رئيس التحرير أحمد متولي
 القيء بعد تناول الدواء

القيء بعد تناول الدواء


هل القيء يبطل مفعول الدواء؟ وما يجب فعله مع الغثيان بعد العلاج

الغثيان والتقيؤ بعد تناول الدواء من المشاكل الشائعة التي تواجه الكثيرين خاصة الأطفال، لذلك يدور في أذهان الكثيرين تساؤل: هل القيء يبطل مفعول الدواء وما إذا كان هناك حاجة لتناول جرعة جديدة من الدواء أم لا، يحاول شبابيك الإجابة عن هذه التساؤلات بالإضافة إلى تقديم عدة نصائح تساعد في تجنب هذه المشكلة قدر الإمكان.

هل القيء يبطل مفعول الدواء؟

بشكل عام يؤدي التقيؤ إلى إبطال مفعول الدواء إذا حدث بعد تناوله بوقت قصير (أقل من 20 دقيقة)، وبالتالي قد تتقيأ الدواء قبل امتصاصه، والأهم من ذلك أن الشعور بالغثيان يعني أن امتصاص الدواء عبر الجهاز الهضمي قد يتأثر حتى بدون القيء، فقد لا يمتص جسمك جرعة فعالة من الدواء إذا كنت تشعر بالغثيان.

يمتص الجسم الدواء بشكل مناسب في غضون 30 إلى 60 دقيقة، ولكن يختلف ذلك من شخص لأخر، وبالتالي يمكن أن يعمل الدواء بعد التقيؤ إذا وصل إلى المستوى المناسب بحيث يظل مفيدَا، وربما يشعر المريض ببعض الراحة من فعل التقيؤ نفسه.

ما يجب فعله في حالة التقيؤ بعد تناول الدواء

بشكل عام إذا كان الدواء موجودًا في معدتك لمدة تقل عن 20 دقيقة قبل القيء فمن الجيد والآمن تمامَا تناول جرعة أخرى من الدواء (يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى تبدأ المعدة في تحطيم الدواء)، ولكن إذا تقيأت بعد أكثر من 15 إلى 20 دقيقة من تناول أدويتك فلا داعي لأخذ جرعة جديدة، لأن هناك فرصة جيدة لامتصاص الدواء بالفعل.

قبل تناول الجرعة الجديدة من الدواء (إذا لزم الأمر) حاول معرفة سبب التقيؤ، فإذا أصابك الدواء نفسه بالقىء فاسأل الصيدلي عما إذا كان من الجيد تناوله مع الطعام، ما يجعله أسهل للمعدة ويساعد في امتصاصه بشكل أفضل.

لكن إذا كان الغثيان والقيء من أعراض المرض الذي تعاني منه ويحاول طبيبك معالجته يجب أن تراجع الطبيب فقد تحتاج إلى علاجات غير فموية، حيث يتم إعطاؤها في شكل مختلف لتجنب مشكلة ضعف الامتصاص من خلال الجهاز الهضمي، فمثلًا يمكن تناول أدوية عن طريق الوريد أو الحقن أو التحاميل الشرجية أو رذاذ الأنف.

خمس خطوات للتعامل مع الغثيان بعد الدواء

يمكن أن يؤثر الغثيان نفسه حتى بدون قيء على امتصاص الجسم للدواء، لذلك يجب اتباع عدة نصائح للتعامل مع مشكلة الشعور بالغثيان بعد تناول الأدوية، نوضحها فيما يلي:

  • استشارة الطبيب

يجب أن تناقش شدة وتكرار الغثيان مع طبيبك، فقد يكون قادرًا على تغيير توقيت وجرعات الأدوية الخاصة بك لتقليل الشعور المزعج أو وصف دواء للغثيان للمساعدة. من المهم جدًا مراجعة الطبيب أيضًا إذا كان الغثيان الناتج عن الأدوية يتداخل مع أنشطتك اليومية أو يمنعك من تناول الطعام بشكل صحيح أو يسبب فقدان الوزن أو الجفاف.

  • تناول الدواء الموصوف

إذا وصف طبيبك دواء مضاد للغثيان عليك تناوله بمجرد أن تبدأ في الشعور بالغثيان، حيث يساعد في تهدئة هذا العرض بشكل كبير ويقلل من احتمالية التقيؤ.

  • تناول خمس وجبات

بدلًا من تناول ثلاث وجبات كبيرة في اليوم وزع طعامك اليومي على خمس وجبات صغيرة، لكن احرص على اختيار الأطعمة سهلة الهضم وتوقف عن الأكل قبل أن تشعر بالشبع، لأن الإفراط في تناول الطعام يمكن أن يزيد من الغثيان. قبل تناول الدواء جرب تناول القليل من الأطعمة المملحة أو الخبز المحمص وتجنب المشروبات السكرية.

  • تناول الدواء مع وجبة خفيفة

في كثير من الأحيان يساعد تناول الدواء مع وجبة خفيفة، مثل البسكويت أو الخبز المحمص أو الزبادي، في تقليل الغثيان، ولكن يُنصح بتجنب الأطعمة الدهنية أو المقلية لأنها تستغرق وقتًا أطول للهضم وقد تزيد من خطر الإصابة بالغثيان. يمكنك أيضًا تناول الدواء مع ملعقة كبيرة من مضادات الحموضة للمساعدة في تغطية معدتك.

  • عدم الإفراط في تناول السوائل

تجنب شرب الكثير من السوائل مع وجباتك، لأن إنزيمات الجهاز الهضمي تضعف ويمكن أن تصبح معدتك ممتلئة للغاية. يمكنك تناول المشروبات الباردة، مثل المياه المفلترة أو عصائر الفاكهة غير المحلاة أو شاي الأعشاب، بين الوجبات لمنع التسبب في الغثيان ولكن احرص على تناولها ببطء لأن الكثير من الهواء في معدتك يسبب الانتفاخ.

يمكن أن يكون من المفيد أيضًا تناول القليل من ماء الليمون أو مص قطع الثلج لتقليل الغثيان، لكن تجنب شرب القهوة والمشروبات الغازية لأنها حمضية للغاية وقد تزعج معدتك. من الأفضل شرب كميات صغيرة على مدار اليوم بدلًا من تناول كميات كبيرة على فترات قصيرة.

  • الراحة

دع معدتك تستقر بعد الوجبات وتجنب النشاط العنيف لمدة 30 دقيقة أو نحو ذلك، ولكن لا تستلقي بعد الأكل مباشرة، لأن ذلك يعزز عسر الهضم وحموضة المعدة ما قد يساهم في الغثيان. يُنصح بقراءة كتابًا أو مجلة لتشغل ذهنك وعندما تشعر بالغثيان في أوقات أخرى ضع قطعة قماش باردة على جبهتك واستلق في غرفة مظلمة.

  • تناوله وقت النوم

يمكنك تناول الدواء في وقت النوم للتخلص من الغثيان المحتمل، لكن يجب عليك مراجعة طبيبك والتأكد من ما إذا كان ذلك متاح أم لا، لأن الأمر يختلف من دواء لآخر.

  • لا تأخذ الكثير من الأدوية

يعتبر تناول المزيد من الأدوية أكثر من الموصي به سببًا شائعًا للغثيان والقيء لذلك يجب قراءة التعليمات بعناية واتباع ارشادات الطبيب بدقة. تناول الأدوية بجرعات أكبر من الموصي بها يجعلها سامة وعادة تسبب الغثيان والقيء لأن الجسم يحاول منع السمية المفرطة. يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الأدوية إلى ظهور أعراض الجرعة الزائدة، والتي تشمل فقدان الوعي والموت المحتمل وغالبا يتم تخطي مرحلة الغثيان والقيء.

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب