رئيس التحرير أحمد متولي
 بحث بعنوان الإضاءة وأنماط الحياة

بحث بعنوان الإضاءة وأنماط الحياة

تعد الإضاءة الصناعية واحدة من أهم الاكتشافات التي غيرت حياة الإنسان بشكل كبير، حتى أنه أصبح لا غنى عنها في الحياة الحديثة، فبدون الإضاءة تتعطل جميع المصالح والأعمال، ونُعد بحث بعنوان الإضاءة وأنماط الحياة نستعرض فيه العديد من المعلومات حول الإضاءة والكهرباء مع التركيز على أهميتها وضرورة ترشيدها للحفاظ عليها.

الإضاءة قديمًا وحديثًا

مرت الإضاءة بالعديد من المراحل على مر التاريخ حتى وصلت إلى الشكل الذي نراه الآن، ونوضح عددًا من النقاط حول مراحل تطور الإضاءة في الماضي وصولًا إلى الشكل المتعارف عليه الآن، فيما يلي:

  • النار: اعتمدت الإضاءة على إدارة احتراق الوقود لآلاف السنين، وكان الخشب أول وقود يُستخدم للإضاءة، حيث كان يتم إشعال النار فيه بغرض إنارة المكان.
  • اُستخدمت الزيوت وكذلك شحوم الحيوانات، التي يتم إنتاجها وتنقيتها من الدهون الحيوانية، وظهر ذلك في الحضارة المصرية المبكرة، لذلك من المحتمل أن يكون الشحم الحيواني من بين أقدم أنواع الوقود المستخدمة للإضاءة، ويأتي في المرتبة الثانية بعد الخشب.
  • في القرن الثامن عشر، اُستخدمت المصابيح الزيتية التي يوجد بها فتيل دائري مجوف ومحاط بمدخنة زجاجية، في الإضاءة ويعود الفضل في تطوير هذه المصابيح الزيتية إلى الكيميائي السويسري آمي أرغاند.
  • يتألف وقود الإضاءة المبكرة من زيت الزيتون وشمع العسل وزيت السمك وزيت الحيتان وزيت السمسم وزيت الجوز ومواد مماثلة، وكانت هذه المواد هي أنواع الوقود الأكثر استخدامًا حتى أواخر القرن الثامن عشر.

  • اُستخدم غاز الفحم لأول مرة كوقود إضاءة في وقت مبكر من عام 1784.
  • انتشر استخدام مصباح الكيروسين (مشتق البترول) في عام 1859 تقريبا.
  • اخترع السير (همفري ديفي) من إنجلترا أول مصباح كهربائي من الكربون في عام 1801.
  • اخترع السير جوزيف سوان من إنجلترا، وتوماس إديسون أول المصابيح الكهربائية المتوهجة خلال سبعينيات القرن التاسع عشر.
  • أصبح مصباح توماس أديسون أول مصباح متوهج ناجح تجاريًا، حوالي عام 1879، ولا تزال المصابيح المتوهجة تُستخدم في المنازل حتى اليوم.

الآن اختفت الشموع والمشاعل والمصابيح الزيتية إلى حد كبير في معظم دول العالم، وحل محلها المصباح الكهربي، وهو مصدر دائم لضوء صاف وخال من الدخان والروائح والأبخرة.

استخدامات الإضاءة وأهميتها

الإضاءة لا غنى عنها في أي جانب من جوانب الحياة، فهى ضرورية في المنزل والعمل والشارع وأي مكان أخر، حيث تتعدد استخداماتها بشكل كبير، نوضح أهمية الإضاءة واستخداماتها فيما يلي:

  • الإضاءة الكهربية هى المصدر الأساسي الآن المستخدم في إنارة المنازل والمصانع والشركات وجميع المباني والأماكن العامة المختلفة، مثل مترو الأنفاق.
  • إضاءة الطرق بأعمدة الإنارة والمصابيح، تساعد في تحقيق عامل الأمان لكل من حركة السيارات والمشاة، وبالتالي يكون لها دور مهم في تقليل حوادث الطرق.
  • وضع الإضاءة في مداخل المباني والطرق المختلفة يسهل حركة السير في الشوارع ليلًا.
  • الإضاءة الخارجية التي تستخدمها المشروعات المختلفة، كالمحلات والمراكز التجارية والمولات، تتيح استخدام المناطق الخارجية والاستفادة منها، كما أنها توفر عاملين هامين هما: الأمان والجمال، ومنظرها الجميل الملفت للانتباه له دور في جذب الزبائن وتنشيط البيع.
  • تُستخدم في تزيين المحلات والإعلانات التجارية، وتُضفي مزيد من البهجة عند استخدامها في الحفلات والمناسبات المختلفة، كأعياد الميلاد وحفلات الزفاف.

طرق توفير الإضاءة

أهمية الإضاءة وتعدد استخداماتها بشكل كبير يفرض علينا الحفاظ عليها، لضمان تحقيق أقصى استفادة منها، ونُقدم مقترحات حول كيفية ترشيد الإضاءة والكهرباء فيما يلي:

  • تقليل القوة الكهربائية

الغرفة المضاءة بشكل مفرط لا تهدر الطاقة فقط، بل تجعل المكان يبدو كما لو كان مكانًا لأداء الأعمال الوظيفية، مثل المصانع والمكاتب، لذلك يُفضل اختيار المصابيح التي تتناسب قوتها مع الغرض من الغرفة والجو الذي ترغب في إنشائه.

  • استخدام المصابيح الموفرة للكهرباء

استخدام اللمبات الليد، والفلوريسنت يعتبر من أفضل الطرق لترشيد استهلاك الكهرباء وتوفير الإضاءة، لذلك يُفضل استخدامها في المنازل كبديل عن المصابيح العادية، كما تُستخدم مصابيح الفلوريسنت (لمبات النيون) الموفرة للكهرباء في مترو الأنفاق.

يُذكر أن مكونات المصابيح الموفرة للكهرباء، وتحديدًا الفلوريسنت، تتمثل في: أنبوبة زجاجية: تكون مفرغة من الهواء وتحتوي على غاز خامل مثل غاز الأرجون، وتحتوي على قليل من الزئبق، ويُغطى سطح الأنبوب من الداخل بمادة فسفورية، بالإضافة إلى فتيلتين من التنجستين، على طرفي المصباح من الداخل، ونقطتين توصيل عند كل طرف من أطراف المصباح، لتوصيل الكهرباء له.

  • استخدام مفاتيح متعددة

عند تثبيت الإضاءة في مساحة كبيرة مفتوحة، لا يُنصح باستخدام مفتاح واحد لإنارتها بل يُفضل تثبيت مفاتيح متعددة لتغطية المناطق المختلفة، حيث تساعد هذه الطريقة في تقييد استخدام الإضاءة على المنطقة المراد استخدامها فقط.

  • استخدام لمبات السهاري (الإضاءة الخافتة)

الإضاءة الخافتة تقلل من كمية الكهرباء التي يستخدمها الضوء وتزيد من عمر الإضاءة منخفضة الجهد مثل مصابيح الهالوجين.

  • استغلال الطاقة الشمسية

يمكن إضاءة الممرات بمصابيح مزودة ببطاريات تخزن الطاقة من الشمس، الأمر الذي يقلل من استخدام اللمبات المعتمدة على الكهرباء إلى الحد ما.

  • تنظيف المصابيح

إذا كان غطاء المصباح أو حتى المصباح نفسه متسخًا بالأتربة يمكن أن يعوق ذلك نصف الضوء تقريبًا، الأمر الذي يدفع البعض إلى إضاءة أكثر من لمبة داخل الغرفة، لذلك تنظيف المصابيح بانتظام قد يُغني عن إنارة أكثر من مصباح في نفس المكان.

  • الاعتماد على الضوء الطبيعي

وجود المناور في الغرف المظلمة يعتبر مصدر للإضاءة الطبيعية التي تُغني عن استخدام الإضاءة الكهربية، لذلك يمكن تثبيتها في بعض الأماكن مثل المطابخ.

عند شراء أو بناء منزل أو شقة جديدة، أو حتى عند إجراء تجديدًا في المنزل يُنصح بوضع الغرف والمساحات التي نقضي فيها معظم الوقت خلال النهار في الشمال أو الشمال الشرقي حتى يلتقطوا النصيب الأكبر من ضوء النهار.

​​​​​​​
  • إطفاء الأنوار

يجب فصل الأجهزة واللمبات بمجرد التوقف عن استخدامها، فمثلًا لا داعي لترك الأباجورة في مقبس الكهرباء أثناء إغلاقها، لأن ذلك يستهلك جزء من الطاقة أيضًا، ويجب أيضًا عدم إنارة المصابيح في النهار والاعتماد على الإضاءة الطبيعية فقط.

المصدر

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب