بحث بعنوان دور الإنسان والتكنولوجيا في المحافظة على البيئة

بحث بعنوان دور الإنسان والتكنولوجيا في المحافظة على البيئة

تأثير التكنولوجيا على البيئة لا يسير في اتجاه واحد فقط بل في اتجاهين أساسيين، أحدهما إيجابي والأخر سلبي، ونُجري بحث بعنوان دور الإنسان والتكنولوجيا في المحافظة على البيئة بهدف توضيح تلك الجوانب الإيجابية والسلبية مع محاولة تقديم مقترحات تساعد في زيادة الاستفادة من الإيجابيات وتحجيم السلبيات قدر الإمكان.

تعريف التكنولوجيا

تتعدد تعريفات التكنولوجيا بشكل كبير، ويمكن توضيح بعضها فيما يلي:

  • مجموعة من التقنيات المتسلسلة لإنتاج مصنوع بطريقة آلية متطورة.
  • الجهد المنظم الذي يهدف إلى استخدام نتائج البحث العلمي في تطوير أساليب آداء العمليات الإنتاجية بالمعنى الأشمل الذي يتضمن الخدمات والأنشطة الإدارية والتنظيمية والاجتماعية، كل ذلك من أجل التوصل إلى أساليب جديدة يُعتقد أنها أنفع للمجتمع.

إيجابيات التطور التكنولوجي

أحدثت التطورات التكنولوجية ثورة في الطريقة التي نعيش بها، وكان لها أثر إيجابي في مناحي مختلفة، ويمكن توضيح إيجابيات التطور التكنولوجي فيما يلي:

  • الاتصالات

تلعب التكنولوجيا دورًا حيويًا في تطوير جميع أنواع الاتصالات، بفضل الأجهزة الحديثة مثل الهواتف المحمولة، الكمبيوتر، واللاب توب وغيره، حيث يمكننا اليوم إجراء الاتصالات في جميع أنحاء العالم.

  • المساعدة في التحديد الدقيق لمواقيت صلاة العيدين

التطور التكنولوجي ساعد في التحديد الدقيق لمواقيت صلاة العيدين، حيث استخدم علماء الفلك وسائل قياس وتلسكوبات فلكية حديثة ومعقدة لرؤية الهلال وكذلك الأجهزة الحساسة للضوء التي تقيس التغيرات الدقيقة جدًا في شدة إضاءة السماء وتُستخدم لأغراض أخرى، وقبل ظهور تلك الأجهزة كان من الصعب تحديد مثل تلك الأشياء الدقيقة بالعين المجردة.

  • التجارة والصناعة

أصبح التواصل التجاري أسهل كثيرًا بمساعدة التكنولوجيا، حيث عززت أنظمة المحاسبة والإدارة، حتى الآلة الحاسبة هى نتاج للتكنولوجيا، كما أن المصانع التي تُدار حاليًا تستخدم آلات ومعدات تكنولوجية مختلفة ساعدت في تنشيط الصناعة إلى حد كبير.

  • الطب

اختراع الآلات الجديدة والأدوات الجراحية والأدوية وأجهزة رسم القلب والرنين المغناطيسي والأشعة السينية وأجهزة التنفس الصناعي وغيرها الكثير، هي مساهمات التكنولوجيا في عالم الطب، والتي جعلت المستشفيات أكثر تنظيمًا وكفاءة بشكل عام في إنقاذ حياة الناس.

  • التعليم

ساهمت التكنولوجيا في تسهيل التعليم بشكل كبير، حيث يوفر الانترنت كم هائل من المواد التعليمية المعروضة بأكثر من طريقة (كتابة، صوت، صورة، فيديو)، الأمر الذي ساعد في عرض المعلومات بشكل مبسط يساعد في فهمها أكثر، كما أتاح الانترنت العديد من الكتب والمراجع لطلاب المدارس والجامعات والباحثين.

سلبيات التطور التكنولوجي على البيئة

جلبت الثورة الصناعية تقنيات جديدة بقوة هائلة، إلا أن هذه التقنيات التكنولوجية الحديثة أضرت بالبيئة بطريقتين رئيسيتين، التلوث واستنفاذ الموارد الطبيعية، ونوضح سلبيات التطور التكنولوجي على البيئة فيما يلي:

  • اختلاف درجات الحرارة والتلوث

يحدث تلوث الهواء عند إدخال كميات كثيرة من الغازات الضارة مثل: ثاني أكسيد الكربون، أول أكسيد الكربون، ثاني أكسيد الكبريت، أكسيد النيتريك، والميثان في الغلاف الجوي للأرض.

جميع المصادر الرئيسية المتسببة في اندلاع هذه الغازات الضارة تتعلق بالتقنيات الحديثة التي ظهرت بعد الثورة الصناعية مثل حرق الوقود الأحفوري والمصانع وعمليات استخراج ونقل واستهلاك الطاقة ووسائل النقل.

​​​​​​​

يؤكد ذلك على أن الإفراط في التكنولوجيا أدى إلى اختلاف درجات الحرارة ، لأن تلوث الهواء بهذه الغازات السامة يسبب العديد من الآثار الصحية السلبية على الإنسان والحيوان، ونتج عنه ظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدد العالم بالكامل، حيث تؤدي الكمية المتزايدة من غازات الاحتباس الحراري في الهواء إلى احتجاز الطاقة الحرارية في الغلاف الجوي للأرض وتتسبب في ارتفاع درجة الحرارة العالمية.

من ناحية أخرى تسببت التكنولوجيا أيضًا في تلوث المسطحات المائية مثل البحيرات، الأنهار، المحيطات، والمياه الجوفية، بسبب إلقاء نفايات المصانع فيها بالإضافة إلى المبيدات الحشرية ومبيدات الآفات، فضلا عن تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة في المسطحات المائية الطبيعية، وكل ذلك أدى إلى تدهور النظم البيئية المائية.

  • استنزاف الموارد الطبيعية

استنزاف الموارد هو تأثير سلبي آخر للتكنولوجيا على البيئة، وهو يعني استهلاك مورد بشكل أسرع مما يمكن تجديده، والموارد الطبيعية هى تلك الموارد التي لا يوجد دخل للبشر فيها ويمكن أن تكون متجددة أو غير متجددة.

تتعدد أشكال استنزاف الموارد، أخطرها استنزاف المياه الجوفية، إزالة الغابات، تلوث الموارد، وتعرية التربة، تحدث هذه المشاكل بشكل رئيسي نتيجة للزراعة والتعدين واستخدام المياه واستهلاك الوقود الأحفوري، والتقدم التكنولوجي هو الذي مكن الإنسان من القيام بكل هذه العمليات التي ألحقت الضرر بالبيئة.

على سبيل المثال، استعان الإنسان بالآلات والمعدات الحديثة في إزالة مساحات واسعة من الغابات للاستفادة من أخشابها وأحل محلها الزراعة، وقد أدى ذلك إلى الإخلال بالنظام البيئي، حيث اختفت أنواع كثيرة من الحيوانات والطيور وأدى إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، خاصة أن هذه الغابات كانت تساعد الأرض في التخلص من الملوثات عن طريق امتصاصها ثاني أكسيد الكربون.

دور الإنسان والتكنولوجيا في المحافظة على البيئة

رغم أن التكنولوجيا التي يستخدمها الإنسان تسببت في إلحاق الضرر بالبيئة إلا أنه يمكن في الوقت نفسه أن يستخدمها في المحافظة عليها، وذلك عن طريق:

  • التوسع في الطاقة المتجددة

تُعرف أيضًا باسم الطاقة النظيفة، وهي الطاقة التي يتم جمعها من الموارد التي يتم تجديدها بشكل طبيعي مثل ضوء الشمس، الرياح، المطر، المد والجزر، والأمواج وغيره.

التكنولوجيا البيئية الحديثة التي استحدثها الإنسان مكنته من استغلال هذه الطاقة التي تحدث بشكل طبيعي لتحويلها إلى كهرباء أو حرارة مفيدة، من خلال أجهزة مثل الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والمياه، ما يعكس تأثيرًا إيجابيًا للغاية للتكنولوجيا على البيئة، ويجب على الإنسان التوسع في استخدام مثل هذه الأجهزة الآمنة حفاظًا على بيئته.

  • استغلال التكنولوجيا الذكية

ساعد التطور التكنولوجي الهائل إلى التوصل إلى أنظمة إضاءة ذكية تضئ فقط في الأماكن التي تتطلبها، وتوجد أنظمة أخرى للإضاءة تعمل بشكل تلقائي بحيث تُطفئ بمجرد قدوم النهار، وبالتالي تقلل الفاقد من الطاقة.

تكنولوجيا الإنترنت يجب أن يكون لها دور أيضًا في المحافظة على البيئة، عن طريق استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة الوعي بالقضية العالمية للبيئة، وإنشاء مختبرات افتراضية في جميع أنحاء العالم يُشارك فيها الخبراء من مختلف المجالات أبحاثهم وخبراتهم وأفكارهم عن بُعد للتوصل إلى حلول جدية.

علاوة على ذلك، يمكن للإنسان أن يستغل هذه التكنولوجيا في تقليل السفر واستقلال وسائل المواصلات، حيث يمكنه إجراء الاجتماعات/ التواصل بين الأصدقاء والعائلات من خلال الخدمات المجانية التي وفرتها له تكنولوجيا الإنترنت، ويساعد ذلك في تقليل التلوث الناجم عن انبعاثات وعوادم وسائل النقل.

  • استخدام السيارات الكهربائية

تعتمد السيارات الكهربائية في تشغيلها على استخدام الطاقة المخزنة في البطاريات القابلة لإعادة الشحن، وتُظهر هذه السيارات تأثيرًا إيجابيًا للتكنولوجيا على البيئة، لأنها لا تنتج انبعاثات الكربون التي تساهم في حدوث الاحتباس الحراري، ولا تساهم في تلوث الهواء، ما يعني أنها أكثر نظافة وأقل ضررًا على صحة الإنسان والحيوانات والنباتات والمياه.

يظهر دور الإنسان في الحفاظ على البيئة هنا أيضًا، في الدور الذي يجب أن تقوم به الجهات المسؤولة في تشجيع استخدام السيارات الكهربائية عن طريق تقديم إعفاءات ضريبية أو تسهيلات أخرى تشجع المواطنين على إدخال واعتماد هذه المركبات.

  • إزالة الكربون من الغلاف الجوي

هناك محاولات لاستخدام التكنولوجيا المتطورة في سحب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي والهواء المحيط مباشرة وتوليد تيار مركز من ثاني أكسيد الكربون للعزل أو الاستخدام، ولكن لا تزال هذه التكنولوجيا في المراحل الأولى من التطوير، إلا أن ذلك يؤكد على أن التكنولوجيا يمكن أن تلعب دورًا هامًا في المحافظة على البيئة.

المصدر

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب