رئيس التحرير أحمد متولي
 تأثير الليمون على فعالية الأدوية

تأثير الليمون على فعالية الأدوية


هل الليمون يبطل مفعول الدواء

الليمون غني بفيتامين سي المفيد لصحة الجسم، لذلك يكون من المفيد إضافته للنظام الغذائي للاستفادة منه، إلا أن الأشخاص الذين يتناولون بعض الأدوية في الغالب يدور في ذهنهم تساؤل مهم، وهو: هل الليمون يبطل مفعول الدواء ؟ يُجيب شبابيك عن هذا التساؤل وغيره فيما يلي.

هل الليمون يبطل مفعول أدوية البرد؟

ربما سمعت أنه يُنصح بعدم شرب عصير الجريب فروت مع بعض الوصفات الطبية، بما في ذلك الأدوية المخفضة للكوليسترول، لكن الليمون والبرتقال الهندي والنارنج قد يمنع أيضًا إنزيمًا يكسر أدوية ستاتين المخفضة للكوليسترول والأدوية الأخرى، بما في ذلك دواء السعال (الكحة) ديكستروميتورفان.

يؤيد ذلك إلى تراكم الدواء في مجرى الدم ما يزيد من خطر الآثار الجانبية المرتبطة به، فمثلًا تراكم دواء الكحة ديكستروميتورفان قد يؤدي إلى الهلوسة والنعاس. يمكن أن تستمر آثار هذه الفاكهة لمدة يوم أو أكثر، لذلك من الأفضل تجنبها وعصائرها تمامًا أثناء تناول هذه الأدوية، لتجنب التأثير على فعالية الدواء أو أي آثار جانبية محتملة.

تناول الأدوية مع الليمون

رغم أن الليمون يمكن أن يؤثر على فعالية بعض الأدوية فقط (مثل الأدوية المخفضة للكوليسترول)، إلا أنه بشكل عام يُنصح بتجنب تناول ماء الليمون والمسكنات أو الليمون والمضادات الحيوية أو أي أدوية أخرى، لأن كل دواء لديه بعض التفاعل مع الطعام والمشروبات والمكملات الغذائية.

يمكن أن يؤثر عصير الليمون على مدى سهولة وسرعة تكسر الدواء في الكبد، وبالتالي يعوق امتصاص الدواء، ما يؤدي إلى المزيد من الآثار الجانبية، لذلك إذا كان تناول ماء الليمون ضروريًا في اليوم أو في الصباح، فمن الأفضل تناوله قبل أو بعد 30 دقيقة من تناول الدواء، ولكن لا يتم تناوله مع الدواء إلا إذا نصح الطبيب بذلك.

هل الشاي يبطل مفعول الدواء ؟

القهوة أو الشاي أو أي مشروبات أخرى تحتوي على الكافيين قد تتفاعل مع أدوية الربو أو الأدوية المضادة للقلق، خاصة أن الكافيين يعزز تأثيرات أدوية الربو، لذلك يبدو الأمر كما لو كان الشخص تناول جرعة أعلى، ويمكن أن يسبب الكافيين الأرق، الأمر الذي قد يتداخل مع الأدوية المضادة للقلق أيضًا.

هل العسل يبطل مفعول الدواء ؟

رغم عدم وجود دليل يوضح كيف يمكن أن يتفاعل العسل مع بعض الأدوية، إلا أن هناك بعض الآراء الطبية التي تنصح بعدم تناوله مع أدوية معينة لأنه قد يتفاعل معها، ما يؤثر على مدى فعاليتها وربما يسبب آثارًا جانبية، ومن هذه الأدوية:

  • الأدوية التي تبطئ تخثر الدم (مضادات التخثر/ الأدوية المضادة للصفيحات): مثل الأسبرين، مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل ديكلوفيناك وايبوبروفين وغيرهما، قد يبطىء العسل من تجلط الدم، لذلك تناوله مع هذه الأدوية قد يزيد من فرص الإصابة بالكدمات والنزيف.

  • دواء فنيتويين (ديلانتين): قد يزيد العسل من الكمية التي يمتصها الجسم من هذا الدواء، وبالتالي قد يزيد من آثاره الجانبية.

  • الأدوية التي يغيرها الكبد مثل حاصرات قنوات الكالسيوم، مضادات الفطريات (كيتوكونازول ، إيتراكونازول) وغيرهما: يمكن أن يؤدي تناول العسل مع بعض الأدوية التي يتم تفتيتها بواسطة الكبد إلى زيادة الآثار الجانبية لهذه الأدوية، لذلك في حالة تناول هذه الأدوية يجب استشارة الطبيب أولًا قبل تناول العسل.

الأطعمة التي تبطل مفعول الدواء

بعيدًا عن الليمون والكافيين توجد بعض الأطعمة والمشروبات الأخرى التي يمكن أن تتفاعل مع بعض الأدوية، وبالتالي تؤثر على مدى فعاليتها، وتتمثل هذه الأطعمة في:

  • الحليب

رغم أنه من المفيد تناول كوب من الحليب خلال اليوم، إلا أنه يجب التأكد من عدم خلطه بمكملات الحديد أو أدوية الغدرة الدرقية أو بعض المضادات الحيوية أو بعض أدوية هشاشة العظام، مثل أليندرونات (فوساماكس)

يرجع ذلك إلى أن الحليب يمكن أن يتداخل مع كيفية امتصاص الحديد في المعدة ويمكن للكالسيوم الموجود في منتجات الألبان أن يمنع الجسم من امتصاص المضادات الحيوية (تتراسيكلين وسيبروفلوكساسين) وأدوية الغدة الدرقية، وبالتالي يحصل الجسم على كمية أقل من المركب النشط في مجرى الدم.

لا يجب أيضًا تناول منتجات الألبان الأخرى، مثل الزبادي أو الجبن، في نفس وقت تناول هذه الأدوية، ويجب أيضًا تجنب المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم لبضع ساعات قبل وبعد تناول هذه المضادات الحيوية.

  • الخضروات الورقية الخضراء

الخضروات مفيدة جدًا لصحة الجسم، ولكن في حالة تناول بعض الأدوية المضادة للتجلط مثل الوارفارين، يمكن أن تقلل الخضروات الغنية بفيتامين K من تأثير الدواء المضاد للتخثر، مثل اللفت والكرنب والسبانخ والبروكلي.

  • جريب فروت

يعتبر الجريب فروت مصدرًا ممتازًا للألياف وفيتامين سي ولكنه منخفض السعرات الحرارية، ما يجعله إضافة رائعة لأي نظام غذائي، ومع ذلك في حالة تناول أدوية معينة مثل حاصرات قنوات الكالسيوم التي تخفض ضغط الدم، أو أدوية ضعف الانتصاب أو بعض أدوية خفض الكوليسترول، يكون من المهم إعادة النظر في تناول هذه الفاكهة، فمثلًا يمكن أن يؤثر على معدل معالجة أدوية (ستاتين) المخفضة للكوليسترول (مثل Zocor وLipitor) عن طريق الكبد.

يشكل التفاعل بين الجريب فروت وبعض الأدوية خطرًا إذا كان يتم تناولها عن طريق الفم لأن التفاعل يحدث في الجهاز الهضمي، ما يسبب تراكمًا، لذلك يجب استشارة الطبيب أو الصيدلي عن التفاعلات المحتملة في حالة تناول أي دواء عن طريق الفم لأن هناك 45 دواء على الأقل يتفاعل مع الجريب فروت.

  • الموز

لا يُنصح بتناول الموز في حالة تناول مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين مثل كابتوبريل، إنالابريل، فوزينوبريل وغيرها، وتعمل هذه الأدوية على خفض ضغط الدم وعلاج فشل القلب عن طريق فتح الأوعية الدموية، وبالتالي يتدفق الدم بشكل أكثر كفاءة.

يحتوي الموز، (مثله مثل البرتقال والخضروات الورقية وبعض بدائل الملح)، على نسبة عالية من البوتاسيوم، الذي قد يؤدي الإفراط في تناوله إلى عدم انتظام ضربات القلب وخفقان القلب، لذلك يجب تجنب تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية به في حالة تناول هذه الأدوية مع ضرورة استشارة الطبيب عند تناول مكملات البوتاسيوم أو مدرات البول.

  • عرق السوس الأسود

لا يجب تناوله مع دواء (الديجوكسين)، الذي يعالج قصور القلب وإيقاعات القلب غير الطبيعية، لأن العرقسوس يحتوي على مادة تسمى (جليسيرزين)، وخلطها مع هذا الدواء يمكن أن يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب وقد يسبب نوبة قلبية.

يمكن أن يتداخل مستخلص عرق السوس العشبي أيضًا مع مجموعة من الأدوية الأخرى بما في ذلك الأنسولين وبعض مضادات الاكتئاب وموانع الحمل الفموية ومخففات الدم وبعض الأدوية الأخرى.

المصدر

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب