علاج الاكتئاب بالقرآن.. دليلك للتغلب على الاكتئاب والقلق من القرآن والسنة
يلعب الإسلام دورا مهما في مساعدة المسلمين على التعامل مع الأحداث والمواقف السلبية، ما يساعدهم في الوقاية من الاكتئاب، فضلا عن إمكانية علاج الاكتئاب بالقرآن والتخلص من المشاعر السلبية من خلال تذكر تعاليم الدين الإسلامي والاقتداء بها، إلى جانب الوسائل العلاجية الأخرى سواء النفسية أو الدوائية.
علاج الاكتئاب بالقرآن
القرآن فيه العديد من الآيات والسور التي تساعد في التغلب على أي أفكار سلبية والتخلص من الحزن، ومن ثم محاربة الاكتئاب، منها:
- سورة الشرح: (فإن مع العُسر يُسرا (5) إن مع العُسر يُسرا (6))
- القرآن يشجع الناس على أن يظلوا متفائلين، حتى إذا ارتكب الشخص أكبر خطيئة أو واجه أكثر الأحداث إزعاجا، لأن رحمة الله وسعت كل شئ، يقول تعالى: (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) سورة يوسف (87)
- قراءة سورة الضحى: حزن الرسول صلى الله عليه وسلم وسلم، حزنا شديدا عندما انقطع الوحي عنه، وبدأ خصومه في السخرية منه، في ذلك الوقت نزلت سورة الضحى التي تحثنا على تذكر النعم التي لدينا وألا نيأس أو نتخلى عن السعي للوصول إلى الأفضل، يقول تعالى:
والضحى (1) والليل إذا سجى (2) ما ودعك ربك وما قلي (3) وللآخرة خير لك من الأولى (4) ولسوف يُعطيك ربك فترضى (5) ألم يجدك يتيما فآوى (6) ووجدك ضالا فهدى (7) ووجدك عائلا فأغنى (8) فأما اليتيم فلا تقهر (9) وأما السائل فلا تنهر (10) وأما بنعمة ربك فحدث (11)، لذلك تعتبر هذه السورة بمثابة (وصفة) من الله سبحانه وتعالى، للتغلب على الاكتئاب.
- قراءة سورة الناس، التلاوة المستمرة لسورة الناس تحمي من يقرأها من الاكتئاب، وتحسن مزاج الشخص المصاب به بالفعل.
التعامل مع الاكتئاب وفقا للقرآن والسنة
يجب أن نثق بالله سبحانه وتعالى في كل جانب من جوانب الحياة، وهناك بعض الخطوات والنصائح التي يمكن أن تساعد في التعامل مع الاكتئاب والقلق، وفقا لما ورد في القرآن والسنة، نوضحها فيما يلي:
- الدعاء: إسأل الله تعالى أن يُبدل كل قلقك وحزنك إلى فرح، ويُفضل الدعاء أثناء السجود، لأن العبد يكون أقرب إلى الله.
- الذكر، يجب أن يواظب العبد على ذكر الله تعالى دائما، تذكر الله وتسبيحه وحمده يُريح القلب ويزيل الاكتئاب والقلق، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الرعد، الآية 28: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
- الصلاة: طريقة رائعة لتخفيف الضغط والاكتئاب، لأن المسلم يصلي بنية التواصل مع خالقه القادر على أن يُعينه ويمكنه من التغلب على كافة الصعوبات التي تواجهه، يقول الله تعالى في سورة البقرة الآية 153: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين).
- تلاوة القرآن الكريم: فهو يجلب الراحة والسلام للقلب، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن فيه دواء لمرض النفس والروح.
- الصبر: التحلي بالصبر يمنح العبد القدرة على تحمل المواقف والصعوبات المختلفة، لذلك يحث الله سبحانه وتعالى، عباده على الاستعانة بالصبر والصلاة.
- التوكل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى، أنه هو القادر على تفريج الهم والكرب، يقول الله تعالى في سورة آل عمران الآية 159: (فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين)
- طلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى، عندما يطلب العبد من الله أن يغفر له ذنوبه وخطاياه سوف يستريح من القلق والاكتئاب الذي تسببه تلك الخطايا، بالغفران يجلب السعادة.
- قول حسبنا الله ونعم الوكيل، فالله يكفي عبده وهو أفضل وصي عليه، وترديد هذا الدعاء يُذكر العبد بإنه مهما كانت مخاوفه أو المشكلات التي يواجهها، فالله سبحانه وتعالى قادر على حلها جميعا.
نصائح أخرى للتغلب على الاكتئاب
-
إنهاء اليوم بشئ إيجابي
كتب شكسبير مرة مسرحية بعنوان (الأمور بخواتيمها)، وهذا العنوان يعتبر نصيحة جيدة للتعامل مع الاكتئاب، فمثلا يمكن إنهاء يوم ملئ بالتحديات والإحباطات، بشكل جيد، عن طريق الوضوء قبل النوم، والتفكر في الله والنبي، وتذكر النعم التي تمتلكها.
-
الاستعاذة بالله من الشيطان
الشيطان مصدر للعديد من العواطف السلبية، فهو يحاول أن يجعلنا نشعر بالتشاؤم واليأس من وجود أي خير في الحياة، لذلك عندما تسيطر علينا هذه المشاعر السلبية يجب أن نردد (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
-
مساعدة الآخرين
مساعدة الآخرين فيها شكر لله سبحانه وتعالى، وتجعل الشخص يشعر بمزيد من الراحة والطمأنينة، خاصة أنها تجعله يرى أن مشاكله تبدو صغيرة جدا مقارنة بالصعوبات الهائلة التي يواجهها الآخرون.
-
الرضا والقناعة
أكدت الأحاديث النبوية على أهمية الرضا والهدوء النفسي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)
-
الأمل
يجب على المؤمن ألا يجعل لليأس مكانا في حياته، وعليه أن يكون على يقين تام أن بعد العسر يسرا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وأعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا)
-
الإيمان باليوم الآخر
لكي يتمكن المرء من تقبل كافة الأحداث التي يمر بها، يجب أن يكون لديه إيمان قوي باليوم الآخر، لأنه حينها سوف يُدرك أن الدنيا لا تساوي شئ، وأنها قصيرة جدا، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء)
-
تذكر أسماء الله وصفاته والإيمان بها
إيمان العبد التام بأسماء الله تعالى وصفاته، يجعل لها أثر في حياته، فحين يؤمن تماما أن الله سبحانه وتعالى هو الملك، سيكون على يقين تام أنه سبحانه هو وحده الذي له الحق في المنع والعطاء، فلا يعترض على ما كتبه عليه، ويساعده ذلك في تحقيق أمنه واستقراره النفسي.