابق لها أن في مصر 3000 محاولة انتحار سنويا.

الانتحار شنقا.. الأقرب للمصريين

وجهات أخرى يقصدها المصريون، منها طرق سهلة معتداة باللجوء إلى المشنقة، وأخرى أكثر صعوبة وفظاظة مثل إضرام النيران في جسد الضحية، أو عن طريق القفز من الأماكن المرتفعة سواء من شرفات المنازل أو من الهضاب في الأماكن النائية.

ففي شهر إبريل الماضي، رصدت صحيفة المصري اليوم انتحار 6 حالات خلال 20 يوما بطرق مختلفة لم يكن من بينها الدهش تحت عجلات مترو الأنفاق، إنما كانت شنقا، بسبب ظروف نفسية أو خلافات أسرية.

فى إمبابة، أقدمت مشرفة بدار أيتام فى إمبابة على الانتحار بشنق نفسها، بسبب تقدمها فى العمر وعدم زواجها. وفى الوراق، أقدمت ربة منزل على الانتحار بسبب الخلافات المستمرة مع زوجها، حيث شنقت نفسها بمسكن والدها. كما أقدمت فتاة، تبلغ من العمر 15 سنة، بالوراق أيضا، على الانتحار، حيث ألقت بنفسها من شرفة سكن جدها بسبب طلاق والديها.

وفى الدقى، أقدمت معلمة على الانتحار بإشعال النيران فى نفسها، بعد سكب كمية من التنر على ملابسها. وفى مستشفى العجوزة، أقدمت مريضة على الانتحار بإلقاء نفسها من الطابق الرابع، حيث سقطت على الأرض جثة هامدة. وفى الحوامدية، شنق عامل نفسه فى سقف شقته، بعد مرور 60 يوما من زواجه، بسبب خلافات عائلية بين زوجته ووالدته.

وفي أغسطس 2018، تلقى ضباط مباحث قسم شرطة إمبابة بلاغا من غرفة النجدة، بانتحار شاب بإلقاء نفسه في نهر النيل من أعلى كوبري الساحل، وتبين أن الشاب فى العشرينيات من عمره، وكان يمر بأزمة نفسية.

الانتحار ربما يكون لأسباب صحية غريبة أيضا، فبخلاف أمراض معقدة كالإيدز والجدري، شهدت محافظة الفيوم واقعة غريبة، حيث أقدم شاب على الانتحار لمروره بأزمة نفسية سيئة عقب اكتشافه إصابته بفيروس سي بعد إجراء التحاليل الخاصة بذلك.

كيف تكشف المنتحر؟

يقول الطبيب النفسي إبراهيم مجدي لـ«شبابيك»، إن المنتحر حين يبدأ في التفكير بالتخلص من حياته، تبدو عليه بعض التصرفات يمكن لمن حوله ملاحظتها، كالتالي:

- إظهار لطف زائد على غير العادة، ولا يبدو منزعج بل العكس قد يكون مستقر بشكل أكبر.

- وداع الأشخاص المقربين منه، سواء أصدقائه أو أحد أفراد أسرته، أو الاعتذار منهم على أخطاء سبق له ارتكابها.

- على العكس من ذلك، هناك أشخاص يميلون إلى العزلة أكثر، فإذا كانوا يتواصلون مع شخص أو اثنين فقط من المقربين لهم فإنهم يقطعون علاقتهم به، لكي يعززوا الفكرة التي تدفعهم للانتحار، هى أن الحياة بلا قيمة وأنه لا يوجد أي شخص يستطيع أن يفهمهم أو يدعمهم ويقف بجانبهم.

- الكف عن الشكوى وإظهار التحسن، وإخبار الطبيب المعالج بذلك.

- شراء كمية كبيرة من الدواء من الصيدلية، أو شراء طلقات وتنظيف السلاح إذا كان يمتلك مسدسا مثلا.

- تسديد ديونه كاملة، أو كتابة وصية وتسليمها لشخص ما.

- وجود محاولات سابقة للانتحار.

أحمد البرديني

أحمد البرديني

صحفي مهتم بشؤون المجتمع والرياضة