تجاهل الأعراض الأولية المصاحبة لفوبيا الثقوب يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة وأضرار أكبر

تجاهل الأعراض الأولية المصاحبة لفوبيا الثقوب يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة وأضرار أكبر


فوبيا الثقوب.. الأسباب والأعراض وطرق العلاج

رهاب التريبوفيا أو فوبيا الثقوب هو حالة يعاني فيها الشخص من الخوف أو النفور من مجموعة من الثقوب الصغيرة، وعلى الرغم من أن فوبيا الثقوب غير معترف بها حاليًا من قبل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي، إلا أن المصطلح مستخدم منذ عام 2009.

ما هى فوبيا الثقوب؟

غالبًا يوصف رهاب التريبوفيا بأنه الخوف من الثقوب، لكن من المهم ملاحظة أنه قد ينطبق أيضًا على أنماط أخرى متقاربة معًا بشكل وثيق، وعندما يواجه الشخص المصاب بفوبيا الثقوب صور محددة لمجموعات من الثقوب الصغيرة أو أشياء محفزة، مثل: الإسفنج، فقاعات الصابون، خلية النحل، الفراولة، الرمان، ومجموعات من العيون كما هو الحال في بعض الحشرات، تظهر عليه أعراضًا مختلفة مثل:

  • الخوف الشديد
  • الغثيان
  • الحكة
  • التعرق
  • نوبات الهلع

رؤية الصور عبر الانترنت أو في مطبوعات كافية لإثارة المشاعر أو النفور أو القلق. أوضحت أحد تقارير الحالة في الدول الأجنبية كيف تظهر فوبيا الثقوب في الغالب، حيث عانت المريضة وهى فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا، من عدم الراحة عندما واجهت أسطحًا وأشياء مغطاة بالثقوب أو النقاط، وعندما طُلب منها رسم صورة لخوفها، ملأت ورقة بنمط متكرر من النقاط المستديرة العنقودية.

أسباب فوبيا الثقوب

لا تزال الأبحاث التي أُجريت عن فوبيا الثقوب محدودة جدًا، ولكن هناك بعض النظريات حول سبب حدوثها، وبناء عليها يمكن توضيح أسبابها فيما يلي:

  • الأسباب التطورية

وفقًا لإحدى النظريات الأكثر شيوعًا، فإن فوبيا الثقوب عبارة عن استجابة تطورية لأشياء مرتبطة بالمرض أو الخطر، حيث يتصور الأشخاص المصابين بها أن هذه الثقوب عبارة عن إشارات لطفيليات، أو الجلد المصاب أو الأمراض المعدية أخرى. يشير ذلك إلى أن هذه الفوبيا لها أساس تطوري، كما أن المصابين بها يميلون إلى الشعور بالاشمئزاز أكثر من الخوف عندما يرون شيئًا محفزًا.

  • الارتباط بشكل الحيوانات الخطيرة

تقترح نظرية أخرى أن هذه الحالة تنتج عن الربط اللاواعي للأشخاص المصابين بها بين شكل هذه الثقوب وشكل جلد بعض الحيوانات المفترسة أو السامة.

هناك بعض الأبحاث التي تدعم هذه الفكرة، حيث أوضحت دراسة أُجريت عام 2013 كيفية استجابة الأشخاص الذين يعانون من فوبيا الثقوب لمحفزات معينة مقارنة مع أولئك الذين لا يعانون من هذه الحالة. عند عرض قرص العسل، يفكر الأشخاص الذين ليس لديهم رهاب الثقوب على الفور في أشياء مثل العسل أو النحل.

أما الأشخاص المصابين بهذه الفوبيا، يعتقد الباحثون أنهم ربطوا دون وعي رؤية قرص العسل بالكائنات الحية الخطيرة التي تشترك في نفس الخصائص البصرية، مثل الأفعى الجرسية، الأمر الذي يجعلهم يشعرون بالاشئمزاز أو الخوف، إلا أنهم لا يدركون بوعي هذا الارتباط.

  • الربط مع مسببات الأمراض المعدية

وجدت دراسة عام 2017، أن المشاركين يميلون إلى الربط بين بعض أشكال الثقوب وبعض الأمراض الجلدية، وقد أبلغوا أيضًا عن الشعور بالحكة الجلدية والإحساس بزحف الجلد عند مشاهدة مثل هذه الأنماط.

  • استجابة للخصائص البصرية

تشير بعض الأبحاث إلى أن الانزعاج الذي يشعر به الناس له علاقة أكبر بالخصائص المرئية للأنماط نفسها. وجدت إحدى الدراسات المنشورة في التقارير النفسية أن معاناة المصابين بهذا الرهاب من عدم الراحة عند رؤية أشياء محفزة لفوبيا الثقوب تكون مرتبطة بالأنماط البصرية نفسها أكثر من ارتباطها بالحيوانات الخطيرة. تقود هذه النتائج إلى تساؤل حول ما إذا كانت هذه الفوبيا تعتبر رهاب، أم أنها ببساطة استجابة طبيعية لأنواع معينة من المحفزات البصرية.

  • الارتباط باضطرابات أخرى

وجد الباحثون أيضًا أن الأشخاص الذين يعانون من فوبيا الثقوب أو رهاب التريبوفيا كانوا أكثر عُرضة للإصابة بأعراض القلق والاكتئاب أيضًا.

أضرار فوبيا الثقوب

تجاهل الأعراض الأولية المصاحبة لفوبيا الثقوب يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة وأضرار أكبر، مثل: التقلصات العضلية والألم الحاد، فقدان الوعي، الصداع النصفي الشديد، اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي.

فوبيا الثقوب وعلاجها

على الرغم من عدم وجود علاج محدد لرهاب أو فوبيا الثقوب ، إلا أن هناك بعض العلاجات المتاحة للرهاب بشكل عام بمعدلات نجاح متنوعة، وتتمثل الإجراءات العلاجية التي يتم اتخاذها لعلاج هذه الحالة في:

  • علاجات المساعدة الذاتية والعلاجات المنزلية

يمكن للناس أن يقوموا بعلاجات مساعدة ذاتية بأنفسهم أو بمساعدة معالج أو استشاري. قد تكون هذه الاستراتيجيات فعالة أو غير فعالة في علاج الرهاب الفردي ولديها معدلات نجاح مختلفة. تتضمن بعض استراتيجيات المساعدة الذاتية ما يلي:

تعديلات على نمط الحياة: مثل ممارسة التمارين الرياضية، وتناول الأطعمة الصحية، والنوم الجيد، وتجنب الكافيين والمنبهات الأخرى.

العلاج السلوكي المعرفي: هو علاج حديث يتم من خلال معالج أو استشاري لاستكشاف تأثير الأفكار على مشاعر وسلوكيات الشخص، ومحاولة استبدالها بأفكار إيجابية أكثر.

مجموعة المساعدة الذاتية: العلاج الجماعي يُفيد في كثير من الحالات أكثر من الوسائل العلاجية الأخرى.

العلاج بالتعرض: تعتمد هذه الطريقة العلاجية على تعريض المعالج الشخص لرهابه بجرعات صغيرة وبشكل تدريجي، حتى يتمكن في النهاية من الاعتياد عليه بدرجة أكبر.

تقنيات الاسترخاء: تساعد في تقليل مشاعر الاشمئزاز أو الخوف أو القلق، وتشمل هذه التقنيات التمرين القائم على التقنيات والأساليب البصرية، مثل التصور، والتنفس العميق واسترخاء العضلات التدريجي.

يتضمن التصور تخيل صور أو مواقف مهدئة، كأن يحاول الشخص المصاب برهاب الثقوب أن يتصور غروبًا جميلًا أو حقلًا من الزهور كلما واجه شيئًا مغطى بفتحات صغيرة.

​​​​​​​
  • الأدوية

في بعض الأحيان، يصف الأطباء بعض الأدوية لعلاج الفوبيا أو الآثار الجانبية المصاحبة لها، مثل القلق، وتشمل هذه الأدوية: المهدئات، وحاصرات بيتا، ومضادات الاكتئاب أو القلق أحيانا خاصة إذا كان الشخص يعاني من القلق أو الاكتئاب، بيتا. يمكن استخدام هذه الأدوية بمفردها أو بجانب وسيلة علاجية أخرى مثل العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج بالتعرض أو أنواع أخرى من العلاج النفسي.

المصدر

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب