اضطراب ثنائي القطب.. الأسباب والعلاج وتأثيره على الزواج
الاضطراب ثنائي القطب هو حالة تتميز بالتحولات الشديدة في المزاج وتقلبات في مستويات الطاقة والنشاط التي يمكن أن تجعل الحياة اليومية صعبة، وله آثار ومضاعفات خطيرة قد تصل إلى الانتحار، لذلك عند ملاحظة علامات اضطراب ثنائي القطب الأولية، يجب زيارة الطبيب على الفور.
أسباب اضطراب ثنائي القطب
لا يبدو أن اضطراب ثنائي القطب له سبب واحد، ولكن من المرجح أن ينتج عن مجموعة من العوامل التي تتفاعل مع بعضها البعض، وهى:
علاج التوتر والقلق.. دوائيا ونفسيا وبالأعشاب
-
العوامل الوراثية
اقترحت بعض الدراسات أنه قد يكون هناك مكون وراثي للاضطراب ثنائي القطب، من المرجح أن يظهر في شخص لديه فرد من العائلة مصاب بهذه الحالة.
-
الصفات البيولوجية
غالبا يُظهر مرضى الاضطراب ثنائي القطب تغيرات جسدية في أدمغتهم، لكن الرابط لا يزال غير واضح، وهناك بعض العوامل مثل:
الاختلالات الكيميائية الدماغية: يبدو أن اختلالات الناقل العصبي تلعب دورا رئيسيا في العديد من اضطرابات المزاج، بما في ذلك الاضطراب ثنائي القطب.
المشاكل الهرمونية: الاختلالات الهرمونية قد تسبب اضطراب ثنائي القطب.
العوامل البيئية: سوء المعاملة أو الإجهاد العقلي أو التعرض لبعض الأحداث المؤلمة الأخرى قد يسهم في الإصابة باضطراب ثنائي القطب.
من المحتمل أن بعض الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للاضطراب الثنائي القطب قد لا يكون لديهم أعراض ملحوظة حتى يؤدي العامل البيئي إلى حدوث تحول مزاجي حاد.
أعراض اضطراب ثنائي القطب
تختلف الأعراض بين الناس، حسب الحالة المزاجية، بعضهم يكون لديه نوبات مزاجية واضحة، مع أعراض الهوس ثم الاكتئاب يستمر كل منها لعدة أشهر.
يمكن أن تتسبب الأعراض في حدوث تغييرات غير متوقعة في المزاج والسلوك، ما يؤدي إلى الشعور بالضيق وصعوبة كبيرة في الحياة، وهى تشمل:
- الشعور بالملل
- فقدان العمل أو التأخر في الدراسة أو الأداء الضعيف
- احتمال الانخراط في سلوك محفوف بالمخاطر
- الإفراط في الثقة بالنفس، وتضخيم احترام الذات
- الانتقال من موضوع إلى آخر بشكل مفاجئ
خلال فترة الاكتئاب، قد يواجه الشخص بعض الأعراض الأخرى، مثل:
- الشعور بالكآبة واليأس
- الأرق ومشاكل النوم
- الحزن الشديد
- القلق حول الأشياء التافهة
- ألم أو مشاكل جسدية لا تستجيب للعلاج
- الشعور بالذنب
- التغييرات في أنماط الأكل، سواء بتناول المزيد أو كميات أقل
- فقدان الوزن أو زيادة الوزن
- التعب الشديد والإرهاق
- عدم القدرة على الاستمتاع بالأنشطة التي كانت ممتعة في السابق
- صعوبة في التذكر
- التفكير في الانتحار، في الحالات الشديدة
على الرغم أن الاضطراب ثنائي القطب يمكن أن يحدث في أي عمر، إلا أنه يتم تشخيصه عادة في سن المراهقة أو أوائل العشرينات، ويمكن أن تختلف الأعراض من شخص لآخر، وقد تختلف بمرور الوقت.
تشخيص اضطراب ثنائي القطب
لتحديد ما إذا كان المريض يعاني من اضطراب ثنائي القطب، يمكن أن يتضمن التشخيص ما يلي:
- الفحص البدني: يقوم الطبيب بالفحص البدني، مع إجراء اختبار اضطراب ثنائي القطب تشخيصي، كاختبارات الدم والبول، لتحديد أي مشاكل طبية قد تسبب الأعراض.
- التقييم النفسي: يمكن أن يُحيل الطبيب المريض إلى طبيب نفسي متخصص، ليتحدث معه عن أفكاره ومشاعره وأنماط سلوكه، ويمكن أيضا ملء تقييم ذاتي نفسي أو استبيان، وقد يُطلب من أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين تقديم معلومات عن الأعراض.
- سجل يومي في صورة رسم بياني، يوضح الحالة المزاجية للمريض أو أنماط النوم أو العوامل الأخرى التي يمكن أن تساعد في التشخيص وإيجاد العلاج المناسب.
- معايير الاضطراب ثنائي القطب: قد يقارن الطبيب النفسي الأعراض بمعايير الاضطرابات الثنائية القطبية والاضطرابات ذات الصلة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)
التشخيص عند الأطفال يختلف عن البالغين، حيث يعتمد في الغالب على طرق أخرى متعلقة بالصحة العقلية مثل اضطراب نقص الانتباه/ اضطراب فرط النشاط، أو المشكلات السلوكية، ما قد يجعل التشخيص أكثر تعقيدا، لذلك يجب اللجوء إلى طبيب نفسي أطفال لديه خبرة في الاضطراب ثنائي القطب.
اضطراب ثنائي القطب والزواج
الاضطراب ثنائي القطب هو اضطراب عقلي شديد ليس له عواقب سلبية على حياة المريض فحسب، بل يؤثر أيضا على أفراد الأسرة المباشرين، ونظرا لأنه يبدأ غالبا في بداية العمر، قد يعاني المرضى الذين يتزوجون من العديد من الآثار السلبية في حياتهم الزوجية بسبب المرض، وربما يواجهون مشاكل في الإنجاب، آثار زوجية وجنسية سلبية.
تشير بيانات إحدى الدراسات إلى أن نسبة عالية جدا من المرضى الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب يتزوجون، ومعدلات الزواج أعلى بالنسبة لديهم، مقارنة بمن يعانون من مرض انفصام الشخصية.
من حيث معدلات الطلاق، تشير الدراسات إلى أن المرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب لديهم ارتفاع في معدلات الطلاق، ومن حيث معدلات الخصوبة، تشير إلى أنها أقل لديهم مقارنة بغير المصابين به.
علاج اضطراب ثنائي القطب
يهدف العلاج إلى تقليل تكرار نوبات الهوس والاكتئاب، وتقليل شدة الأعراض لمساعدة المريض في عيش حياة طبيعية ومنتجة نسبيا.
ترك اضطراب ثنائي القطب دون علاج، قد يؤدي إلى استمرار نوبة الاكتئاب أو الهوس لمدة عام، لكن مع العلاج يمكن أن تتحسن الحالة في غضون 3 إلى 4 أشهر، وبشكل عام يشمل العلاج: الأدوية، والتدخلات النفسية وقد يشمل أيضا مجموعات التعليم والدعم.
تتمثل الأدوية الموصوفة والعلاجات الأخرى في:
- كربونات الليثيوم: هي أكثر الأدوية الموصوفة على المدى الطويل لعلاج نوبات الاكتئاب طويلة الأمد والهوس أو نقص النوم، ويأخذ المرضى الليثيوم عادة لمدة 6 أشهر على الأقل.
- مضادات النوبات: يتم وصفها في بعض الأحيان لعلاج نوبات الهوس.
- مضادات الذهان: يتم وصفها إذا كان السلوك مضطرب للغاية وكانت الأعراض شديدة.
يحتاج المريض إلى علاج نفسي أيضا، يعتمد بشكل أساسي على العلاج السلوكي المعرفي، وفي بعض الحالات يمكن اللجوء إلى العلاج بالصدمات الكهربائية في حالة عدم فعالية العلاجات الأخرى. يمكن أن يوصي الطبيب بدخول المريض المستشفى مؤقتا إذا كان هناك خطر من إيذاء نفسه أو الآخرين.