رئيس التحرير أحمد متولي
 يشعر الأشخاص الذين يعانون من رهاب النخاريب بالخوف عند النظر إلى الرمان المفتوح ورغوة الصابون

يشعر الأشخاص الذين يعانون من رهاب النخاريب بالخوف عند النظر إلى الرمان المفتوح ورغوة الصابون


رهاب النخاريب، كل ما تريد معرفته عن فوبيا الثقوب

رهاب التريبوفيا أو النخاريب هو خوف شديد أو شعور بالنفور من أي شكل من الأشكال الهندسية القريبة جدًا من بعضها البعض، ويمكن أن تكون هذه الأشكال عبارة عن ثقوب صغيرة أو مستطيلات أو دوائر، ويمكن القول أن رهاب النخاريب يعني الخوف من الثقوب، فما هى أسبابه وأعراضه وطرق علاجه؟

أسباب رهاب النخاريب

يشعر الأشخاص الذين يعانون من رهاب النخاريب بالخوف عند النظر إلى بعض الأشياء، مثل الرمان المفتوح، رغوة الصابون، وتُعرف هذه الأشياء باسم محفزات الرهاب، وبشكل عام تشمل هذه المحفزات:

  • الثقوب: خاصة مجموعات الثقوب الصغيرة
  • الأشكال التي تتكرر كثيرًا
  • الأشياء الموجودة في عناقيد أو مجموعات
  • الدوائر

 

توصل الباحثون إلى بعض التفسيرات الممكنة لرهاب النخاريب، وبالتالي تتمثل أسبابه المحتملة في:

  • ربط محفزات الرهاب بالحيوانات الخطيرة: يمكن أن يكون رد الفعل غير المنطقي طريقة لحماية الشخص من الخطر، لأن بعض الحيوانات الخطيرة والسامة، مثل الكوبرا والضفدع السام وغيرهما، لديها أشكال تشبه الثقب على جلدها، لذلك يشعر الأشخاص المصابين برهاب النخاريب بالخوف والانزعاج الشديد عن رؤية أنماط مشابهة لها.
  • تسبب الأمراض الفتاكة مثل الحصبة والجدري طفح جلدي دائري، ويمكن أن يكون رهاب النخاريب رد فعل لتجنب الإصابة بالمرض، حيث يربط المصاب به بشكل لاإرادي بين الأنماط التي يراها وبين هذه الأمراض.
  • من الممكن أن تثير الصور نفسها الخوف، وقد يكون بعض الأشخاص أكثر حساسية لمزيج الضوء والظلام في صور الثقوب. يقول الباحثون أن الأنماط الشبيهة بالثقوب تنتج نوعًا من الطاقة البصرية التي يمكن أن تسبب رد فعل غير سار.
  • يعتقد باحثون آخرون أن الخوف من الثقوب يأتي من القلق الاجتماعي. تبدو الدوائر إلى حد ما مثل مجموعات من العيون أو الوجوه التي تحدق في الوجه، والتي يمكن أن تكون مزعجة إذا كان الشخص يعاني من قلق اجتماعي في الأساس.

يميل الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الرهاب إلى الشعور بالقلق عند رؤية الشعاب المرجانية أو خلايا النحل أو فقاعات الصابون أو أي شئ أخر من محفزات الرهاب.

الشعور بالنفور عند رؤية هذه الأشكال أو الثقوب الهندسية ليس مرضًا، بل يعتبر خوفًا طبيعًا ومتكررًا عند الكثير من الأشخاص، لكن إذا أثر على الحياة اليومية للشخص بشكل كبير، لدرجة تمنعه من عيش حياة طبيعية أو ممارسة أنشطة معينة، في هذه الحالة يعتبر اضطراب يجب التعامل معه للسيطرة عليه قدر الإمكان.

الأشخاص الأكثر عُرضة

رهاب النخاريب يمكن أن يُصيب أي شخص، إلا أن هناك أشخاص أكثر عُرضة له مقارنة بغيرهم، هم:

  • النساء: يعتبر هذا الرهاب أكثر شيوعًا بين النساء مقارنة بالرجال.
  • وجود أشخاص مصابين به في العائلة: يمكن أن تلعب العوامل الوراثية دورًا في الإصابة بالمرض، حيث توصلت إحدى الدراسات إلى أن حوالي 25% من الأشخاص الذين يعانون من رهاب النخاريب كان لديهم أقارب مصابون به.
  • المصابون بمشاكل نفسية أخرى، مثل: الاكتئاب الشديد، اضطراب القلق العام، القلق الاجتماعي، اضطراب الهلع، اضطراب الوسواس القهري، اضطراب ثنائي القطب.

أعراض فوبيا النخاريب

تبدو أعراض فوبيا النخاريب مثل نوبة الهلع، حيث يمكن أن تؤدي رؤية الشخص للثقوب أو أي شئ من محفزات الرهاب إلى ظهور بعض الأعراض، مثل:

  • الغثيان
  • الرعشة
  • ضيق في النفس
  • ضربات قلب سريعة
  • التعرق
  • الحكة، القشعريرة
  • العصبية والقلق
  • اضطراب المعدة والقيء

يعاني الأشخاص المصابون برهاب النخاريب أو فوبيا الثقوب من هذه الأعراض عدة مرات في الأسبوع أو كل يوم، وفي بعض الأحيان لا يزول الخوف من الثقوب.

تشخيص رهاب النخاريب

لا يعرف الأطباء الكثير عن رهاب النخاريب، لذلك قد يكون من الصعب تشخيصه. سيطرح الطبيب النفسي أسئلة حول الأعراض وكيف تؤثر على الحياة اليومية.

أنشأت مجموعة من الباحثين قائمة من 17 سؤالًا تسمى استبيان فوبيا النخاريب (الثقوب)، حيث يُطلب من الأشخاص تقييم أعراض مثل القلق أو الخوف على مقياس من 1 (ليس على الإطلاق) إلى 5 (للغاية) عندما يرون صورًا للثقوب.

يتوفر عدد قليل من الاختبارات الذاتية عبر الانترنت، لكن قبل بدء هذه الاختبارات يجب معرفة أن الصور الموجودة فيها قد تكون مزعجة، حتى للأشخاص غير المصابين برهاب النخاريب.

فوبيا النخاريب وعلاجها

لا يوجد علاج مخصص لرهاب النخاريب وحده، بل يتم اللجوء إلى العلاجات المستخدمة مع معظم أنواع الرهاب والمشاكل النفسية الأخرى، مثل:

  • العلاج السلوكي المعرفي

نوع من العلاج بالكلام، يهدف إلى تغيير طريقة تفكير الشخص المصاب بالرهاب في الأشياء التي تزعجه. ينطوي هذا العلاج على الممارسة والتخطيط لمواجهة كل ما يجعل الشخص يشعر بعدم الارتياح أو يتسبب في ظهور الأعراض، ويتضمن أيضًا التمرن على طرق جديدة للتفكير في مصدر الخوف.

  • الأدوية

أظهرت بعض الدراسات أن مضادات الاكتئاب، مثل سيرترالين (زولوفت(، بالإضافة إلى العلاج السلوكي المعرفي، مفيدة في حالة الإصابة برهاب النخاريب.

  • مجموعات الدعم

إذا كانت فوبيا الثقوب تؤثر على حياة الشخص المصاب بها بشكل كبير، قد يكون من المفيد التحدث مع أشخاص يشاركونه نفس مخاوفه لمعرفة كيفية تعاملهم مع هذا النوع من الرهاب. يمكن العثور على مجموعات الدعم للأشخاص الذين يعانون من رهاب النخاريب عبر الإنترنت.

حقائق عن رهاب النخاريب

  • لا يزال بعض الأطباء والمتخصصين غير معترفين بوجود مرض يسمى رهاب النخاريب ، رغم أن العديد من الناس في جميع أنحاء العالم زعموا أنهم مصابين بهذا الرهاب.

  • لم تعترف جمعية الطب النفسي الأمريكية، بهذا النوع من الرهاب رسميًا في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية.

  • من الصعب تحديد عدد الأشخاص المصابين به، لكن هناك صفحة واحدة لهذا الرهاب على فيس بوك بها 13 ألف عضو. تحتوي صفحة مجموعة دعم أخرى على أكثر من 3 آلاف عضو.

  • يمكن للمصابين به أن يعيشوا حياة طبيعية تمامًا مثل أي شخص آخر، ولكن لا يمكنهم رؤية أي شيء يحتوي على الكثير من الثقوب.

​​​​​​​

المصدر

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب