فيديو أميرة الذهب الأصلي.. مقطع سيغير وجهة نظرك

فيديو أميرة الذهب الأصلي.. مقطع سيغير وجهة نظرك

شهدت الساعات الماضية تداولا كثيفا لعبارة «فيديو اميره الدهب الاصلي» على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث نشرت حسابات روابط تزعم أنها تحتوي على مقطع مخل لبائعة الحلي الأشهر في مصر.

ورغم مرور أيام على بداية ظهور هذا الترند في قائمة الأكثر تداولا بمنصات مختلفة للتواصل الاجتماعي دون إثبات على صحته، يتزايد الجدل وعمليات البحث عنه.

وتحولت سيدة الأعمال المصرية الشهيرة إلى أحدث ضحايا تقنيات التزييف العميق، في واقعة تسلط الضوء مجددا على مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في حملات التشهير المنظمة.

وأثار تداول مقطع مصور منسوب لسيدة الأعمال أميرة حسان، المعروفة إعلاميا بلقب «أميرة الذهب»، عاصفة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة منذ مطلع الأسبوع الجاري.

وشهدت المنصات تداولا مكثفا للقطة شاشة من المقطع المزعوم، وسط ادعاءات بانتشار الفيديو كاملا، مما أدى إلى تصدر اسم «أميرة الذهب» قوائم البحث في مصر، حيث سعى الكثيرون للتحقق من صحة المادة المصورة.

نقدم لك فيديو أميرة الذهب الأصلي

تبين بشكل قاطع، بعد فحص المادة المتداولة، أن الفيديو الفاضح المنسوب لأميرة الذهب تمت صناعته بالكامل بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، والمعروفة باسم «التزييف العميق»، وذلك بغرض التشهير الواضح بسيدة الأعمال وجني أرباح مالية سريعة من تداول المقطع.

أكد متخصصون في كشف التزوير الرقمي أن المقطع لا يمت للواقع بصلة، وأن تحليله يظهر بوضوح علامات التلاعب الرقمي التي تميز المحتوى المصنوع عبر الذكاء الاصطناعي.

وأوضح الخبراء أن صانع الفيديو استغل الظهور اليومي والمكثف لأميرة الذهب على حساباتها المختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تستخدمها لعرض مجموعات الحلي الجديدة التي تبيعها في محالها الخاصة.

​​​​​​​​​​​​​​

استخدم صانع الفيديو هذه الفيديوهات للحصول على ملامح وجهها وأبعاده بدقة، وقام بتقديمها لأحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي غير الأخلاقية، والذي تمكن بدوره من دمج وجهها على جسد آخر وصناعة مقطع يوهم المتفرج غير المدقق أن الشخصية الحقيقية هي من تظهر في الفيديو.

يحلل الذكاء الاصطناعي في هذه التقنية ملامح الوجه بدقة من أي فيديو اميره الدهب الاصلي ترويجي، ليقوم بإعادة بنائه في سياق مختلف تماما، وهو ما يرفع مستوى الخطورة في استهداف الشخصيات العامة.

 

ويعد هذا الاستهداف الرقمي لأميرة حسان، التي تعتبر بائعة الحلي الأشهر في مصر حاليا، حلقة في سلسلة من الهجمات المماثلة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتشويه سمعة الشخصيات العامة والمؤثرة، مما يطرح تساؤلات حول آليات الحماية من هذه الجرائم المستحدثة.

​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​

إلام يرشدك البحث عن فيديو اميره الدهب الاصلي؟

كشف التدقيق أن فيديو اميره الدهب الاصلي الذي تم الاعتماد عليه لإنتاج هذا المحتوى المزيف، ما هو إلا مجرد مقاطع ترويجية لمنتجاتها، تظهر فيها بشكل يومي لعرض بضاعتها والتفاعل مع جمهورها.

وفي حين سعت جهات غير أخلاقية لاستغلال اسمها، فإن البحث عن فيديو اميره الدهب الاصلي يقود فقط إلى مقاطعها الترويجية المنشورة على حساباتها الرسمية، والتي تعرض فيها قطعا ذهبية متنوعة، وهو ما استغله صناع المحتوى المزيف كمادة خام لعمليتهم.

​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​

بيان أميرة الذهب يكشف تضارب الروايات حول رد فعلها

نفت سيدة الأعمال أميرة حسان، اليوم الأحد، صحة فيديو «الانهيار» الذي تم تداوله على نطاق واسع صباحا، بشكل غير مباشر، من خلال بيانها الرسمي المكتوب؛ ليتضح ان المقطع قديم يعبر عن ضغوط سابقة ولا يمت بصلة لأزمة الفيديو المفبرك الأخيرة.

وظهرت أميرة الذهب في المقطع القديم وهي تشكو من ضغوط نفسية قائلة: «مفيش بني آدمة تقدر تعيش كده... وأي حاجة شخصية بقت تهديد... هتستفيدوا إيه غير إنكم هتكسبوا شوية مبيعات».

وعقب هذا اللغط الذي استمر لساعات، أصدرت أميرة الذهب بيانا رسميا وحاسما عبر حسابها بفيسبوك، كشفت فيه عن موقفها الحقيقي من أزمة التزييف العميق.

وأعلنت «أميرة الذهب» أنها اتخذت بالفعل إجراءات قانونية، قائلة: «تم اتخاذ الاجراءات القانونيه حيال اي شخص صنع فيديو Ai او نشره لتشويه سمعة او اسم أميرة الدهب»، وطمأنت متابعيها: «لا تقلقوا احنا في بلد القانون».

وأكدت أميرة حسان أنها كـ«ست مصريه مهندسه وتاجره» ستظل «مركزه في تجارتها الناجحه»، وأنها لن تلتفت «للهراء»، لترسل بذلك رسالة واضحة بأن ردها سيكون قانونيا وليس عبر الانفعالات الإعلامية.

​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​

من هي أميرة الذهب؟

تعرف أميرة الذهب، واسمها الحقيقي أميرة حسان، بأنها واحدة من أبرز تجار المجوهرات في مصر والشرق الأوسط خلال السنوات القليلة الماضية.

واكتسبت شهرتها الواسعة ليس فقط من امتلاكها سلسلة محال شهيرة، بل من أسلوبها غير التقليدي والمثير للجدل في عرض منتجاتها عبر السوشيال ميديا، وهو ما حولها إلى ظاهرة تسويقية لافتة.

تتجاوز أميرة حسان في عروضها مجرد عرض المشغولات الذهبية العادية، إذ تتعمد لفت الانتباه بصناعة قطع ثقيلة الوزن وذات تصميمات غير مألوفة، تثير فضول المتابعين وتجعلها في صدارة الاهتمام بشكل دائم.

وتشتهر بتقديم أطقم كاملة بأسماء لافتة مثل طقم «كرسي جابر»، الذي قد يصل وزنه إلى كيلو جرام كامل من الذهب الخالص، مما يعكس استراتيجيتها في ربط الذهب بالفخامة المفرطة.

كما تتضمن معروضاتها المميزة هواتف «iPhone» مطلية بالذهب الخالص، وأساور ضخمة تجسد أشكال حيوانات مثل الأسد والثعبان، بالإضافة إلى قطع أخرى تثير الجدل حول قيمتها وجدواها.

وفيما يتعلق بخلفيتها الأكاديمية، فإن أميرة حسان هي مهندسة معمارية في الأساس، وهو ما قد يفسر اهتمامها بالتصميمات غير التقليدية والضخمة.

وذكرت في تصريحات سابقة لوسائل إعلام محلية، أنها عشقت المشغولات الذهبية منذ طفولتها، مما دفعها لترك مجال الهندسة والتفرغ لما وصفته بـ«حبها الشديد للذهب».

بدأت أميرة حسان عملها في مجال الذهب منذ نحو 5 سنوات، وتحديدا في عام 2020، وهو توقيت يتزامن مع جائحة كورونا والنمو الكبير للتجارة الإلكترونية والتسويق عبر السوشيال ميديا.

ونجحت خلال هذه الفترة القصيرة في بناء شعبية جارفة، وتمتلك حاليا فروعا مختلفة في عدة محافظات مصرية، وتوظف عددا كبيرا من الفتيات والشباب في محالها، مما يعكس نجاح نموذج عملها.

​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​

رد فعل أميرة حسان الأول على الفيديو المنسوب لها

أمس السبت، تجاهلت أميرة الذهب تماما الجدل الدائر حولها والمرتبط بالفيديو المفبرك المتداول على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، في رد فعل اعتبره البعض ذكيا لعدم منح المبتزين فرصة لتحقيق أهدافهم.

استمرت أميرة حسان في فعل ما تقوم به كل يوم ويربطها بجمهورها وعملها، وهو مشاركة جزء من سير عملها اليومي عبر حساباتها المختلفة، وكأن شيئا لم يكن.

وخلال نهاية الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الجاري، وهي الفترة التي شهدت ذروة تداول المقطع المزيف، نشرت أميرة الذهب عشرات مقاطع الفيديو التي تروج في معظمها لمجوهرات تبيعها في أفرع المحال التابعة لها.

وكان آخر ما نشرته عبر حسابها الرسمي على منصة فيسبوك ترويج لمجموعة من «الغوايش» بسعر يصل إلى نصف مليون جنيه مصري، مشيرة في المقطع إلى أن سعر جرام الذهب عيار 21 بلغ 5500 جنيه بدون مصنعية، في استمرار واضح لخطتها التسويقية.

كما نشرت أميرة حسان مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر الازدحام الذي شهده الفرع الرئيسي الذي تعمل فيه بنفسها خلال يومي عطلة نهاية الأسبوع، في رسالة ضمنية بقوة موقفها التجاري وعدم تأثرها بالحملة.

وتعتمد أميرة الذهب بشكل كبير على الظهور الإعلامي عبر صفحاتها الخاصة، وغالبا ما يظهر معها ابنها الأصغر في الفيديوهات الترويجية التي تستعرض فيها القطع الجديدة، وهي متزوجة من رجل أعمال ولديها ولدان.

وتقدم حسان نفسها أيضا كرائدة أعمال تدعم المجتمع، حيث تطلق العديد من المبادرات الموجهة للعرسان والشباب المقبلين على الزواج، كما تقدم نصائح مختلفة للراغبين في الاستثمار بالذهب، مستغلة مكانتها كواحدة من أكبر تجاره.

وكانت أميرة الذهب قد عرضت خلال معرض افتتح في 2024 ديكورا على شكل «حصان» مصنوع من الذهب الخالص، تبدأ أوزانه من 100 جرام وتصل إلى 700 جرام، كما روجت لـ«جرافتة» (ربطة عنق) من الذهب تزن 180 جراما، والتي ارتداها نجلها الصغير خلال فعاليات المعرض.​​​​​​​

كيف حولت أميرة الذهب الأزمة إلى فرصة؟

تتبع أميرة الذهب استراتيجية مزدوجة في التعامل مع أزمة الفيديو المزيف المنسوب لها، ففيما كانت إجراءاتها القانونية تأخذ مسارها، مساء الاثنين، أظهرت سيدة الأعمال جانبا تسويقيا لافتا، مستغلة رواج اسمها في قوائم البحث.

ونشرت أميرة الذهب مقاطع فيديو ترويجية عبر حساباتها، أرفقتها بتعليق ساخر: «هما يعملوا ترند غير هادف وأميرة الدهب تعمل ترند خصومات».

وأظهرت أميرة حسان قدرتها على تحويل حملة تشهير، استخدمت فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى فرصة لزيادة المبيعات وجذب الانتباه إلى منتجاتها.

ويتناقض هذا التفاعل الإيجابي مع الأزمة مع حالة الجدل التي أثارها الفيديو المزيف، وهو ما يقول عنه خبراء تسويق إنه يثبت أن التداول السلبي للاسم يمكن أن يتحول إلى قوة شرائية.​​​​​​​

​​​​​​​

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011