رئيس التحرير أحمد متولي
 حكم خروج المخطوبة دون علم خطيبها

حكم خروج المخطوبة دون علم خطيبها


هل يجب على المخطوبة طاعة خطيبها؟

طاعة الزوجة لزوجها واجب ديني مفروض عليها طالما لا يخالف معها تعاليم الدين كما أن تقاليد المجتمع تفرضه عليها أيضًا، لكن هل يجب على المخطوبة طاعة خطيبها وهل يختلف الحكم في ذلك قبل عقد القرآن عن بعد العقد، يحاول شبابيك الإجابة فيما يلي على كل هذه التساؤلات بشيء من التفصيل تجنبًا لأي خلافات يمكن أن تقع بين الطرفين لدرجة قد تهدد علاقتهما.

حكم طاعة الخاطب

يتدخل الخاطب أحيانًا في تصرفات الفتاة المرتبط بها بشكل كبير فمثلًا قد يمنعها من ارتداء ملابس معينة أو يرفض خروجها من المنزل لقضاء أمر ما بل ربما يطلب منها عدم مواصلة دراستها وغيرها من التحكمات والأوامر الأخرى التي ترى الفتاة في الغالب أنها تدخل في شؤونها، لذلك تخالف ما يطلبه منها خطيبها، الأمر الذي يؤدي إلى نشوب خلافات كثيرة بينهما قد تصل إلى فسخ الخطبة في النهاية، من هنا يجب توضيح ما إذا كان من الواجب على الفتاة طاعة خطيبها أم لا.

بالنظر إلى آراء العلماء والفقهاء في طاعة الخاطب نجد أن هناك إجماع على أن الخاطب ليس له أي سلطة على خطيبته ولا يجب عليها طاعته شرعًا، لأنها لا تزال أجنبية عنه والخطبة ما هى إلا وعد بالزواج وليس زواجًا.

ينطبق الحكم نفسه على الفتاة المعقود عليها (بعد كتب الكتاب وقبل الدخول بها)، حيث يرى بعض العلماء أن المرأة بعد العقد عليها تكون في حكم الزوجة لكن لا يلزمها طاعة خطيبها طالما لا تزال في منزل أهلها بل تكون طاعتها لوليها.

هناك إجماع على أن طاعة الخاطب غير واجبة لكن في الوقت نفسه لا يمنعه ذلك من نصحها إذا قامت خطيبته بتصرف يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي، كالخروج بملابس ضيقة واصفة لجسدها مثلًا، أي يقدم لها النصح ويرشدها إلى الصواب بلطف وهدوء وليس بطريقة الأمر كأنها ملزمة بطاعته، على الفتاة أيضًا أن تحرص على العمل بنصيحة خطيبها والانصياع لرغبته طالما كانت متأكدة أنها نابعة من خوفه عليها وليس رغبة في التحكم فيها فحسب.

خروج المخطوبة دون علم خطيبها

تحكم الخطيب في خطيبته ربما يدفعها في بعض الأحيان إلى إخفاء بعض الأمور عنه كأن تخرج دون إخباره مثلًا، بما أن الفتاة غير ملزمة شرعًا بطاعة خطيبها فهى ليست ملزمة كذلك بالاستئذان منه عند الخروج من المنزل بل وجب عليها الاستئذان من والدها (وليها)، لكن مما جرت عليه العادة أن تُخبر الفتاة خطيبها في حالة خروجها كنوع من التقدير له وإشعاره بأهميته في حياتها، الأمر الذي يسهم في توطيد علاقتهما خاصة إذا كان خطيبها من الشخصيات التي تهتم بمثل هذه الأمور.

يجب على الخاطب أيضًا أن يراعي حقيقة أن خطيبته غير ملزمة بطاعته وبالتالي عليه أن يتعامل معها على هذا الأساس بحيث لا يصر على تنفيذ أوامره التي ربما تتعارض مع رغبتها، خاصة إذا كانت رغبتها لا تنطوي على أي خطأ من الأساس.

 

نصائح لزيادة التفاهم في الخطوبة

لا تقوم العلاقة بين المخطوبين على الأمر والطاعة بل يجب أن يكون أساسها التفاهم بين الطرفين، بحيث يتفقان على نقاط ترضي كل منهما من أجل بناء علاقة أكثر سعادة واستقرارًا ليس فترة الخطوبة فقط بل حتى في الحياة الزوجية المستقبلية، يمكن توضيح عددًا من النصائح لتعزيز التفاهم بين المخطوبين فيما يلي:

  • خذ وقتك في التعرف على شريك حياتك بشكل أفضل

من المستحيل أن تتعلم حقًا كيف تفهم شخصًا إذا كنت لا تعرف نقاط قوته وأفراحه ومخاوفه وأيضًا عيوبه، لذلك عليك أن تأخذ وقتك للتعرف على شريكك بشكل أفضل. قد يستغرق الأمر شهورًا أو سنوات لكنه يستحق كل هذا العناء خاصة إذا كنت تريد أن تدوم علاقتك.

  • لا تفرض أفكارك ومعتقداتك أبدًا

بغض النظر عن مدى اعتقادك أنك أفضل من شريكك من حيث الخبرة أو النضج أو حتى الفكر فلا تفرض أبدًا أفكار ومعتقداتك الخاصة، لأن القيام بذلك لن يؤدي إلا إلى إصابتك بالعمى وستكون غير مدرك لما يشعر به شريكك حقًا.

إذا كنت تريد أن تكون شريكًا متفهمًا في علاقتك يجب أن تدك أن احترام قناعات شريكك وقبول معتقداته الخاصة كجزء من هويته أمر ضروري إذا كنت تريد الحفاظ على رابطة أقوى.

  • اسمح لشريكك أن يعيش حياة خارج علاقتك

يجب إدراك أن علاقتك ليست مركز الكون، وبالتالي لا تجبر شريكك على جعل علاقتكما أولوية أولى بالنسبة له، وبالتالي يجب أن تمنحه حرية العيش والاستمتاع حتى لو لم تكن موجودًا معه. دع شريكك يخرج مع أصدقائه أو يقضي بعض الوقت مع أسرته، دعه يسافر بمفرده ويعيش حياته على أكمل وجه حتى في غيابك، الأهم من ذلك دعه يسعى لتحقيق هذا الهدف الشخصي وشجعه على الخروج إلى العالم وتحقيق أحلامه.

  • تذكر أنك لست على حق دائمًا

يجب أن تستمتع إلى ما يقوله شريكك لأنك لست على حق دائمًا، وفي معظم الأحيان محاولة إثبات أن آرائك وأفكارك مقبولة أكثر يمكن أن يضر شريكك ويمكن أن يؤدي إلى احتدام النقاش بدلًا من الحل.

  • امنح شريكك وقتًا للتوضيح قبل رد الفعل

عندما تعتقد أن شريكك فعل شيئًا جعلك تشعر بالغضب والانزعاج أو خيبة الأمل امنحه فرصة للتوضيح، واستمع إلى القصة من جانبه ولا تتسرع في حكمك. في بعض الأحيان يميل بعض الأشخاص إلى اختيار الغضب قبل التحدث فعليًا مع شريكهم الأمر الذي يزيد من توتر علاقتهم.

  • اختر دائمًا اللطف بدلًا من الغضب

إذا كانت هناك حالات وجدت فيها أن شريكك مخطىء عليك دائمًا أن تختار أن تكون لطيفًا بدلًا من ترك الغضب يزيد الأمور سوءًا، خاصة أن الغضب لن يحل أي شيء أبدًا وإذا كان شريكك غاضبًا أيضًا من المحتمل أن تنتهي علاقتكما. رغم أن الغضب يمكن أن يكون رد فعل طبيعي لفعل يؤذيك إلا أنه اتجاه خاطىء خاصة إذا كنت تريد إصلاح علاقتك.

  • ساعد شريكك على التعلم من أخطائه

حتى لو ارتكب شريكك أخطاء ضع في اعتبارك أنه يحتاج إلى فرصة أخرى لإثبات نفسه/ نفسها مرة أخرى، عليك أن تتحلى بالصبر والتفهم وحاول التركيز على جهوده بدلًا من التركيز على الأخطاء التي ارتكبها.

  • شجع شريكك على التعبير على نفسه

لا يعرف الجميع كيفية وضع أفكارهم ومشاعرهم في كلمات، وبالتالي لن تتمكن من فهم شريكك إذا كان لا يعرف كيفية التعبير عن أفكاره ومشاعره العميقة، وفي هذه الحالة عليك أن تكون أكثر صبرًا.

شجع شريكك على أن يكون أكثر انفتاحًا خاصة بشأن الأشياء التي يمكن أن تؤثر على علاقتكما، بهذه الطريقة سيكون لديك المستوى الصحيح والواضح من الفهم حول كيفية التعامل مع أي ظروف غير متوقعة يمكن أن تواجهكما.

المصدر

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب