علاج الفوبيا

علاج الفوبيا


كيفية علاج الفوبيا بالعقاقير

الهدف الأساسي من علاج الفوبيا هو السيطرة على الأعراض الجسدية والتأثير النفسي المصاحب لها، خاصة مع وجود أنواع من الفوبيا منهكة للغاية وتؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، لذلك من المهم معرفة كيفية علاج الفوبيا بالعقاقير والإجراءات العلاجية الأخرى التي يمكن تساعد في التغلب عليها.

علاج الفوبيا بالأدوية

لا يكمن العلاج الأكثر فعالية لمرضى الفوبيا (الرهاب) في الأدوية، بل في العلاج النفسي والسلوكي المعرفي، الذي يتمتع بمعدل نجاح مرتفع جدًا في علاج الفوبيا، حيث يتعافى ما يزيد عن 90% من الأشخاص الذين يتلقونه بعد عشر جلسات فقط من العلاج.

رغم عدم وجود أدوية معتمدة حاليًا من قبل إدارة الغذاء والدواء لعلاج الرهاب المحدد، لكن يلجأ بعض المعالجين إلى استخدام أدوية محددة في حالات معينة، مثل: إذا كان المريض يقاوم العلاج بالتعرض أو إذا كان هذا النوع من العلاج غير متاح، كما يستخدمها بعض الأطباء أحيانًا كوسيلة مساعدة مع العلاجات غير الدوائية، تتمثل هذه الأدوية في:

  • مضادات الاكتئاب

تُستخدم لعلاج الاكتئاب ولكنها قد تكون مفيدة أيضًا في علاج اضطرابات القلق، مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية ومثبطات استرداد السيروتونين والنورابينفرين هى أكثر مضادات الاكتئاب شيوعًا المستخدمة كعلاجات أولية للقلق، منها: بروزاك (فلوكستين)، سيليكسا (سيتالوبرام)، إيفكسور (فينلافاكسين)، باروكستين (باكسيل)

تُستخدم هذه الأدوية بشكل خاص في علاج الرهاب الاجتماعي في حين أن هناك القليل من الأدلة على استخدامها في علاج الرهاب المحدد.

  • الأدوية المضادة للقلق

يمكن أن تساعد في تقليل أعراض القلق ونوبات الهلع بسرعة، أكثرها شيوعًا تُسمى (البنزوديازيبينات)، هى نوع من المهدئات وتشمل: كلونوبين (كلونازيبام)، فاليوم (ديازيبام)، أتيفان (لورازيبام)

البنزوديازيبينات مخصصة للقلق الحاد مثل نوبة الهلع، تُستخدم بشكل شائع في الأشخاص الذين يعانون من رهاب الطيران، حيث يتم تناولها قبل ركوب الطائرة إلا أنها تعمل على المدى القصير، بالتالي يجب أخذها قبل كل حالة اتصال مع الشيء المسبب للرهاب.

رغم أنها تعتبر تعتبر أفضل حبوب فوبيا الطيران إلا أن هذا النوع من الأدوية له فوائد وعيوب، من عيوبها أن التوقف عنها يؤدي إلى حدوث انتكاس كامل للأعراض، كما أنها ضارة على المدى الطويل لأن خوف المريض يزداد بشكل كبير بدون الدواء ما يعني أن الرهاب يبدو أنه قد تفاقم، مع وجود احتمالية عالية للاعتياد عليها ما يؤدي إلى إدمانها، لذلك لا يجب على الجميع تناولها ولا بد من التحدث مع الطبيب حول إيجابياتها وسلبياتها قبل تضمينها في خطة العلاج.

  • حاصرات بيتا

تُستخدم غالبًا لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى عند تناولها بجرعات أعلى، لكن يمكن تناولها بجرعات منخفضة، مثل اندرال (بروبرانولول)، خلال فترة زمنية قصيرة للمساعدة في منع تأثيرات الأدرينالين التي تدفع الجسم إلى الاستجابة للتوتر ومن ثم تخفيف الأعراض الجسدية للقلق، مثل سرعة ضربات القلب والارتعاش.

  • الأدوية المضادة للاختلاج

أظهرت الدراسات البحثية المبكرة أن بعض الأدوية المضادة لنوبات الصرع (مضادات الاختلاج)، مثل (Neurontin)، (Lyrica)، قد تكون فعالة في علاج العديد من أشكال اضطراب القلق بما فيها الرهاب الاجتماعي.

  • د-سيكلوسيرين (D-Cycloserine)

مضاد حيوي يُستخدم لعلاج مرض السل، يُعتقد أنه يؤثر على مستقبلات معينة في جزء من الدماغ مرتبط بالخوف، أظهرت الدراسات الأولية لاستخدامه لتعزيز فعالية العلاج بالتعرض نتائج واعدة.

وجدت مراجعة منهجية عام 2017 دليلًا على أن الاستخدام قصير المدى لدواء (D-Cycloserine) في تعزيز العلاج المعرفي السلوكي القائم على التعرض كان أفضل من العلاج الوهمي، لكن التأثير على الأعراض كان صغيرًا.

  • القشرانيات السكرية (Glucocorticoids)

خيار علاجي أخر لمرض الرهاب المحدد، هو نوع من هرمون الستيرويد الذي ينظم الاستجابات المناعية والالتهابية والتوتر، من المحتمل أن يؤثر أيضًا على عمليات التعلم والذاكرة. يُعتقد أيضًا أن له دورًا في معالجة الخوف، ووجد الباحثون في تجربة عشوائية عام 2011 أنه عزز فعالية العلاج بالتعرض السلوكي.

ملحوظة: يمكن لبعض هذه الأدوية أن تسبب القلق إذا زادت الجرعة بسرعة كبيرة أو إذا تم إيقافها فجأة، لذلك يكون من الأفضل غالبًا البدء بجرعة منخفضة وزيادة الدواء ببطء عند علاج الفوبيا.

علاج الفوبيا بالأعشاب

أكثر الأدوية العشبية التي تمت دراستها على نطاق واسع فيما يتعلق باضطرابات القلق هو مركب يُسمى الكافا، الذي يأتي من عشبة الكافا (kava) وهى من فصيلة الفلفل.

تشير بعض الأدلة السريرية إلى أن الكافا قد تكون فعالة في تخفيف أنواع معينة من القلق، لاحظت مراجعة منهجية عام 2018 أنها قد تكون مفيدة للاستخدام على المدى القصير في حالة القلق، لكن في الوقت نفسه لا يجب أن تحل محل الأدوية طويلة المدى المضادة للقلق.

لا تصلح هذه العشبة في جميع الحالات خاصة أنها لها آثار جانبية شديدة، حيث تم ربطها بخطر إصابة الكبد الشديدة واضطراب الجهاز الهضمي، الصداع، الدوخة، آثار جانبية أخرى، لا يجب تناولها أثناء الحمل أو الرضاعة.

هناك العديد من العلاجات الشعبية الأخرى لتخفيف القلق، إلا أنه لم يثبت فعاليتها لعلاج الفوبيا، منها:

  • الناردين (عشب الفاليرين): مفيد في علاج القلق والتوتر والأرق، لكن لا يجب تناوله مع أدوية أخرى لتحسين النوم أو أثناء الحمل أو الرضاعة، لا يناسب الأطفال.
  • اللافندر: له تأثير فعال في تخفيف التوتر والقلق، لكن لا ينبغي تناوله من قبل الأطفال قبل سن البلوغ، يجب استشارة الطبيب قبل تناوله في حالة الحمل أو الرضاعة أو إجراء عملية جراحية مؤخرًا.
  • البابونج: معروف جيدًا بخصائصه المهدئة لذلك يمكن أن يقلل من حدة التوتر والقلق.

علاج الرهاب الاجتماعي بدون أدوية

بشكل عام العلاجات غير الدوائية هى الأكثر فعالية في التخلص من الرهاب الاجتماعي أو أي نوع من أنواع الفوبيا الأخرى، تتمثل في:

  • العلاج السلوكي المعرفي: يعتبر العلاج الأكثر فاعلية، يساعد على إدارة المشكلات من خلال التفكير بشكل أكثر إيجابية، يحرر المريض من أنماط السلوك غير المفيدة.
  • العلاج النفسي: يتحدث الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي مع طبيب مختص حول كيفية تأثير ماضيه على ما يحدث في الوقت الحاضر والخيارات التي يتخذها.
  • العلاج بالتعرض وإجراءات أخرى: عادة ينطوي علاج الرهاب الاجتماعي على التعرض التدريجي للمواقف الاجتماعية، إلى جانب لعب الأدوار والبروفات، يتم تشجيع المصاب به على أن يكون أقل انتقادًا لنفسه.

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب